الحرس السويسري بالفاتيكان... 5 قرون في خدمة البابا
في شهر مايو/أيار من كل عام وعلى امتداد أكثر من 5 قرون يؤدي الحرس السويسري اليمين لحماية رأس الكنيسة الكاثوليكية.
بخوذاتهم الحديدية المُزينة بريش النعام، وبسلاح الطبر العتيق الذي لا يفارق قبضتهم، يبدو أولئك الحراس بمظهرهم الغريب والمُلفت وكأنهم يشاركون في تصوير فيلم تاريخي عن حقبة النهضة.
ويشكل الحرس السويسري الفيلق العسكري الخاص الوحيد الذي أبقى عليه جميع البابوات المتعاقبين حتى الآن إذ أن جميع الفرق الأخرى مثل كافاليغيري (الحرس النبيل أو حرس الشرف البلاطي) تم إلغاؤها.
ويتولى أفراد الحرس السويسري تأمين الحماية للفاتيكان والبابا وقادة الكنيسة بفضل خبراتهم في الفنون القتالية بالسلاح الأبيض ورشاشات الفلفل الحار والبنادق.
تم إنشاء الحرس البابوي السويسري على يد البابا جوليوس الثاني قبل 515 عاما من الآن. وفي العادة، يُؤدي المجنّدون الجدد القسم في السادس من مايو/أيار من كل عام، إحياءً لذكرى مقتل 147 حارسا خلال الاجتياح الذي قامت به قوات تابعة لما كان يُعرف حينها بـ "الإمبراطورية الرومانية المقدسة" لمدينة روما في عام 1527.
وللانضمام إلى صفوف الحرس لا يكفي أن يكون المجند سويسريا، وإنما يجب أيضا ألا يكون متزوجا وأن يتراوح عمره بين 19 و30 سنة وألا يقل طوله عن 1.74 متر، وأن يكون من أتباع الكنيسة الكاثوليكية في روما وذا سمعة حسنة، كما ورد في الكتيب المعد للمرشحين للتجنيد.
ولمواجهة تراجع اهتمام الشباب السويسريين بهذه المهنة, وضع الحرس السويسري سياسة تأهيل تتيح للشبان العثور على مهن أخرى عقب انتهاء خدمتهم التي تستمر لعامين.
ويتلقى أفراد الحرس دروسا في المعلوماتية أو الإنجليزية، كما بوسعهم أيضا اختيار متابعة درس خاص يتيح لهم بعد 3 أعوام الحصول على شهادة فيدرالية سويسرية بصفة "عنصر أمن".
الزي الرسمي على طراز عصر النهضة، الذي صممه الكولونيل جولز ريبوند في عام 1914 وليس مايكل أنجلو، كما يعتقد الكثيرون، خضعوا لعملية تقديم طلبات تنافسية وتدريبًا صارمًا للوصول إلى هذا الحد.
ووفقا لتشريعات الفاتيكان، التي خضعت لمراجعة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1979، يضم الحرس البابوي 110 جنود.
وتتمثل مهامه الحالية في الحرس الشرفي، ومراقبة معابر الدخول إلى مدينة الفاتيكان، والقصر البابوي، وضمان الحماية المُقربة للبابا، وفقا لموقع سويس إنفو.
ومن الأحداث التي ستظل راسخة في ذاكرة الحرس السويسري البابوي محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها البابا يوحنا بولس الثاني يوم 13 مايو/أيار 1981 في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان على يد التركي علي أغا الذي أصابه برصاصتين أثناء تحيته للجماهير مثل كل يوم أربعاء، وذلك بعد 3 سنوات من انتخابه.
وقام الحرس بدور هام في إنقاذ حياة البابا إذ كان رد فعلهم سريها وتم إلقاء القبض فورا على المعتدي.
aXA6IDE4LjExNi4xNC40OCA= جزيرة ام اند امز