فنزويلا تلوي عنق الحقيقة بحديث الكذب عن المغرب
الخارجية المغربية نددت بـ"التدهور العميق" للوضع في فنزويلا، واعتبرت أن "المظاهرات الشعبية الواسعة التي تشهدها فنزويلا.
نددت الخارجية المغربية بـ"التدهور العميق" للوضع في فنزويلا، واعتبرت أن "المظاهرات الشعبية الواسعة التي تشهدها فنزويلا هي نتيجة للتدهور العميق للوضعية السياسية، والاقتصادية والاجتماعية في البلاد" في إشارة إلى مظاهرات المعارضة على الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.
- واشنطن قلقة من أوضاع فنزويلا.. وتنفي اتهامات بتدبير انقلاب
- فنزويلا تتهم واشنطن بمحاولة انقلاب.. والمعارضة تستعد لـ"أم المظاهرات"
وأضافت، في بيان، أن هذه الوضعية "لا تتناسب مع الموارد المهمة من المحروقات التي يزخر بها البلد والتي تظل، للأسف، تحت سيطرة أقلية أوليغارشية في السلطة"، مشيرا الى أن "المواطنين الفنزويليين يجدون أنفسهم محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية".
يذكر أن مواجهة سياسية حامية وقعت، الثلاثاء الماضي، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بين مندوبي المغرب وفنزويلا، عندما تحدث الأخير عن "أراض محتلة" لدى تطرقه إلى الصحراء الغربية.
جاء حديث المندوب الفنزويلي عن أراضي غيره بينما في بلاده تندلع مظاهرات حاشدة تطالب بسقوط نظام رئيسه نيكولاس مادورو، في مفارقة تدعو للسخرية.
وندد سفير المغرب بـ "آخر دكتاتورية في أمريكا اللاتينية"، البلد "الأغنى في المنطقة بنفطه وغازه" حيث يعاني الشعب "الفقر والبؤس" في حين أن ممثله في نيويورك "يتنزه بطائرتين خاصتين".
ومع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في يناير/ كانون الثاني 2017، استأنف اتصالاته مع الدول التي تعترف بجبهة البوليساريو الانفصالية لقطع صلاتها مع الحركة.
ورغم اعتراف دولي واسع بحق المغرب في كامل ترابه، عمدت بعض الدول إلى لي عنق هذا الحق في سبيل تحقيق أطماع لا تخفى على أحد، أو مآرب سياسية قاصرة خاصة، كما عكفت بعض الدول الرافعة للواء الاشتراكية والعداء لأمريكا، مثل فنزويلا، على تطويع موقفها السياسي بهذا الصدد، في مسار الممانعة لواشنطن ودعمها للحل السياسي للأزمة.
وفي زمن تعبث فيه المليشيات ذات الانتماءات الطائفية والمذهبية والعرقية بأمن المنطقة العربية بأسرها، بات من الضرورة بمكان وضع نهاية لهيمنة حركة انفصالية مسلحة مدعومة من الخارج مثل "البوليساريو"، بما يكفل السيادة الكاملة للمغرب على كامل أراضيه.
بداية الأزمة
وتعتبر فنزويلا الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية التي تجاهر باعترافها بجمهورية البوليساريو الانفصالية المزعومة، وتعبر عن مواقف غير ودية أحيانا حيال المغرب، الأمر الذي دفع الرباط لإغلاق السفارة المغربية بكاراكاس في 2009.
واستمرت مواقف فنزويلا المعادية للمغرب بالمحافل الدولية، لاسيما فيما يتعلق بهذه القضية المحورية ذات الحساسية الخاصة لدى الرباط.
و"الصحراء الغربية"، حسب الأمم المتحدة، هي أرض متنازع عليها بين المغرب و"جبهة البوليساريو" الانفصالية، يسيطر المغرب على 80% منها ويقوم بإدارتها بصفتها الأقاليم الجنوبية، بينما تشكل المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا 20% من مساحة الصحراء وتتميز بعدم وجود سكاني بها.
تأسست "جبهة البوليساريو" الانفصالية سنة 1973 أثناء استعداد إسبانيا للجلاء من الصحراء لترفض السيادة المغربية على الصحراء وتعلن "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" المعلنة من طرف واحد.
وقد حاولت منظمة الأمم المتحدة تنظيم استفتاء لتقرير المصير منذ 1991 تحت غطاء بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)؛ ولكن الخلاف بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفضالية حول كيفية تطبيق الاستفتاء ومن يحق له التصويت (تحديد الهوية) أدى إلى تأخير الاستفتاء طويلا.
وقد أدى هذا الخلاف إلى اعتبار المغرب خيار الاستفتاء صعب التطبيق واقترح الحكم الذاتي كحل وسط وقابل للتطبيق لحل النزاع ولاقى استحسانا بعض الدول فيما رفضته أخرى منادية بإعطاء الصحراويين الحق في تقرير مصيرهم كما هو متعارف عليه دوليا.