دبلوماسية «الكعب العالي».. هل تملأ «أوشا فانس» فراغ ميلانيا؟

برزت أوشا، زوجة نائب الرئيس جي دي فانس، بصفتها لاعبة جديدة على الساحة الدبلوماسية، في ظل غياب السيدة الأولى ميلانيا ترامب عن المشهد السياسي.
وبدأت السيدة الثانية في سد الفراغ المتروك في "القوة الناعمة" للإدارة الأمريكية، في ظل قلة ظهور السيدة الأولى العلني وتراجع دورها في البيت الأبيض.
وتعد مشاركة أوشا، زوجها في رحلة إلى غرينلاند، الجمعة، وسط توترات متزايدة بين الولايات المتحدة والدنمارك، اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على تحمل مسؤوليات سياسية بارزة.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، كانت ميلانيا ترامب واضحة بشأن خفض مشاركاتها العامة في واشنطن خلال ولاية زوجها الثانية، حيث ستقسم وقتها بين مارالاغو ونيويورك.
أما أوشا فانس، التي لا تمتلك خبرة سياسية سابقة، فستضطر إلى التعامل مع موقف دبلوماسي حساس في غرينلاند، ومن المحتمل أن تواجه احتجاجات من السكان المحليين الغاضبين من موقف إدارة ترامب العدائي.
وتقول ليزا بيرنز، التي كتبت عدة كتب حول دور السيدة الأولى، لصحيفة "التلغراف": "ما يثير الاهتمام هو أن هذا النوع من الرحلات عادة ما يكون من اختصاص السيدة الأولى".
وترى بيرنز أن العلاقة بين السيدتين تشبه إلى حد ما الدور الذي لعبته "ليدي بيرد" جونسون عندما حلت محل جاكي كينيدي في أوائل الستينيات.
وأضافت بيرنز أن هذه الرحلة ستكون أول اختبار حقيقي لأوشا فانس على الساحة السياسية، معتبرة أنها فرصة لتحديد ما إذا كانت ستصبح مشاركة أكثر نشاطًا في الإدارة.
من هي أوشا؟
قبل انضمام زوجها إلى حملة ترامب نائبا للرئيس، عملت أوشا في مكتب محاماة بسان فرانسيسكو.
ويشير مقربون منها إلى أنها كانت "منفتحة على القضايا العالمية" خلال دراستها القانون في كامبريدج، دون أي إشارة لتبنيها أفكارًا يمينية متشددة.
لكن دورها الآن يتجاوز الدعم الشخصي لزوجها، حيث يُنسب إليها تأثير في صقل خطاباته، كخطابه بالمؤتمر الوطني الجمهوري، وإعداداته للمناظرات الانتخابية.
رغم افتقارها للخبرة السياسية المباشرة، تُعتبر أوشا ركيزةً خفية في صعود زوجها، حيث دعمته خلال دراسته بجامعة ييل وأسهمت في تحرير خطاباته.
ويُوصف دورها الآن بـ"السلاح السري" لجي دي فانس، بفضل مهاراتها القانونية التي صقلتها خلال عملها مع قضاة المحكمة العليا.
رحلة غرينلاند: اختبار شائك
وُصفت الرحلة المزمعة لغرينلاند بأنها مهمة "حساسة"، إذ يتوقع أن تواجه أوشا وزوجها احتجاجات محلية ضد سياسات الإدارة الأمريكية، خاصة بعد وصف رئيس وزراء غرينلاند، ميوت إغيدي، الزيارة بـ"العدائية".
وأعلنت الإدارة، أن الرحلة ستقتصر على زيارة قاعدة عسكرية أمريكية، مع إلغاء أنشطة كسباق الزلاجات، فيما يُعتقد أن الهدف الحقيقي هو توفير غطاء دبلوماسي لزيارة مستشار الأمن القومي مايكل والتز إلى منشأة فضائية في غرينلاند، وسط اتهامات له بتسريب معلومات سرية.
وفي البداية، كان من المقرر أن تزور أوشا الجزيرة بمفردها، لكن زوجها أعلن أنه سينضم إليها.
وقال فانس في مقطع فيديو نُشر على موقع «إكس»: «كان هناك حماس كبير حول زيارة أوشا إلى غرينلاند يوم الجمعة، لدرجة أنني قررت أنني لا أريدها أن تستمتع بكل هذا المرح بمفردها، لذا سأنضم إليها».
فيما نددت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن بخطط الوفد الأمريكي لزيارة الجزيرة القطبية رغم عدم تلقيه دعوة بذلك، معتبرة أن الخطوة تشكل "ضغطا غير مقبول" على غرينلاند والدنمارك. وكان من المقرر في البداية أن تكون الزيارة أوسع لمجتمع غرينلاند.
السيدة الأولى: ظهور نادر وإرث مثار جدل
في المقابل، حافظت ميلانيا ترامب على وجود هامشي، حيث اقتصرت مشاركاتها الرسمية هذا العام على حفل التنصيب وزيارات محدودة لضحايا كوارث طبيعية.
وهناك تقارير عن أنها تعمل حاليا على فيلم وثائقي مدفوع القيمة مع أمازون، في حين تترك الساحة لأوشا لقيادة أدوار "القوة الناعمة".
aXA6IDE4LjIyMC4yNS4xNTgg جزيرة ام اند امز