كيف تفوق لقاح أكسفورد على فايزر وموديرنا؟.. 4 مزايا حسمت الأمر
سباق شرس تخوضه شركات الأدوية لحسم صراع لقاح "كوفيد-19" لصالحها وكسب أكبر عدد ممكن من المتعاقدين، وحفر اسمها في مصاف الأبطال.
ورغم أن شركتي "فايزر" الأمريكية و"بيونتك" الألمانية أولى من أعلنت عن لقاح فعال يقضي على الجائحة بنسبة تخطت 90%، فإن منافستيها "موديرنا" و"أسترا زينيكا" رجحتا الكفة لصالحهما بفضل "ثغرة التخزين" ومزايا أخرى.
والحقيقة أن لقاحي أكسفورد وموديرنا ليسا فقط المتفوقان على فايزر، فكل الأمصال المعلن عنها حتى الآن لم تعان من مشكلة التخزين في بردوة خاصة.
تخرين خاص
نجح لقاح كورونا من إنتاج أكسفورد وأسترازينيكا في التغلب على منافسيه موديرنا وفايزر في جزئية التخرين وسهولة التوزيع لأي دولة في العالم.
ووفقا للتصريحات الرسمية، يمكن تخزين لقاح أكسفورد في درجات حرارة الثلاجة العادية لمدة 6 أشهر على الأقل، أي تتراوح بين 36 و46 درجة فهرنهايت، وهذا عكس الأمصال الأخرى التي تتطلب تخزينًا شديد البرودة ونظام نقل خاص.
أيضا لا يستوجب لقاح أكسفورد نقله في درجات حرارة منخفضة للغاية، ويمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للدول النامية، كما يجعل توزيعه عالمًا أسهل وأرخص بكثير من منافسيه.
بينما يتطلب لقاح فايزر نظام نقل معقد من "سلسلة التبريد"، إذ يجب نقله عند -94 درجة فهرنهايت (70 درجة مئوية تحت الصفر) من خلال نظام من مستودعات المطار شديدة التجميد والمركبات المبردة، باستخدام الثلج الجاف وأجهزة GPS لمراقبة درجة الحرارة.
وبمجرد وصول هذا اللقاح إلى مركز الرعاية الصحية، لا يزال يتعين تخزينه في درجات حرارة شديدة البرودة، وهي خاصية قد تفتقد لها المستشفيات الأمريكية الأكثر شهرة مثل Mayo Clinic في مينيسوتا.
مشكلة لقاح فايزر أدت إلى التدافع على المجمدات شديدة البرودة، فضلا عن كونها تكلف بين 5000 دولار و15000 دولار. ويتوقع المصنعون طلبات إرجاع لمدة شهور وتأخيرات للمنتجات.
أما لقاح موديرنا فيمكن نقله وتخزينه في درجات حرارة الثلاجة لكن لمدة شهر واحد فقط، وحتى يستمر لفترة طويلة يجب تخزينه في درجة حرارة أقل من 4 درجات فهرنهايت.
فاعلية متقاربة
في آخر تصريح رسمي، أعلنت جامعة أكسفورد وشريكتها أسترازينيكا أن لقاحهما ضد فيروس كورونا يمنع الإصابة بالمرض بنسبة فعالية 70% وتصل إلى 90% في ظل نظام جرعات واحد.
تأتي هذه الأخبار بعد تطورات إيجابية مماثلة من فايزر، أولى من أعلنت عن منتجها بنسبة فعالية 90% منتصف نوفمبر لتصبح الأوفر حظًا في سباق اللقاحات العالمي. شركة الأدوية العملاقة أبلغت في وقت لاحق عن نتائج كاملة تشير إلى أن مصلها فعال بنسبة 95%.
في وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت شركة تصنيع الأدوية الأمريكية Moderna بيانات تجريبية مؤقتة تشير إلى أن لقاحها يبدو فعالاً بنسبة 94.5%.
حتى الآن يوجد نحو 12 لقاحًا مرشحًا ضد "كوفيد-19" في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، لكن فايزر وموديرنا وأكسفورد أولى الجهات المطورة التي أصدرت بيانات مؤقتة عن نتائج تجاربها السريرية في المرحلة الثالثة.
ويتفق معظم الخبراء على أن النتائج تبدو واعدة، رغم أن البيانات لم تُنشر بعد في المجلات العلمية المحكمة ولا يزال هناك الكثير لا نعرفه عن مدى نجاح هذه اللقاحات.
أسعار لقاحات كورونا
تتفاوت أسعار لقاحات "كوفيد-19" من شركة لأخرى طبقا لعدة أسباب، لكن أرخصها حتى الآن كان اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد وأسترا زينيكا.
1. سعر لقاح أكسفورد
ووفقا للمعلن فإن شركة "أسترا زينيكا" تلتزم بعدم الاستفادة من لقاح أكسفورد خلال فترة الوباء، وتبيعه بسعر بين 3 و5 دولارات للجرعة، كما ترسله بسعر التكلفة للدول النامية إلى الأبد.
2- سعر لقاح فايزر
أما لقاح فايزر فأعلنت الشركة بيعه بـ19.50 دولار لكل جرعة، (يحتاج كل شخص إلى جرعتين من اللقاح)، ما يجعل تكلفته 39 دولارا للشخص الواحد.
3- سعر لقاح مودرنا
ويأتي لقاح موديرنا أغلى من سابقيه، إذ قررت الشركة المصنعة بيعه بسعر يتراوح بين 25 و37 دولارا للجرعة، اعتمادًا على حجم الطلب.
المادة الفاعلة
يُعرف مرشح أكسفورد بمنصة ناقلات الفيروسات الغدية، فهي تمنح الأشخاص فيروسًا معطلاً لتحفيز الاستجابة المناعية، وهذا يجعله أكثر ثباتًا من اللقاحات الأخرى.
ويستخدم هذا اللقاح نسخة ضعيفة من فيروس الشمبانزي الغدي كناقل محمل بالمواد الوراثية لبروتين فيروس كورونا، وبعد التطعيم يتم إنتاج البورتين المرتفع السطحي لفيروس كورونا المستجد، الذي ينبه جهاز المناعة لمهاجمة "كوفيد-19".
بينما يعتمد لقاحا فايزر وموديرنا على تقنية "الرنا المرسال" mRNA، التي تحقن الأشخاص بمواد وراثية تجعل أجسامهم تشكل جزءًا من الفيروس، ما يؤدي إلى استجابة مناعية.
ويتكون لقاح "موديرنا" من قطع صغيرة من الحمض النووي "mRNA" التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح كورونا، ليتوهم الجهاز المناعي بوجود الفيروس فيبدأ بإنتاج الأجساة المضادة، كما لو كان الإنسان مريضا بالفعل.
وهذه الطريقة شبيهة بالطريقة التي يعمل بها لقاح "فايزر"، إذ يعتمد على تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال"، التي تقوم على برمجة الخلايا البشرية لإنتاج نسخ عن جزء من الفيروس، بهدف تحفيز جهاز المناعة على الهجوم في حال دخول الفيروس الحقيقي إلى الجسم.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز