فاسيلكيف الأوكرانية.. مدينة الهدوء على خط نيران روسيا
دوي قصف عنيف أيقظ عمدة مدينة فاسيلكيف الأوكرانية قبل نحو أسبوع واعتقدت لوهلة أن الأزيز لعرض ألعاب نارية.
لكن ناتاليا بالاسينوفيتش سرعان ما أدركت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن هجوما على أوكرانيا، وكانت الصواريخ تمطر بلدتها، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وفاسيلكيف؛ مدينة هادئة صغيرة يعيش فيها 36 ألفا، وتبعد حوالي 20 ميلا عن العاصمة كييف، لكن يوجد بها مطار عسكري، وهي موطن لأحد أربعة مراكز مراقبة دفاع جوي في أوكرانيا.
وطبقًا للصحيفة البريطانية، فإن الصواريخ كانت تشي بأن المدينة هدف مبكر للروس الذين يريدون السيطرة على المطار لإنزال القوات والتقدم نحو كييف من الجنوب.
وقرأت بالاسينوفيتش جميع التكهنات بشأن غزو روسي محتمل، وبصفتها عمدة شاركت في تدريبات لما يجب أن تفعله حال حدوث ذلك حقا، لكن "في داخلها"، بحسب قولها، لم تصدق أن ذلك كان ممكنا.
لكن عندما قفزت خارج فراشها، الخميس، أصبح واضحا أنها كانت مخطئة.
"شعرت بالذعر لعشر دقائق عندما كنت أركض بأرجاء المنزل ولم تكن لدي فكرة عما أفعل. ثم جمعت شتات نفسي وذهبت إلى العمل"، هكذا قالت خلال حوار داخل مبنى محصن في البلدة، يحرسه متطوعون مدججون بالسلاح، حيث تعمل الإدارة المحلية على إبقاء المدينة "على قيد الحياة".
وتعمل بالاسينوفيتش (37 عاما) في السياسة المحلية منذ كانت بالعشرينيات من عمرها، ويعرف عنها مناصرتها لحقوق المرأة وضحايا العنف المنزلي. والآن تجد نفسها تنسق استجابة بلدتها على الهجوم الروسي.
وكانت هناك مفاجآت بشأن من يكون الأكثر صمودا بين فريقها من الإداريين المحليين، ويلعب الآن دور المنظمين العسكريين والمدافعين المحليين.
وقالت: "السكرتيرة الخاصة بي عمرها 19 عاما وتتواجد هناك على مدار الساعة تقريبا. لا تخشى القنابل وشجاعة للغاية. لم يخطر على بالي ذلك"، فيما أصبح مستشارها الاقتصادي، أندريه ميلنيك، قائد "قوات الدفاع الإقليمية" في المدينة.
وتم تسليم الأسلحة لكل من يريد حملها، وهو أمر تقر بأنه قد يشغل كارثة عنف محلي في المستقبل، "لكن بالوقت الراهن، النصر هو ما يهم".
وفي ثالث ليالي الهجوم الروسي، تعرضت فاسيلكيف لضربات صاروخية، وكان الهدف هذه المرة منشأة لتخزين الوقود، والتي انفجرت متسببة في تردد دوي هائل بشتى أنحاء المدينة، وكان الدخان لا يزال متصاعدا من المكان ظهر الإثنين.
كما تعرضت كلية فنية في الشارع الرئيسي للاستهداف، ما تسبب في حفرة ضخمة بوسط المبنى.
وفي ذلك الوقت، كانت بالاسينوفيتش في قبو مع 70 شخصا آخرين. وبدأت الجدران تهتز وكان جميع الموجودين مرعوبين.
وقالت: "اتصلت بالكاهن من الدير المحلي، وأجريت مكالمة فيديو وصلينا جميعا معا. اعتقدت أنها كانت آخر لحظة في حياتي".
إمدادات
وفي خضم الهجمات، بدأ العمل بجدية لإبقاء وصول الطعام للمدينة الصغيرة، حيث يهدد نقص الغذاء والوقود بزيادة صعوبة الحياة على ملايين الأوكرانيين.
ويوم الإثنين، وبعد حظر تجول استمر 39 ساعة نهاية الأسبوع، خرج السكان لتخزين الإمدادات، وكانت هناك طوابير طويلة بالصيدليات ومحلات السوبر ماركت، في حين أغلقت المتاجر الأخرى.
ووسط حالة الارتباك واسعة النطاق واستراتيجيات التضليل المتعمد، كان من الصعب تحديد تفاصيل ما حدث بالضبط في العديد من الأماكن في أوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية، ومن بينها فاسيلكيف.
وتحدثت السلطات الأوكرانية أنه تم إسقاط طائرتي نقل من طراز إليوشن، التي كان الروس يحاولون إنزال القوات والمعدات منها في فاسيلكيف، وأن القوات الروسية شنت هجوما على القاعدة الجوية وتم صده.
وأكدت بالاسينوفيتش تلك الرواية، وقال ميلنيك إنه شارك في معارك إطلاق نار مع الجنود الروس.
وقالت بالاسينوفيتش إنه كان هناك "حوالي 10" ضحايا من الجانب الأوكراني و28 شخصا لا يزالون بالمستشفى. لكن لم يظهر دليل مقنع بشأن إسقاط الطائرتين، أو بشأن قوات المظلات في فاسيلكيف.