ضربة لطهران.. نفط إيران المتجه لفنزويلا على رادارات المصادرة الأمريكية
أحدث إجراء ضمن سلسلة جهود الولايات المتحدة في ملاحقة شبكات الشحن البحري الذي تساعد طهران في خرق العقوبات
رفع المدعون الفيدراليون الأمريكيون دعوى في وقت متأخر من يوم الأربعاء، لمصادرة أربع ناقلات بنزين إيرانية متجهة إلى فنزويلا، وهو أحدث إجراء ضمن سلسلة جهود الولايات المتحدة في ملاحقة شبكات الشحن البحري التي تساعد طهران في خرق العقوبات.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه برفع شكوى المصادرة المدنية، لا يستهدف المدعون الأمريكيون منع توصيل الوقود الإيراني إلى فنزويلا فحسب، بل أيضًا حرمان طهران من عائدات الشحنات ومنع عمليات النقل في المستقبل.
كان موقع بريطاني قد كشف في وقت سابق عن أن النظام الإيراني ينسق مع فنزويلا للتملص من العقوبات الأمريكية المفروضة عليهما، والتخفيف من أزماتهما الداخلية، وذلك عبر خط جوي نشط بدأ الأسبوع الماضي.
وقال موقع "سيمبل فلاينج simpleflying"، المتخصص في أخبار الطيران الدولي، إن إيران وفنزويلا تعملان كحليفين وسط العقوبات الأمريكية التي تسببت في نقص النفط في فنزويلا.
وأظهرت بيانات موقع "فلايت رادار24 FlightRadar24" أن طائرة تابعة لشركة "ماهان إير" الإيرانية حلقت بين طهران وشبه جزيرة باراغوانا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وستشغل المزيد من الرحلات الجوية في الأيام المقبلة.
- نفط إيران "الراكد" يواصل التسرب من بوابة فنزويلا
- سر شحنات النفط الإيرانية إلى فنزويلا.. القصة الكاملة
ورجح الموقع أن شركة "ماهان إير" تنقل معدات لإعادة بناء مصفاة تكرير نفط قديمة، وتقدم مساعدات إلى فنزويلا الحليف الاستراتيجي لطهران.
يأتي ذلك في وقت تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بعد أن منعت العقوبات الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية من تلقي إمدادات نفطية حيوية، حيث تعاني كاركاس من نقص البنزين.
كما كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية في تقرير سابق عن صفقات بين إيران وفنزويلا تحصل فيها الأولى على أطنان من الذهب مقابل مساعدة الأخيرة في تشغيل مصافي البنزين المعطلة.
وقال أشخاص، على معرفة مباشرة بالأمر، إن فنزويلا، التي تعاني مشاكل في السيولة النقدية وحاجة ماسة لدعم قطاع النفط لديها، سلمت أطنانا من سبائك الذهب إلى إيران، حيث شحن مسؤولون حكوميون نحو 9 أطنان من الذهب – ما يوازي نحو 500 مليون دولار – على متن طائرات متجهة إلى طهران باعتبارها دفعة مقابل تقديم الأخيرة يد المساعدة في تشغيل مصافي البنزين المعطلة.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن هذه الشحنات، التي أسفرت عن تراجع مفاجئ في أرقام الاحتياطي الأجنبي في فنزويلا، تركت البلد الذي تمزقه الأزمة مع 6.3 مليار دولار فقط من الأصول بالعملة الصعبة، وهو أقل معدل خلال ثلاثة عقود.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن البلدين يعملان معا عن قرب في ظل محاولتهما الصمود أمام العقوبات الأمريكية وانهيار أسعار النفط جراء أزمة كورونا، المصدر الأساسي للعائدات.
وبالنسبة لإيران، يمثل الاتفاق مصدرا جديدا للدخل، أما فنزويلا، فستضمن عدم نفاد إمدادات البنزين تماما.