ريادة اللقاح تمنح أبوظبي انتعاشا اقتصاديا وسياحيا
تعد أبوظبي بدولة الإمارات هي المدينة الأكثر أمانا في مواجهة كورونا، من حيث توزيع اللقاح وكفاءة الحكومة والمرونة الاقتصادية في ٢٥ مدينة.
تصدرت أبوظبي هذا الترتيب الهام من خلال دراسة إحصائية وتحليلية أجرتها شركة Deep Knowledge Analytic في 25 مدينة وأظهرت تقدم 5 مدن هي أبوظبي، سيؤول، سيدني، سنغافورة، وأوتاوا، وكانت أكثر 5 مدن أمانًا فيما يخص تطور الوباء.
وتصدرت إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة صدارة تصنيف المدن الأكثر أمانًا فيما يخص تطور فيروس كورونا، إذ حققت 74 نقطة، يليها سيؤول بـ73 نقطة، ثم سيدني بـ70 نقطة، ثم سنغافورة بـ68 نقطة، وفي المركز الخامس أوتاوا بـ68 نقطة.
- أبوظبي تدعم المستثمرين الأجانب.. "مشروعات للتملك بنسبة 100%"
- "اقتصاد المستقبل".. 70 دولة في ضيافة أبوظبي لبحث استدامة الأعمال
ووفقا لمؤشر وكالة بلومبرج العالمية لتتبع اللقاحات فإن دولة الإمارات أصبحت الدولة الأكثر تلقيحا ضد فيروس كورونا المستجد في العالم.
وأوضحت الوكالة أن دولة الإمارات تفوقت على سيشيل لتصبح الأكثر تلقيحا ضد "كوفيد-19" حيث قدمت نحو 15.5 مليون جرعة بما يكفي لتغطية 72.1% من سكانها بجرعتين".
وانعكس اهتمام دولة الإمارات عامة وإمارة أبوظبي خاصة على توزيع أكبر قدر من جرعات لقاح كورونا في مردود اقتصادي متميز.
قوة موازنة أبوظبي
وفي نهاية مايو/أيار الماضي، أكدت وكالة موديز لخدمات المستثمرين أن الملف الائتماني لحكومة أبوظبي يعكس قوة موازنتها العامة.
وأصدرت موديز تقريراً يتضمن التحليل الائتماني السنوي لحكومة أبوظبي، أكدت فيه أن الدين الحكومي الإجمالي المستحق على حكومة أبوظبي يعادل 5% فقط من قيمة الأصول الإجمالية المملوكة لجهاز أبوظبي للاستثمار "أديا"، الذي تديره الحكومة.
وأوضح التقرير أن ثمة عوامل أخرى، من شأنها أيضاً أن تدعم الجدارة الائتمانية لحكومة أبوظبي، ومنها الارتفاع الهائل في دخل الفرد من سكان الإمارة، وفرة الاحتياطيات الهيدروكربونية، التي تمتلكها، وبنيتها التحتية ذات التميز الفائق.
وأضاف التقرير أن السياسات الداخلية المستقرة في أبوظبي وعلاقاتها الطيبة بالمجتمع الدولي هي أيضاً عوامل إضافية داعمة للجدارة الائتمانية لحكومة الإمارة.
ارتفاع 7 مؤشرات
وخلال شهر مايو/أيار من 2021 أظهرت الأنشطة الاقتصادية والتجارية في أبوظبي مؤشرات إيجابية، كانت الأفضل منذ جائحة كورنا.
ووفقا للإحصائيات الصادرة عن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، جاء قطاع الترفيه والثقافة في مقدمة القطاعات التي ارتفع مؤشرها بالغا 106.34 نقطة خلال شهر مايو/أيار 2021 مقارنة مع 103.68 نقطة في أبريل/نيسان من العام ذاته.
فيما ارتفع مؤشر قطاع الملابس والأحذية إلى 115.02 نقطة مقارنة 114.03 نقطة خلال فترتي المقارنة ذاتها.
وارتفع مؤشر قطاع الأغذية والمشروبات من 106.82 نقطة خلال أبريل/نيسان من العام الجاري الى 107.57 نقطة في مايو/أيار من العام ذاته، وكذلك مؤشر قطاع سلع وخدمات أخرى من 114.77 نقطة إلى 115.75 نقطة والمطاعم والفنادق من 115.09 نقطة الى 115.85 نقطة .والصحة من 106.17 نقطة إلى 106.31 نقطة وقطاع خدمات النقل من 110.33 نقطة إلى 110.80 نقطة .
وفيما استقرت مؤشرات قطاع التبغ والتعليم فقد تراجعت بقية المؤشرات الأخرى التي يتكون منها الرقم القياسي لأسعار المستهلك.
