«بولونيز الأحشاء».. وصفة علمية لإنقاذ الكوكب من أزمات اللحوم
في وقت يدعو فيه العلماء حول العالم إلى تقليل ذبح الحيوانات للحد من انبعاثات الكربون، تقترح باحثة بريطانية حلاً غير مألوف.
والحل الذي تقترحه الدكتورة تينيسي راندال، عالمة النفس الاستهلاكي في جامعة سوانزي البريطانية أكثر واقعية، وهو تناول الأحشاء الداخلية للحيوانات مثل القلب والكبد والكلى.

وتؤكد الدكتورة راندال، أن ما يسمى بـ "الأوفال" أو اللحوم العضوية يمكن أن يكون مفتاحا لتحقيق نظام غذائي أكثر استدامة وصديقًا للبيئة، خاصة أنه مليء بالبروتينات والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية المفيدة.
وتقول راندال في مقال نشرته في موقع "ذا كونفرسيشن": "تناول مزيد من الأحشاء يمكن أن يقلل من عدد الحيوانات التي تُذبح من أجل الطعام، وبالتالي يقلل من الغازات الدفيئة الناتجة عن صناعة اللحوم".
وتشير دراستها الجديدة إلى أن إضافة الأحشاء إلى وجبات اللحوم التقليدية يجعلها أكثر قبولا لدى المستهلكين البريطانيين مقارنة بتناولها وحدها.
وفي تجارب أجريت على نحو 400 متطوع، كانت المفاجأة أن طبق "بولونيز الأحشاء"، مزيج من اللحم المفروم والأعضاء الداخلية، حاز أعلى درجات القبول، متفوقا على الوصفات الكلاسيكية.

وخلال التجربة، أعادت راندال إعداد الطبق في مطبخها، ووصفت النتيجة بأنها "غنية وعميقة النكهة، بمذاق لذيذ يتفوق على الوصفة التقليدية".
وتوضح الباحثة أن جزءا كبيرا من الأحشاء المنتجة في بريطانيا يُصدر للخارج بسبب ضعف الطلب المحلي، مشيرة إلى أن سعرها المنخفض قد يجعلها خيارا اقتصاديا وصحيا في آن واحد.
وأضافت: "تناول المزيد من أجزاء الحيوان يمكن أن يدعم نظاما غذائيا صحيا، وقد يكون اقتراحا أكثر قابلية للتطبيق لتحقيق الاستدامة، خصوصا للرجال الذين يعشقون اللحوم".
وتلفت الدراسة إلى أن الحواجز الاجتماعية والنظرة السلبية تجاه الأحشاء، بوصفها "طعام كبار السن"، تمثل أحد أكبر العوائق أمام انتشارها. لكنها تؤكد أن دمجها مع اللحوم المفرومة في وصفات مألوفة مثل كرات اللحم أو فطيرة الراعي أو الكاري، يجعلها أكثر قبولا وانتشارا.