كم تدوم مناعة لقاحات كورونا؟ خبراء يجيبون لـ"العين الإخبارية"
كم تدوم مناعة لقاحات "كوفيد-19"؟ سؤال يُطرح بشكل موسع منذ إعلان شركات أدوية عن أمصالها الفعالة ضد فيروس كورونا المستجد.
والغريب في الأمر أن أيا من هذه الشركات لم تحسم الأمر لكن بعضها وعد أن يستمر نحو عامين.
الحقيقة أن مثل هذه التفاصيل المهمة تتطلب المزيد من الوقت للتوصل لإثبات فعلي يجزم بقدرة أي من هذه اللقاحات على تكوين مناعة طويلة الأمد.
وحتى الآن، أعلنت عدة شركات أدوية عن نحو 5 لقاحات تجريبية أثبتت فاعلية في مقاومة كورونا، أبرزها فايزر وموديرنا وأكسفورد وسينوفارم.
مناعة تدوم عاما
الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة في مصر، قال إن أيا من الشركات المطورة للقاحات "كوفيد-19" لا تملك إجابة قاطعة عن هذا التساؤل، لأن الأمر يتطلب المزيد من الوقت، لكن جميعها تقول إن مناعة منتجها ستدوم نحو عام.
وأضاف الحداد لـ"العين الإخبارية": "للإجابة عن هذا التساؤل لا بد أن تدوم الدراسة لكل لقاح على الأقل عاما أو اثنين لنستطيع تحديد المدة الفعلية، وقياس الأجسام المضادة المكونة بعد التطعيم لمدة سنة".
وأكمل: "بعض الشركات مثل فايزر قالت إن منتجها تدوم مناعته مدة عام، لكن لا توجد دراسات أكيدة تدعم ذلك لأن اللقاحات لم تجرب بشكل فعلي لمدة سنة، وجميعها أنجز المرحلة الثالثة من التجارب وحصل على الموافقة الطارئة".
وتابع الطبيب المختص: "الشركات تقدمت بطلب للحصول على الموافقة الطارئة للاستخدام اعتمادا على أن كل هذه الأمصال تكون أجساما مضادة تقاوم الفيروس، لكن استمرارية وأمان وفعالية ومدة مناعة اللقاح لم تختبر لمدة سنة بعد، وأقصى تقدير كان شهرين".
وأشار إلى أن معظم تلك اللقاحات لم تستمر تجارب مراحلها الثالثة أكثر من شهرين إلى 3 أشهر، موضحا أن أغلبها بدأ قياس مستوى الأجسام المضادة منذ يوليو/ تموز أو أغسطس/ آب بالتزامن مع بدء المرحلة الثالثة.
مناعة دائمة
استشاري الحساسية والمناعة أوضح أن معظم الدراسات التي أجريت مؤخرا تحدثت عن "مناعة قصيرة الأمد" للقاحات كورونا، مشيرا إلى أن كل شركة تحدثت عن منتجها باعتباره سيعطي مناعة أطول من منافسيه.
وقال: "الشركة المطورة للقاح أكسفورد قالت إنه يعتمد على تقنية تمنح الخلايا الليمفاوية للجسم مناعة دائمة، أما فايزر فقالت إن لقاحها ستدوم مناعته من عام إلى اثنين، لكن حتى الآن كل هذا لم يثبت علميا أو بحثيا لأن الدراسات لا تزال محدودة".
وأضاف: "حتى نقول على لقاح إنه تمكن من منح الجسم مناعة طويلة الأمد يتطلب الأمر عاما أو اثنين لقياس الأجسام المضادة في المتطوعين والتأكد من ذلك طبيا".
تجارب المرحلة الرابعة
موقع "ABC Health" أجاب عن سؤال إلى متى تستمر مناعة هذه اللقاحات؟، معتبرا أن الأمر يحتاج أشهرا إن لم يكن سنوات لفهم المدة التي تستغرقها المناعة الناتجة عن هذه اللقاحات بشكل كامل.
ونقل الموقع الأسترالي عن إخصائية المناعة الدكتورة لاريسا لابزين قولها إن شركتي فايزر وموديرنا بدأتا تجربتهما في أواخر شهر يوليو/تموز، ما يعني أنهما تمكنتا من متابعة المشاركين في الدراسة لبضعة أشهر فقط.
وأضافت لابزين: "من الصعب جدًا معرفة الإجابة في هذه المرحلة، خاصة أننا نحتاج إلى قياس ذلك على أساس الدراسات القائمة على الملاحظة وهي تجارب المرحلة الرابعة".
