فانس يختبر «رمال المستقبل».. رحلة لـ«إثبات الذات» في أوروبا
ربما تكون رحلة أوروبا فرصة لنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، للتألق بعيدا عن الظل الهائل للرئيس دونالد ترامب.
وفي أول رحلة خارجية له، يتوجه نائب الرئيس الأمريكي إلى أوروبا، خلال أيام، حيث يلتقي قادة العالم الذين يشعرون بالقلق من عودة ترامب إلى الساحة العالمية.
وعكس نجاحاته المبكرة في الكونغرس، فإن الاختبار بعيدا عن الوطن سيكون أصعب بكثير بالنسبة لفانس، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير طالعته "العين الإخبارية".
ومن المقرر أن يشارك فانس، في قمة الذكاء الاصطناعي التي تستضيفها العاصمة الفرنسية، باريس، إضافة إلى مؤتمر الأمن في مدينة ميونخ الألمانية، ليعمل كممثل لترامب في كل من الحدثين اللذين يشارك فيهما عدد من زعماء العالم.
كما تمنح الرحلة فرصة لفانس للتألق بمفرده بينما يسعى إلى بناء سيرته الذاتية في منصب نائب الرئيس، ما يمكنه من ضمان مكانته كوريث جمهوري واضح للرئاسة بعد أربع سنوات من الآن، على حد قول المجلة
تحدٍّ كبير
ومع ذلك، فإن الرحلة ستمثل أيضا تحديًا لفانس الذي سيتعين عليه الاختلاط بالوضع العالمي الراهن الذي انتقده هو وترامب بالتزامن مع تأكيد البيت الأبيض على أنه لا يخشى المعارك المزعزعة للاستقرار حتى مع حلفاء الولايات المتحدة.
وفي باريس، سيتناول فانس، العشاء مع زعماء الدول في قصر الإليزيه. كما يخطط لعقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
والأسبوع الماضي، قال فانس لموقع "برييتبارت" إن السبب الرئيسي لمشاركته في قمة الذكاء الاصطناعي، هو "إجراء بعض المحادثات الخاصة مع زعماء العالم".
وأضاف: "أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن لبعض القادة الحاضرين في القمة القيام به لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ومساعدتنا دبلوماسيًا هناك".
وبنى فانس جزءا كبيرا من هويته السياسية المبكرة استنادا على معارضته للمساعدات الممنوحة لأوكرانيا وذلك خلال عضويته في مجلس الشيوخ.
حضور بعد التحذير
والعام الماضي، صعدت نائبة الرئيس آنذاك كامالا هاريس على منصة مؤتمر ميونخ للأمن، حيث نددت بشكل مبطن بترامب الذي وصفته بأنه "خطير ومزعزع للاستقرار وقصير النظر بالفعل".
وكان فانس، السيناتور القادم من ولاية أوهايو حاضرا في المؤتمر، ورفض الاتهامات بأنه وترامب "في جيب بوتين"، بينما أكد على أن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في توريد الذخائر إلى أوكرانيا والشرق الأوسط.
وقال فانس آنذاك: "المشكلة مع أوروبا هي أنها لا توفر ما يكفي من الردع بمفردها لأنها لم تتخذ زمام المبادرة في أمنها.. لقد سمح الغطاء الأمني الأمريكي للأمن الأوروبي بالضمور".
واليوم، سيقود فانس الوفود الأمريكية إلى مؤتمري باريس وميونخ، حيث ينضم إليه في مؤتمر الأمن، كيث كيلوج، المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا وروسيا.
وبعدما شكك فانس وترامب في الدعم الأمريكي لأوكرانيا، قال الرئيس للصحفيين، إنه يخطط لإبرام صفقة مع البلاد مقابل الموارد النادرة وهي الصفقة التي أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انفتاحه بشأنها مؤكدا تقديره للتعاون مع ترامب.
ويشير حضور فانس قمة الذكاء الاصطناعي في باريس إلى تركيز نائب الرئيس المبكر على السياسة خاصة وأنه بدأ حياته في وادي السيليكون، حيث أقام علاقات بين أقطاب التكنولوجيا وهو ما ساعده في النهاية لدخول عالم السياسة من بوابة مجلس الشيوخ وصولا لمنصب نائب الرئيس.
فانس والتكنولوجيا
وكان فانس بمثابة حلقة وصل بين ترامب وشركات التكنولوجيا الكبرى التي دعمت حملته بالأموال لتصل في النهاية شركات وادي السيليكون إلى واشنطن وهو ما يتضح من مشاركة مديريها في حفل تنصيب الرئيس.
وعلى النقيض من هاريس التي تولت ملف الهجرة، لم يتم تكليف فانس بعد بحقيبة سياسة صارمة لكن ترامب ألقى عليه مهمة صعبة هي الإشراف على صفقة التطبيق الصيني "تيك توك".
ودائما ما انتقد فانس تعديل المحتوى على منصات التكنولوجيا الكبرى، بحجة أنه "رقابة" مناهضة للديمقراطية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي اقترح أن الولايات المتحدة قد تتخلى عن دعمها لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) إذا قامت الدول الأوروبية بتعديل المحتوى على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي التي يملكها إيلون ماسك.
وقال فانس لموقع "بريتبارت" قبل رحلته إلى أوروبا "إن أحد الأشياء التي ستتمحور حولها القيادة الأخلاقية لأمريكا خلال ولاية ترامب؛ حرية التعبير".
وأضاف "نريد أن يتمكن الناس من التعبير عن آرائهم، ونعتقد أن المناقشة الحرة والمفتوحة هي في الواقع شيء جيد.. لسوء الحظ، ذهب الكثير من أصدقائنا الأوروبيين في الاتجاه الخطأ".
aXA6IDE4LjIxNi4xODcuNzQg جزيرة ام اند امز