معضلة دي فانس.. هل يستطيع التحدث باسم ترامب؟
![جي دي فانس](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/162-000107-vance-agenda-maga-europe_700x400.jpg)
مع ظهوره الأول على المسرح العالمي، يواجه جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، مهمة صعبة مع محاولته تولي زمام المبادرة.
ويقدم فانس نفسه هذا الأسبوع باعتباره ممثلًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال مشاركته في قمة باريس للذكاء الاصطناعي ومؤتمر ميونخ للأمن، حيث يحاول أن يبني قضية مفادها أنه الوريث الطبيعي لحركة «أمريكا أولًا».
- جي دي فانس رئيس أمريكا المقبل؟.. هذا رأي ترامب
- فانس يختبر «رمال المستقبل».. رحلة لـ«إثبات الذات» في أوروبا
لكن فانس يواجه السؤال الدائم: هل يستطيع أي شخص أن يتحدث حقًا باسم ترامب؟ ويتجاوز السؤال الطموح الشخصي لنائب الرئيس، حيث يراقب الحلفاء والخصوم عن كثب وسط الأسئلة الشائكة التي تواجه الإدارة الأمريكية، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة «بوليتيكو» الأمريكية.
ويدفع ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأعلن عن محادثات جديدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأثار أسئلة إضافية حول التعريفات الجمركية، وتحرير التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مطالبه المتكررة بتوسيع المجال الإقليمي للولايات المتحدة على جرينلاند وبنما وغزة.
وبالنسبة لفانس، فإن التحدي الرئيسي في مؤتمر ميونخ للأمن لن يقتصر فقط على التعبير عن تصريحات ترامب المتقلبة، بل سيشمل أيضًا البحث عن مساحة لتقديم تفسيره الخاص لأجندة «أمريكا أولًا» وتيار «لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا».
ويعتقد حلفاء فانس أن مهمته ستكون أسهل من مهمة مايك بنس، نائب ترامب خلال ولايته الأولى، والذي كان عليه التنقل بين المؤسسية وعالم «ماغا».
والعام الماضي، حضر فانس مؤتمر ميونخ للأمن بصفته عضوًا جديدًا في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، حيث صنع لنفسه اسمًا بسبب معارضته للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا. وقال في ذلك الوقت: «لا يمكنني التحدث نيابة عن دونالد ترامب.. يمكنني التحدث عن نفسي، وأعتقد أنه يتفق مع ما سأقوله».
لكن فانس أحدث ضجة كبيرة في المؤتمر عندما قرر عدم حضور اجتماع لأعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
كما أصر في كلمته على المنصة أن الولايات المتحدة لا تملك النطاق العسكري الكافي لدعم أوكرانيا في حين تحاول ردع الصين، وهو الموقف الذي عارضه آنذاك العديد من أعضاء حزبه قبل أن يصبح ذلك الموقف هو المحدد لهوية الحزب الجمهوري.
هذه المرة، سيواجه فانس المزيد من التدقيق، ليس فقط بسبب صعوده السريع، ولكن أيضًا لأن خطابه لا يفضله الكثيرون في ميونخ، خاصة مع ابتعاد ترامب عن أوكرانيا في سعيه لإنهاء الحرب.
وقال جويل جولدشتاين، أستاذ القانون الفخري في جامعة سانت لويس: «إنها مهمة صعبة لأنه جديد على منصب نائب الرئيس والدبلوماسية الدولية، ولأن نهج إدارة ترامب مختلف تمامًا عما اعتاد الحلفاء على سماعه وما يريدون سماعه».
ومن المقرر أن يلتقي فانس مع زيلينسكي يوم الجمعة، بعد يومين من إعلان ترامب أنه سيعمل «عن كثب» مع بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا.
ومن المرجح أن يتحدث فانس مع زيلينسكي بشأن التوصل إلى الصفقة التي عرضها ترامب، والتي تقدم بموجبها أوكرانيا 500 مليار دولار من مواردها النادرة مقابل استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية، وهي الصفقة التي قال الرئيس الأوكراني إنه منفتح بشأنها.
وفي حين أن استخدام فانس لمنبر ميونخ قد يحمل ثقلاً، إلا أنه من غير الواضح مدى نفوذه، حيث كشف مصدر مطلع عن سعي المسؤولين الأوكرانيين للتأثير على إدارة ترامب من خلال مستشار الأمن القومي مايك والتز للحصول على ضمانات أمنية أمريكية في حال التوصل لصفقة مع روسيا.
ووفقًا للمصدر، فإن الأوكرانيين «يريدون التعامل مع والتز.. إنهم لا يعتقدون أن فانس لديه الكثير من النفوذ في هذه المرحلة».
وكأي نائب رئيس، فإن فانس في موقف صعب، حيث إنه لا يستطيع التفوق على الرئيس، وقد يكون توصيل رسالة متماسكة حول رؤية إدارة ترامب للعالم أمرًا صعبًا.
ويحاول فانس إيجاد توازن بين أسلوبه الخاص في ضبط النفس وبين دعوات ترامب للاستيلاء على الأراضي في كل مكان، من غزة إلى جرينلاند.
وقال مارك شورت، رئيس أركان بنس السابق، لصحيفة «بوليتيكو»: «إن التحدث باسم ترامب ليس بدون تحديات.. قد يكون هناك نقص في الوضوح»، وأضاف: «يمكن أن يكون نائب الرئيس بوقًا فعالًا لترامب».
في المقابل، سيحاول المسؤولون والخبراء الأوروبيون التكهن بما سيقوله فانس في ميونخ. وقالت ليانا فيكس، زميلة أوروبا في مجلس العلاقات الخارجية: «سيأخذونه على محمل الجد أكثر من العام الماضي، خاصة أنه لا يسافر بمفرده ولكن مع مبعوث السلام في أوكرانيا كيث كيلوج».
وقال أحد المسؤولين من أوروبا الشرقية: «سيأخذونه على محمل الجد، لكنني خائف من رد فعلهم.. الأوروبيون لا يريدون سماع نهج مختلف.. إنهم يحجبون أنفسهم عن الواقع»، وأضاف: «المشاعر المعادية لأمريكا تتزايد».
وأشارت مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية إلى أن فانس يمارس نفوذاً أكبر من بنس، وذلك لأن ترامب يرى أن نائبه الجديد أكثر توافقًا سياسيًا معه. وقال أحد حلفاء البيت الأبيض إن فانس «يتحدث نيابة عنا جميعًا.. في هذه المرحلة من الإدارة الأولى، لم نكن نعرف ما إذا كان مايك بنس كذلك».
aXA6IDMuMTM1LjIxMy4xMjgg جزيرة ام اند امز