أزمة فنزويلا.. أوروبا تحذر وترامب يهاتف جوايدو ومادورو يخشى الاغتيال
الأزمة في فنزويلا تطورت بشكل كبير بين القوى الإقليمية، وصلت ذروتها خلال الـ48 ساعة.
بدأت أزمة فنزويلا التي تدخل يومها التاسع، في تصارع أحداثها بين القوى الإقليمية الكبرى، وبين الرئيسين المتنافسين على حكم البلاد، فبعد أن أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو، الأسبوع الماضي، نفسه قائما بأعمال رئيس البلاد، دخلت الأزمة في حالة من التصاعد بين القوى الإقليمية وصلت ذروتها خلال الـ48 ساعة.
أوروبا تعترف بـ"خوان" وتحذر "مادورو"
اعترف البرلمان الأوروبي، الخميس، بالمعارض الفنزويلي خوان جوايدو "رئيسا شرعيا بالوكالة" لبلاده.
ودعا البرلمان دول الاتحاد الأوروبي إلى القيام بالمثل، واعتماد "موقف حازم وموحد"، وذلك في قرار تم التصويت عليه في بروكسل.
وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني في بوخارست، أن الاتحاد الأوروبي يطالب بالإفراج عن كل الصحفيين المعتقلين في فنزويلا.
وقالت موجيريني بعد اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع في العاصمة الرومانية: "سنناقش ذلك مع وزراء الخارجية" الذين سيعقدون اجتماعهم الخميس والجمعة.
وأضافت: "أنا شخصيا أدعو إلى الإفراج عن الصحفيين".
- البرلمان الأوروبي يعترف رسميا بجوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا
- جوايدو: عقدنا اجتماعات سرية مع الجيش الفنزويلي
في السياق نفسه، حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، الخميس، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مؤكدا أن المملكة المتحدة تؤيد فكرة فرض عقوبات على أفراد محددين في فنزويلا، من أجل زيادة الضغط على مادورو لحمله على تنظيم انتخابات، كما طالب بذلك عدد كبير من البلدان الأوروبية في إنذار.
وقال هانت قبل اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين في بوخارست: "لا ننوي فرض عقوبات على البلد بأكمله، لأنه يواجه أزمة إنسانية ولا نريد أن نزيد من تفاقم الوضع".
وأضاف هانت في بيان: "لكن عقوبات محددة الأهداف ضد الأفراد الذين أثقلوا كاهل بقية السكان الفقراء، أمر يمكن أن يكون فعالا كما أعتقد".
وأمهلت 6 بلدان أوروبية (إسبانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا والبرتغال) نيكولاس مادورو حتى الأحد للدعوة إلى إجراء انتخابات،
وشدد جيريمي هانت على القول: "إذا لم يفعل ذلك، فيتعين علينا أن نفعل شيئا لزيادة الضغط حتى نثبت أننا نفكر في ما نقوله".
خوان يغازل الجيش
استبعد خوان جوايدو خلال مقابلة نشرت، الخميس، فرضية اندلاع حرب أهلية في بلده، مؤكدا أن أغلبية ساحقة من فنزويلا تؤيد رحيل الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية:"في فنزويلا خطر اندلاع حرب أهلية غير قائم، خلافا لما يريد البعض الاعتقاد به أو الإيحاء به. لماذا؟ لأن 90% من السكان يريدون تغييرا".
وانتهز رئيس البرلمان الفرصة ليوجه نداء جديدا إلى القوات المسلحة الفنزويلية لعدم الاعتراف بمادورو رئيسا.
وقال في المقابلة نفسها: "إنني واثق من أنه في لحظة ما (...) سينتهي الأمر بالجيش بالتعبير بشكل جماعي عن استيائه وبانتهاز هذه الفرصة ليقف في صف الدستور، وليس فقط لأننا نعرض العفو وضمانات".
كما ذكر خوان جوايدو أن المعارضة في بلاده عقدت اجتماعات سرية مع أفراد من الجيش وقوات الأمن.
وقال جوايدو: "الانتقال سيتطلب دعما من وحدات عسكرية رئيسية. عقدنا اجتماعات سرية مع أعضاء من القوات المسلحة وقوات الأمن".
وأضاف: "انسحاب الجيش من دعم السيد (نيكولاس) مادورو حاسم للتمكين من إحداث تغيير في الحكومة".
على الجانب الآخر، اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإصدار أمر لحكومة كولومبيا المجاورة لاغتياله، لكنه قال إنه مستعد لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي والمعارضين في بلاده.
وقال مادورو للوكالة الروسية: "دونالد ترامب قطعا أصدر أمرا لقتلي وأبلغ حكومة كولومبيا والمافيا الكولومبية لقتلي".
وأضاف: "إذا حدث شيء لي يوما ما، فإن دونالد ترامب والرئيس الكولومبي إيفان دوكي سيتحملان المسؤولية".
ورغم العداء الشديد من واشنطن وبوجوتا تجاه مادورو ووصفه بأنه ديكتاتور، فإنهما تنفيان دوما الاتهامات بالتخطيط لقتله.
كولومببيا تمنع مسؤولي فنزويلا من الدخول
أعلنت كولومبيا، أمس الأربعاء، حظر دخول أكثر من 200 مسؤول مرتبطين بحكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وقال مدير الهجرة كريستيان كروجر لوسائل الإعلام: إن القائمة جزء من إجراءات مجموعة ليما ضد حكومة مادورو سعيا لإجراء انتخابات حرة في فنزويلا.
ومن بين المسؤولين الذين شملهم الحظر نائب رئيس الحزب الاشتراكي ديوسدادو كابيلو ونائب الرئيس ديلسي رودريجيز.
ويأتي قرار بوجوتا بعد أن اعترفت بزعيم المعارضة في البلاد خوان جوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا.
ترامب وبوتين
مع استمرار الأزمة تصارعت الأحداث بين روسيا وأمريكا حول فنزويلا، حيث أعلنت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفق، خلال اتصال هاتفي، تم أمس الأربعاء، مع خوان جوايدو، على استمرار التواصل تزامنا مع خطط لتنظيم احتجاجات خلال الأيام المقبلة.
وأضافت ساندرز في بيان أن ترامب تحدث مع جوايدو "لتأكيد دعمه القوي لكفاح فنزويلا من أجل استعادة ديمقراطيتها".
من جانب آخر، كشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين دعما دبلوماسيا وسياسيا في الأمم المتحدة، في مواجهة أزمته السياسية الحالية.
وقال "مادورو": إن "الرئيس فلاديمير بوتين، يقدم لنا دائما المساعدة من روسيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ونحن نقبلها بكل امتنان".
وأضاف: "ما طلبته من الرئيس بوتين هو الحفاظ على استمرارية الاتصالات، والحصول على كل الدعم على المستوى الدبلوماسي والسياسي في الأمم المتحدة، والدفاع عن حقيقة وحقوق فنزويلا دوليا".
وأعلن "مادورو" أن بلاده تخطط لمواصلة تلقي الأسلحة الأكثر تطوراً من روسيا.