التطعيم ضد كورونا في الإمارات.. اللقاحات والفاعلية والفئات
باشرت الإمارات، الأسبوع الماضي، حملة التلقيح ضد "كوفيد-19" بالعاصمة أبوظبي، بعد أيام من تسجيل "سينوفارم" رسميا لقاحا للوقاية من كورونا
الحملة التي أطلقتها السلطات الإماراتية بدأت بالتطعيم بأحد اللقاحات التي شاركت أبوظبي في المرحلة الثالثة من تجاربها السريرية منذ يوليو/تموز. بينما لا تزال باقي الأمصال في مرحلة الاختبار سواء داخل الإمارات أو بالدول الصديقة.
"العين الإخبارية" تستعرض أهم المعلومات عن حملة التطعيم ضد كورونا في الإمارات، والفئات المستهدفة والأعراض المسجلة حتى الآن.
سينوفارم الأول
أطلقت دولة الإمارات عملية التلقيح ضد فيروس كورونا بالعاصمة أبوظبي 14 ديسمبر/كانون الثاني، لتصبح من أولى الدول التي بدأت حملة التطعيم الجماعي، وتنضم إلى بريطانيا التي زامنتها في إطلاق أول حملة تطعيم بلقاح فايزر/بيونتك.
وقالت حكومة أبوظبي إن النتائج الأولية لتجارب المرحلة الثالثة على مصل شركة "سينوفارم" التابع لمعهد بيجين للمنتجات البيولوجية الصيني أظهرت فعالية اللقاح بنسبة 86%، وأعلنت تسجيل اللقاح للفيروس غير النشط ضد "كوفيد-19" رسميا في الإمارات.
وطمأنت وزارة الصحة الإماراتية الجميع بشأن لقاح "سينوفارم"، معتبرة أن "قرار التسجيل يعبّر عن ثقة السلطات الصحية الإماراتية في سلامة وفعالية هذا اللقاح"، وفقا لموقعها الإلكتروني.
وقالت الوزارة الإماراتية، في بيان سابق، إن النتائج الأولية لتجارب المرحلة الثالثة التي أجرتها شركة "سينوفارم سي إن بي جي" أظهرت عدم وجود مخاوف متعلقة بسلامة اللقاح على جميع متلقيه.
وأضافت: "فعاليته وصلت نسبة 86% ضد الإصابة بالفيروس، كما سجل الإقلاب المصلي معدل 99% من الأجسام المضادة المعادلة، و100% كمعدل وقاية من الحالات المتوسطة أو الشديدة من المرض".
وأجريت تجارب المرحلة الثالثة على اللقاح الصيني ضمن حملة "لأجل الإنسانية" في الإمارات التي نجحت في استقطاب 31 ألف متطوع من 125 جنسية داخل الدولة.
هذا ليس الاستخدام الأول للقاح "سينوفارم" في أبوظبي، إذ أجازت حكومة الإمارات في أيلول/سبتمبر الاستخدام الطارئ للقاح لحماية العاملين في المجال الصحي.
الإجازة جاءت بعدما أظهرت تجارب دراسة استخدام اللقاح في حالات الطوارئ حماية للعاملين في الخطوط الأمامية بالإمارات على نحو فعال.
ووفقا لما ذكرته البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات فإن تقييم اللقاح تم استناداً إلى معايير تأهيل الموافقة للاستخدام الطارئ والتي تشمل:
- إعلان من الجهات الصحية العالمية عن حالة طوارئ تؤدي إلى مرض أو حالة خطيرة أو تهدد الحياة كما هو الحال مع جائحة "كوفيد-19".
- توفر الأدلة العلمية التي تثبت فعالية المنتج المخصص لمواجهة الطوارئ.
- سلامة استخدامه اللقاح.
- تفوق الفوائد المعروفة والمحتملة للمنتج على المخاطر المعروفة والمحتملة له.
وذكرت البوابة الإماراتية أن إجراء التقييم بترخيص الاستخدام الطارئ تم مع الأخذ بالاعتبار ما يلي:
- الفئات المستهدفة.
- خصائص المنتج.
- بيانات الدراسة السريرية وما قبل السريرية.
- بيانات الدراسة السكانية ومجموع الأدلة العلمية المتاحة ذات الصلة.
