لقاحات كورونا والحمل والعقم.. إليكم أحدث المعلومات
من حين لآخر تطفو على السطح شائعات حول لقاحات كورونا، آخرها ادعت أنه يسبب العقم ويضر بمن يفكر في الحمل، فكيف رد الأطباء وفندت الأبحاث؟.
بالتزامن مع توزيع لقاحات فيروس "كوفيد-19" في عشرات الدول نهاية 2020 طالت عشرات الادعاءات المصل، ما دفع الجهات البحثية لإطلاق دراساتها وإجراء تحاليلها.
الشهر الماضي، قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إن تحليل جديد تابع آلاف النساء اللاتي تم تطعيمهن خلال فترة الحمل.
وخلص إلى أن لقاح "كوفيد-19" آمن على جميع النساء الحوامل أو المرضعات أو يفكرن في الحمل ولا يسبب العقم، وحثتهن على التطعيم ضد الفيروس التاجي.
من الملاحظ على مدار الأشهر الماضية أن الحوامل معرضات بشكل خاص للإصابة بفيروس كورونا، وأبرز الانتشار المستمر والشرس لمتغير الدلتا شديد العدوى مدى أهمية التحصين.
لقاحات كورونا لا تؤثر على خصوبة المرأة
خلال الأشهر الأولى من طرح لقاح كورونا، ظلت بعض النساء مترددات في التطعيم لمخاوف من أن المصل قد يؤدي إلى العقم.
ونقل موقع Popular Science عن مارك إنسيربي، رئيس قسم طب الأم والجنين بجامعة جنوب كاليفورنيا، قوله: "هذا سبب كبير لتردد الكثيرات من اللاتي يفكرن في الحمل في الحصول على التطعيم، لكن لحسن الحظ لم يجد الباحثون والأطباء أي دليل على أن اللقاحات تؤثر على قدرة المرأة على الإنجاب أو الحصول على حمل صحي".
بينما قال ريتشارد بيجي، رئيس مستشفى UPMC Magee-Womens في بيتسبرغ: "يوجد الآن قدر لا بأس به من البيانات التي تُظهر أن هذه الأشياء هي في الحقيقة مجرد خرافات".
وأضاف: "خلاصة القول هي أنه لا يوجد أي ارتباط على الإطلاق، سواء كان نظريًا في هذه المرحلة أو في الواقع، مع أي تأثير على الخصوبة".
تم تغذية الاعتقاد الخاطئ بأن لقاحات كورونا تضر بخصوبة المرأة من قبل عدة مصادر، بينها أناس تحدثوا عبر مواقع التواصل عن فترات غير منتظمة أو ثقيلة للحيض بعد أخذ اللقاحات.
كان الباحثون يبحثون في إمكانية أن تؤدي اللقاحات إلى تعطيل الدورة الشهرية مؤقتًا، لكن هذه التغييرات، إن وجدت، ستكون قصيرة العمر ولن تؤثر على خصوبة المرأة، وفقا للموقع.
من المحتمل أن يكون جزء آخر من المعلومات الخاطئة مرتبطًا برسالة أرسلها اثنان من المدافعين عن مكافحة اللقاح إلى وكالة الأدوية الأوروبية في ديسمبر.
تزعم الأسطورة أن اللقاحات ستجعل جسم المرأة يولد أجسامًا مضادة تهاجم عن طريق الخطأ بروتينًا مشيميًا يسمى "سينسيتين –1" بسبب تشابهه مع البروتين على شكل سبايك على سطح فيروس كورونا الجديد.
وعلق جيل فوستر، أخصائي الأمراض المعدية للأطفال في جامعة مينيسوتا: "البروتينان لا يشتركان إلا في أجزاء صغيرة من الشفرة الجينية".
في التجارب التي كشف فيها العلماء عينات من الأجسام المضادة التي تشكلت بعد الإصابة أو التلقيح لبروتين "سينسيتين -1"، لم يكن هناك تفاعل يمكن اكتشافه.
تفنيد شائعات العقم بعد لقاح كورونا
في تقرير أغسطس 2021، حلل مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي البيانات من سجل لقاح كورونا الخاص به الذي يتضمن المشاركات اللاتي تم تطعيمهن ضد الفيروس التاجي قبل فترة وجيزة من الحمل أو خلاله.
ولم تجد الوكالة أي زيادة في مخاطر الإجهاض بين ما يقرب من 2500 امرأة حامل تلقين لقاح mRNA قبل 20 أسبوعًا من الحمل.
الشهر الماضي، أصدرت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) وجمعية طب الأم والجنين وغيرهما بيانًا مشتركًا يشجع بشدة الحوامل على التطعيم، وكذلك أولئك اللاتي كن حوامل مؤخرًا أو يخططن لأن يصبحن كذلك.
وقال البيان إن لقاحات "كوفيد-19" ليس لها تأثير على الخصوبة، موضحا: "لقد درسوا معدلات الخصوبة وأيضا معدلات الحمل، ونظروا في المشكلات المتعلقة بالمضاعفات أو النتائج السلبية للحمل واللقاح، وحتى هذه المرحلة على الأقل لم يكن هناك أي شيء يقول أنه مضر أو يسبب العقم.
في الوقت نفسه، يعمل ريتشارد بيجي وزملاؤه حاليًا على دراسة لتجميع المزيد من البيانات من خلال تتبع النساء الملقحات أثناء الحمل وبعده.
وقال بيجي: "لكن البيانات المتاحة في هذه المرحلة مطمئنة للغاية، لهذا السبب أوصت مراكز السيطرة على الأمراض بالتطعيم أثناء الحمل".
هناك اعتبار آخر حاسم وهو أن الحوامل يواجهن خطرًا متزايدًا للإصابة بمرض خطير أو الموت إذا أصبن بفيروس كورونا، أو حتى الولادة المبكرة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض الأمريكي.
إضافة إلى حماية الحوامل من الإصابة بأمراض خطيرة، قد يأتي لقاح كورونا أيضًا بفائدة أخرى، إذ وجد الباحثون أجسامًا مضادة لـ"كوفيد-199 في دم الحبل السري من الحوامل اللائي تلقين لقاح mRNA.
وقال مركز السيطرة على الأمراض: "هذا يعني أن التطعيم ضد كورونا أثناء الحمل قد يساعد في حماية الأطفال من الفيروس التاجي".