وحتى الآن لا يزال العلماء يحاولون فهم نوع المناعة المتولدة من "كوفيد-19"، والمدة التي تدوم فيها هذه المناعة عادةً، وكم ونوع الأجسام المضادة اللازمة لتكوين استجابة فعالة.
ووفقا لإخصائية المناعة الأسترالية، فإن أفضل مؤشر على المدة التي قد تستمر فيها لقاحات الفيروس التاجي هو النظر إلى المناعة الناتجة عن عدوى كورونا الطبيعية.
وقالت: "تباينت التقارير حول هذا الأمر في الأشهر الأخيرة، وأشارت بعض الأبحاث إلى أن استجابتنا المناعية من المحتمل ألا تكون طويلة الأمد".
وأضافت: "لكن ربما نحصل على استجابات مناعية أفضل بكثير وطويلة الأمد مع اللقاح مقارنة بالعدوى الطبيعية".
صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت إنه لا يزال من غير الواضح المدة التي سيظل فيها لقاح كل شركة منتجة فعالًا في الجسم.
ونقلت الصحيفة عن جامعة أكسفورد قولها في شهر يوليو/تموز إن لقاحها استمر لمدة 56 يوما على الأقل.
وأضافت: "أثار لقاح أكسفورد استجابة مناعية ونجح في إنتاج أجسام مضادة لكورونا في الجسم، وتتبع العلماء هذه الأجسام المضادة ووجدوا أنها لا تزال موجودة بعد 56 يوما عندما انتهى البحث".
دراسة مبشرة
الأسبوع الماضي نشرت بيانات أولية من واحدة من أكثر دراسات "كوفيد-19" شمولاً حول الذاكرة المناعية، والتي أشارت إلى أن الحماية قد تستمر لسنوات.
وأوضحت الدراسة التي أجراها معهد "لا جولا" لعلم المناعة، ومقره ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن المناعة التي يخلفها كورونا قد تستمر سنوات وربما لعقود، في اختلاف واضح مع دراسات سابقة رجحت ألا تستمر مقاومة الجسم للمرض سوى أشهر.
وقال الباحثون في الدراسة، التي لم تنشر في مجلة علمية بعد ولم تتم مراجعتها، إن معظم الأشخاص الذين لوحظ إصابتهم بالفيروس طوروا مستويات قوية من الأجسام المضادة والخلايا المناعية، وحصلوا عليها بعد أشهر من الإصابة.
شين كروتي، عالم الفيروسات في المعهد الأمريكي والمشرف على الدراسة، توقع أن "تؤدي المناعة لدى الغالبية العظمى من الناس من إصابات حادة بالمرض مستقبلا ودخول المستشفيات لسنوات عديدة".
وحلل فريق الدراسة، التي شملت 185 شخصا أعمارهم بين 19 و81 عاما أصيبوا بالفيروس وتعافوا منه، أجزاء متعددة من ذاكرة جهاز المناعة كالأجسام المضادة، والخلايا اللمفاوية.
وقالت جينيفر جومرمان، إخصائية المناعة في جامعة تورنتو، إن "عددا صغيرا فقط من المشاركين في الدراسة لم تتكون لديهم مناعة طويلة، ربما بسبب الاختلافات في كميات الفيروس التي تعرضوا إليها، لكن هؤلاء يمكنهم التغلب على هذه المشكلة بالحصول على لقاحات".
واعتبر لورنس يونج، أستاذ علم الأورام الجزيئي في جامعة وارويك، أن "هذه دراسة تؤكد وجود ذاكرة مناعية لـ(كوفيد-19)، لكن بدرجة تختلف من شخص لآخر".
ورأى أن هذا الاختلاف قد يكون ناتجًا عن إصابة بعض الأفراد بمستوى منخفض جدًا من العدوى دون أعراض.
أيضا بحث أسترالي جديد أجرته جامعة موناش كشف أن المناعة ضد فيروس كورونا يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 8 أشهر بعد الإصابة، ما يوفر الأمل في الحماية طويلة الأجل عن طريق اللقاحات.
وأوضحت الدراسة، التي أجراها قسم المناعة وعلم الأمراض بجامعة موناش، أن خلية الذاكرة البائية تتذكر الفيروس وتؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة الواقية في حالة التعرض مرة أخرى.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjE1MiA= جزيرة ام اند امز