لقاحات أخرى
"سينوفارم" ليس اللقاح الوحيد الذي تخضعه السلطات الإماراتية لتجارب المرحلة الثالثة تمهيدا لاعتماده رسميا مصلا مضادا لكورونا.
منتصف أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت دولة الإمارات بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على لقاح روسي يعتمد على الفيروسات الغُدِّية لمكافحة "كوفيد-19".
اللقاح الروسي طوره معهد غاماليا الفيدرالي لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة التابع لوزارة الصحّة في موسكو، وتتولى دائرة الصحة- أبوظبي إجراء التجارب تحت إشراف وزارة الصحّة ووقاية المجتمع في الإمارات.
وأظهرت نتائج المراحل الأولى من التجارب السريرية، التي نشرت في المجلة الطبية المشهورة "ذا لانسيت"، مستوى مستقرا على صعيد الاستجابة المناعية الخلطية والخلوية بنسبة 100% بين الأفراد المتطوعين، دون تسجيل أي أعراض جانبية خطيرة.
يخضع المتطوعون للإشراف الطبي، وفقاً لأعلى المعايير والممارسات الدولية الصارمة، على مدار 90 يوما من تلقي جرعة اللقاح، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وتشكل التجارب السريرية في دولة الإمارات جزءاً من التجارب المستمرة التي يجري تنفيذها حالياً في روسيا ودول أخرى في العالم.
وفقا لإجراءات السلامة المتعبة في دولة الإمارات، فإن السلطات الصحية لا تعتمد لقاحا للتطعيم إلا بعد الاطلاع على كافة النتائج والبيانات الخاصة به والمتعلقة بالمراحل الثلاث للتجارب والتي يتم فيها قياس أمان وسلامة هذه التطعيمات وفاعليتها في حماية المجتمع.
وتسعى شركات الأدوية المطورة للقاحات "كوفيد-19" لإجراء التجارب النهائية في دولة الإمارات، انطلاقاً من الثقة في مكانتها والرؤية الواضحة لقيادتها السياسية، إضافة إلى جودة وكفاءة منظومتها الصحية، والاستعداد المجتمعي للتطوع في إجراء التجارب مع تنوع سكاني يتضمن وجود أكثر من 200 جنسية.
الفئات المستهدفة
وفرت السلطات الإماراتية لقاح "سينوفارم" الصيني في 45 مركزا صحيا على الأقل من مستشفيات وعيادات، وأتاحت للسكان خاصية حجز موعد عبر تطبيق لشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" لأخذ اللقاح المجاني في عدة مراكز في العاصمة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وسائل إعلام إماراتية قولها إن مراكز التطعيم تعمل منذ الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء للتطعيم بلقاح سينوفارم، الذي يتكون من جرعتين بفارق 21 يوما بينهما.
وتتسم عملية التطعيم ضد "كوفيد-19" في أبوظبي بالمرونة، وتتم عن طريق الطاقم التمريضي وتتنوع الأماكن التي يتم أخذ اللقاح فيها من مراكز صحية حكومية وخاصة.
وتستهدف الحكومة الإماراتية تطعيم الجميع سواء المواطنين أو المقيمين، باستثناء الحوامل والمرضعات والأطفال، لكن التركيز سيكون على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وبالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة، فيتم تقييمهم قبل التطعيم للتأكد من ملاءمة حالتهم الصحية لأخذ التطعيم.
التطعيم بلقاح مضاد لفيروس "كوفيد-19" ذو أهمية كبرى لأي مجتمع للقضاء على الجائحة، لكن ذلك يتطلب تطعيم نحو 50% من إجمالي السكان على الأقل.
ويعد الإسراع في عملية التطعيم أمر إيجابي للمجتمع لتقليل فرص الإصابة بالفيروس، فضلا عن قدرة التطعيمات الحالية على تطوير المناعة التي تكفل حماية الشخص المتطعم بشكل كبير.
ووفقا لما ذكره المختصون، فإن نسبة قليلة ممن خضعوا للتطعيم بلقاحات كورونا المعتمدة تطورت لديهم أعراض جانبية خفيفة، منها الحمى والألم الموضعي والصداع وغيرها من الأعراض الطبيعية التي لم تستمر إلا أيام بسيطة.