فصل جديد مثير من فصول الصراع المكشوف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والميديا الأمريكية اليسارية.
فصل جديد مثير من فصول الصراع المكشوف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والميديا الأمريكية، اليسارية، هذه المرة الفصل بل قل الكتاب الذي خرج للعلن، هو من قيادية صحفية بقلعة من قلاع الميديا الأمريكية الليبرالية، صحيفة «نيويورك تايمز».
الأمور آخذة برقاب بعضها، وثمة طاحونة كبرى من الصراع السياسي بين ترامب ومعسكر اليسار، وبين قطر والسعودية، وحليفة قطر الكبرى تركيا، وفي أحشاء هذه الطواحين، تنهرس حبوب الأخلاق... وتنسحق قيم ومعايير المهنية
جيل أبرامسون، رئيسة التحرير التنفيذية، سابقاً في "نيويورك تايمز"، تعتزم تقديم كتابها بالعنوان المثير «تجار الحقيقة»، وهو الذي خرجت منه فقرات مثيرة نشرتها وسائل إعلامية مثل "فوكس نيوز".
جاء فيما كتبته أبرامسون: «رغم أن باكيت (رئيس التحرير التنفيذي الذي خلفها) قال علناً إنه لا يريد أن تقوم (التايمز) بدور الحزب المعارض، فإن صفحات الأخبار بالصحيفة التي يرأس تحريرها، تنتهج مواقف معادية لترامب بشكل لا لبس فيه».
وأضافت أبرامسون: «احتوت بعض عناوين الأخبار على آراء شخصية بحتة». طبعاً هذا انتهاك لقاعدة أخلاقية مهنية في الصحافة، وهي وجود «برزخ» عميق بين الرأي.. والخبر.
لم يضع الرئيس ترامب الفرصة، وأشاد برئيسة التحرير التنفيذية السابقة لصحيفة «نيويورك تايمز»، جيل أبرامسون، وقال عنها: «كشفت بجلاء تام مدى تحيز الصحيفة ضد ترامب بشكل لا لبس فيه»، مضيفاً: «السيدة أبرامسون كانت على صواب بنسبة 100 في المائة، عندما وصفت كل ما تنشره صحيفة نيويورك تايمز تقريباً بالمواقف الشريرة وغير الشريفة بشكل تام. ومن هذا المنحى ظهرت مصطلحات مثل الأخبار المفبركة وعدو الشعب وحزب المعارضة».
هذه السيدة القيادية في النيويورك تايمز سابقاً، ردّت على ترامب في حسابها بـ«تويتر»، قائلة إنها طالما أشادت بالصحيفة، وإنها غاضبة للمهنية وليس لترامب وسياساته، وإنها تفرح بوجود تغطية صحفية مهنية تعاكس خط ترامب، ولكن ليس على طريقة الحروب الشخصية أو «التجارية».. بما معناه يعني!
هذا الأمر يأتي بعد فضيحة القطب الإعلامي الثاني في سوق الصحف الأمريكية، صحيفة «واشنطن بوست»، وخلاصة الفضيحة، أن مقالات الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، رحمه الله، ضد السعودية، كانت بمساعدة وتوجيه سيدة أمريكية ترأس مؤسسة ضغط قطرية في الولايات المتحدة.
كما تأتي بعد إثارة البحث في قانون أمريكي جديد، يطبخ في الكونجرس، لمحاسبة وسائل الإعلام القطرية العاملة في أمريكا بتهمة ترويج وتغطية الإرهاب!
الأمور آخذة برقاب بعضها، وثمة طاحونة كبرى من الصراع السياسي بين ترامب ومعسكر اليسار، وبين قطر والسعودية، وحليفة قطر الكبرى تركيا، وفي أحشاء هذه الطواحين، تنهرس حبوب الأخلاق.. وتنسحق قيم ومعايير المهنية.
الصورة الحقيقية هي أن منابر عالمية، لها تاريخ مهني، كـ«نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، تجردت من ثوب المهنية، وبدت عارية إلا من «الردح» السياسي!
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة