الإغلاق الحكومي بأمريكا يصبح الأطول في التاريخ مع دخوله اليوم الـ22
مدة الإغلاق الحكومي الذي بدأ في 22 ديسمبر/كانون الأول تجاوزت الـ21 يوما التي سجلت في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون في 1996.
أصبح إغلاق الحكومة الأمريكية الأطول في تاريخ الولايات المتحدة بدخوله اليوم الثاني والعشرين ليل الجمعة السبت، إثر انسحاب الرئيس دونالد ترامب من محادثات مع قادة الكونجرس الديمقراطيين، بسبب الخلاف حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.
وتجاوزت مدة هذا التوقف الجزئي في عمل الحكومة الفيدرالية الذي بدأ في 22 ديسمبر/كانون الأول الـ21 يوما التي سجلت في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون في 1996.
وقال ترامب، الخميس الماضي، في اليوم الـ20 للأزمة المستمرة، إن الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض لإنهاء إغلاق الحكومة كان "مضيعة للوقت تماما"، ما يؤكد صعوبة إعادة فتح الحكومة قبل يوم السبت وهو اليوم الـ22 للإغلاق، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأضاف، في تغريدة على "تويتر" عقب آخر مناقشات خلافية بينه وبين رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك تشومر: "لقد تساءلت عما سيجري خلال 30 يوما إذا قمت بفتح (أعمال الحكومة)، هل ستوافقون على أمن الحدود المتضمن الجدار أو السياج الفولاذي؟ قالت نانسي، لا. فقلت وداعا إذن، لا يوجد شيء آخر نعمل عليه".
ويواجه ترامب انتقادات حادة لإصراره على جداره، وتجاهله معاناة مئات آلاف الموظفين الفيدراليين المتأثرين بالإغلاق الحكومي الجزئي، الناجم عن الخلاف المتواصل حول تمويل الجدار.
ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، حيث يريد ترامب 5.7 مليار دولار من أجل "حاجز فولاذي" أو جدار يمكن أن يوقف الهجرة السرية؛ لكن الديمقراطيين يرفضون الموافقة على هذا المبلغ لمشروع يعتبرونه "غير أخلاقي" وغير فعال.
وفي غضون ذلك تبدو آثار الإغلاق الحكومي واضحة؛ فمنذ أكثر من أسبوعين لم تُدفع أجور نحو 800 ألف موظف حكومي، وحصل 350 ألف آخرون على إجازة دون أجر، في انتظار تمرير الموازنة.
وأصبح كلينتون في المرتبة الثانية بين الرؤساء الذين شهدت فترة حكمهم أطول فجوة في التمويل الحكومي خلال الـ43 سنة الماضية، بينما يأتي الرئيس جيمي كارتر في المرتبة الثالثة، ويحتفظ الرئيس الراحل رونالد ريجان بالرقم القياسي لعدد مرات الإغلاق التي تكررت في عهده 8 مرات.
وشهدت الولايات المتحدة 21 فجوة في التمويل الحكومي منذ عام 1976، على الرغم من اختلاف مستوى الإغلاق. وقبل عام 1981، كان بوسع معظم الوكالات الاستمرار في العمل خلال فترات التمويل التي انتهت صلاحيتها عن طريق قطع العمليات غير الأساسية.
ويؤثر الإغلاق الحكومي على 9 من 15 وزارة اتحادية، وعشرات الوكالات، ومئات الآلاف من العاملين في الحكومة.
ومن الوزارات التي تعاني من غياب التمويل العدل، والأمن الداخلي، والداخلية، والخزانة، أما الوكالات المستقلة المتضررة من الغلق فأهمها هيئة الأوراق المالية.