تجارة أبوظبي الخارجية غير النفطية
حققت التجارة الخارجية غير النفطية لأبوظبي عبر المنافذ الجمركية خلال عام 2020 أكثر من 201.2 مليار درهم توزعت إلى واردات بقيمة 92.5 مليار درهم وصادرات بقيمة 73.46 مليار درهم وإعادة تصدير بقيمة 35.26 مليار درهم.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات "وام" حافظت تجارة أبوظبي الخارجية على تنوع أسواقها العالمية والإقليمية، فجاءت السعودية في مركز الشريك التجاري الأول لأبوظبي بتجارة بلغت قيمتها أكثر من 44.43 مليار درهم توزعت بين واردات بقيمة 11.47 مليار درهم وإعادة تصدير وصادرات بقيمة 32.97 مليار درهم مما يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية والتعاون الاقتصادي والتجاري بين المملكة وأبوظبي.
استقبال السياح
وعلى عكس العديد من مدن العالم التي ما زالت تكافح لمواجهة فيروس كورونا فإن أبوظبي قررت فتح أبوابها أمام حركة السياح والزوار الدوليين اعتباراً من الأول من يوليو/تموز الجاري، ومن جميع الأسواق حول العالم دون الخضوع للحجر الصحي.
ومنتصف شهر مايو/أيار الماضي، قال المدير التنفيذي لقطاع السياحة والتسويق في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، علي الشيبة، إن المنشآت الفندقية العاملة في الإمارة حققت نتائج جيدة مقارنة بالوجهات السياحية حول العالم خلال جائحة "كورونا"، وذلك مع ارتفاع الطلب على السياحة الداخلية التي استطاعت أن تغطي التراجع الذي طال السياحة الدولية بسبب قيود السفر.
وأضاف الشيبة خلال معرض سوق السفر العربي، أن معدلات الإشغال الفندقي خلال الجائحة راوحت بين 65 و70%، وهي من النسب الجيدة، فيما نتطلع خلال الفترة المقبلة إلى نتائج أفضل مع بدء حركة السياحة الدولية.
وبيّن أن إجراءات استقبال السياح ستقتصر على إبراز شهادة فحص كورونا سلبية، لافتاً إلى أنه سيكون هناك بروتوكول سفر بالنسبة للقادمين من بعض الدول التي ترتفع فيها معدلات الإصابة، إلى جانب بروتوكول آخر للدول في القائمة الخضراء، وأضاف أنه سيتم تحديث الإجراءات والمتطلبات وفقاً للظروف المتغيرة بخصوص الجائحة.
وتوقّع الشيبة أن يشهد السوق السياحي في أبوظبي زيادة تدريجية في حركة الزوار الدوليين خلال الصيف المقبل لتصل إلى الذروة خلال الربع الأخير من العام الجاري، مشيراً إلى أن متطلبات وإجراءات وتدابير السلامة التي يتم تطبيقها تضمن قضاء عطلات آمنة للزوار.
وبيّن الشيبة أن عدد الغرف الفندقية في أبوظبي وصل إلى نحو 33 ألف غرفة، لافتاً إلى أنه «مع تأجيل افتتاح بعض الفنادق خلال الجائحة نتوقع دخول المزيد من المنشآت إلى السوق خلال الفترة القريبة المقبلة».
وقال إن نحو 3000 إلى 5000 غرفة فندقية لاتزال في مرحلة التطوير والإنشاء من المتوقع أن تدخل السوق الفندقية خلال السنوات الثلاث المقبلة، مشيراً إلى أن الاستثمار في القطاع الفندقي والسياحي يشهد نمواً متواصلاً.
سوق العقارات
توقع مسؤولون في شركات عقارية أن يشهد السوق العقاري في أبوظبي انتعاشاً كبيراً في الطلب خلال الفترة المقبلة بالرغم من التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا.
وأوضح الخبراء أن الفترة الماضية شهدت زيادة الطلب على الفلل والمساحات الكبيرة بسبب الرغبة في التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى انخفاض القيمة الإيجارية، كما أن الطلب على الإيجار أكثر من الطلب على التملك وعندما يرتفع الإيجار يتحرك السوق نحو التملك وكله مقرون بالمنتج المتوفر والسعر المناسب.
وبحسب وسطاء بالسوق العقاري في أبوظبي فإن السوق العقاري في أبوظبي حافظ على مستواه خلال عام 2020 مع انخفاض متوسط أسعار العقارات المعروضة للبيع والإيجار بمعدلات تراوحت بين 1% إلى 6% في المناطق الأكثر طلباً في مدينة أبوظبي، مقارنة بالأسعار عام 2019 بالرغم من التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز