باحث مصري في أكسفورد يكشف لـ"العين الإخبارية" 5 مزايا بلقاح كورونا
قال الدكتور أحمد سالمان، عضو فريق جامعة أكسفورد لإنتاج لقاح كورونا، إن اللقاح الذي يتم إعداده مع شركة استرازينكا، يتمتع بـ5 مزايا مهمة.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، عدد الباحث المصري الذي يعمل مدرسا لعلم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينر بالجامعة، هذه المزايا، وفي مقدمتها استخدامه تقنية الناقلات الفيروسية، بالاعتماد على أحد فيروسات "الأدينو فيروس" التي تصيب القرود، وليس البشر.
وتعتمد تقنية الناقلات الفيروسية على حقن المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، والتي تتعلق بالجزء الأكثر وضوحا فيه، وهو بروتين (سبايك)، وسط التركيب الجيني لأحد الفيروسات المسببة لنزلات البرد الخفيفة " الأدينو فيروس".
وبينما تستخدم بعض اللقاحات أحد فيروسات هذه العائلة التي تصيب البشر، فإن ما يميز لقاح أكسفورد، كما يؤكد سالمان، هو استخدامه أحد فيروسات ( الأدينو) التي تصيب القرود.
ويقول: "الميزة في استخدام الفيروس الذي يصيب القرود، انه لم تتشكل مناعة بشرية ضده، بينما استخدام فيروس يصيب البشر، يجعل هناك احتمالية أن يكون الشخص قد أصيب بالفيروس ولديه أجسام مضادة تشكلت بعد الإصابة، وبالتالي فإن ذلك من شأنه أن يقلل من كفاءة اللقاح، حيث يتخلص الجهاز المناعي من غالبية اللقاح المستخدم".
وفي وقت عاب فيه بعض متخصصي اللقاحات على مدارس اللقاحات الأخرى، أنها لم تدخل ضمن تجاربها شرائح كبار السن، الذين هم من الفئات ذات الأولوية في الحصول على اللقاحات، قال سالمان إن الميزة الثانية للقاح أكسفورد، أنه في تجارب المرحلة الثالثة تم تضمين شرائح من كبار السن (من 60 إلى 70 عاما) و(أكثر من 70 عاما).
وتركز تجارب اللقاحات في المرحلة الأولى والثانية على الفئات الأصغر عمرا، وإذا أثبتت كفاءة مع تلك الفئات يتم تضمن الفئات الأكبر سنا في تجارب المرحلة الثالثة، وهو ما لم يحدث في بعض اللقاحات، كما ذكر تقرير نشرته مؤخرا المجلة الطبية البريطانية.
وأظهرت بيانات من التجارب المبكرة للقاح أكسفورد، والتي تم إعلانها مؤخرا، أن اللقاح ينتج استجابة مناعية قوية لدى كبار السن، وهم من بين الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الوباء.
ويشير سالمان إلى الميزة الثالثة للقاح أكسفورد، وهو أنه يحفز ذراعي جهاز المناعة والمتمثلين في إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا البائية (B-cells)، وخلايا الذاكرة المناعية القاتلة (Cytotoxic T-cells).
ويقول: "بعض اللقاحات تستخدم تقنية الفيروس غير النشط (المقتول)، وهذا الفيروس المقتول غير قادر على إحداث العدوى، وبالتالي لا يستطيع دخول الخلايا، ويظل موجودا خارج الخلايا في انتظار خلية مناعية تأخذه وتقوم بتكسيره، وتقوم بتعريضه للخلايا المنتجة للأجسام المضادة، وبالتالي فهو لا يحفز سوى ذراع واحد فقط من المناعة بصورة أساسية، وهو إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا البائية (B-cells)، ولا يحفز إنتاج خلايا الذاكرة المناعية (القاتلة Cytotoxic T-cells)".
وإضافة لهذه المزايا، فإن اللقاح ستكون له ميزه رابعة عند تسويقه، فيقول سالمان: "لقاح أكسفورد يمكن تخزينه ونقله في درجة حرارة الثلاجة العادية (+٤ درجات مئوية)، بينما بعض اللقاحات تحتاج إلى درجة حرارة (-80 درجة مئوية)، وهذه الإمكانيات التخزينية لا توجد إلا لدى عدد قليل من الدول".
ومع كل هذه المزايا، فإن السعر المتوقع للقاح سيكون منخفضا، وهذه هي الميزة الخامسة التي يشير إليها سالمان.
ويقول: "تكلفة إنتاج اللقاح لا تتعدى 7 دولارات، وهناك محاولات لتخفيض التكلفة إلى 5 دولارات، وهذا سيؤدي لتخفيض سعر البيع، بينما تكلفة إنتاج بعض اللقاحات تصل إلى (200 – 300 دولار)".