هل يستعد ترامب فعلا لحرب مع فنزويلا؟
تقف الولايات المتحدة وفنزويلا على شفا حرب حيث تبدو واشنطن مستعدة جيدا لبدء صراع، الهدف النهائي منه هو تغيير النظام.
وأرسلت واشنطن قواتها إلى منطقة الكاريبي وأرسلت أكبر حاملة طائرات لديها "يو إس إس جيرالد آر فورد"، لقيادة أسطول من 11 سفينة حربية في حين يقف حوالي 15 ألف جندي وحوالي 100 طائرة حربية على أهبة الاستعداد.
والرسالة من كل هذه التجهيزات واضحة وهي أنه "إذا سعت الولايات المتحدة إلى حل عسكري لترويض فنزويلا، فستنتصر" وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد على هذه الرسالة بطريقته الخاصة، الثلاثاء، أثناء جلوسه على طاولة مجلس الوزراء في البيت الأبيض حيث وعد بشن ضربات على الأراضي الفنزويلية في أعقاب أسابيع من الهجمات على "إرهابيي المخدرات" وقواربهم في البحر.
وقال ترامب "الأرض أسهل بكثير.. ونحن نعرف الطرق التي يسلكونها.. نعرف كل شيء عنهم.. نعرف أين يعيشون.. نعرف أين يعيش الأشرار، وسنبدأ ذلك قريبًا جدًا".
وتشير كلمات ترامب إلى هجمات محدودة ضد أهداف مرتبطة بالمخدرات ومع ذلك، قد لا تكون هذه التحركات سوى بداية لعملية أوسع نطاقًا لإسقاط نظام الرئيس نيكولاس مادورو، بغارات جوية تليها مداهمات للقوات الخاصة لتصفية شخصيات رئيسية وترقية قادة المعارضة.
الأكيد أن التصعيد العسكري يبدو واضحًا حتى لو تم تصويره في إطار وقف تجارة المخدرات، ولكن كما قال مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية "ما كنا لننشر هذا العدد من القوات لمجرد مكافحة المخدرات".
وقبل أيام تأكد أن الهدف النهائي هو تغيير النظام حيث كشفت التقارير كيف عرض ترامب على مادورو وعائلته مغادرة فنزويلا بأمان إذا استقال فورًا، لكن المحادثات انهارت وبعدها صعد الرئيس الأمريكي الضغط، محذرًا شركات الطيران والطيارين من إغلاق المجال الجوي فوق البلاد.
وعندما تكهن المحللون بأن الإعلان عن إغلاق المجال الجوي يشير إلى بداية امتلاء السماء بالصواريخ والقنابل، قال ترامب "لا تستنتجوا شيئًا من هذا".
واعتبر أدولفو فرانكو، الاستراتيجي الجمهوري الذي ترأس عمليات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في أمريكا اللاتينية في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، أن الحشد العسكري والتهديدات تم تصميمها جزئيًا لتسريع تغيير النظام من الداخل.
وقال "هناك موقف رسمي بأننا لا نطلق على هذا تغييرًا للنظام، لكننا ببساطة لا ننشر هذه الأنواع من الأصول، مثل أكبر ناقلاتنا وما إلى ذلك، إلا إذا أردنا القيام بتغيير جذري".
وأضاف "لذا، نرغب في أن يكون هناك ضغط كبير ومصالح ذاتية كبيرة على القيادة الحالية والمسؤولين، مما يدفعهم إلى تولي زمام الأمور بأنفسهم.. هذا هو الهدف هنا".
وحتى الآن، اقتصر العمل العسكري على البحر حيث استهدفت 21 ضربة على الأقل قوارب يشتبه في أنها تنقل مخدرات، مما أسفر عن مقتل 83 فنزويليًا ويعتقد المحللون أن الضربات البرية هي الخطوة التالية لكنها ستكون محفوفة بالمخاطر.
ودعمت قاعدة ترامب تعهده بإنهاء الأزمات الدولية، لا بدئها وبالتالي أي خسائر بشرية أمريكية ستكون كارثة سياسية، لذا فإن الضربات بعيدة المدى أكثر احتمالية بكثير من أي قوات أمريكية على الأرض.
ولدى مسؤولي ترامب مجموعة من الخيارات الجاهزة فيمكن أن تقتصر الضربات على عمليات مكافحة المخدرات، ومدارج الهبوط، والمختبرات، أو قد تتوسع لتشمل الوحدات العسكرية الفنزويلية التي يُعتقد أنها تستفيد من تجارة المخدرات أما الخيارات القصوى فقد تشمل استهداف القوات العسكرية التي تدعم مادورو أو حتى منشآت النفط في البلاد.
ويمكن طرح هذه العمليات في إطار الدفاع عن النفس أو عمليات مكافحة المخدرات التي تؤيدها حركة "أمريكا أولاً"، وهو ما يمنح ترامب غطاءً سياسيًا لدى قاعدته، حتى مع إضعافها قبضة نظام مادورو.
وتوقع إيفان إليس، وهو أستاذ باحث في الشؤون الأمريكية بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، أن تشن واشنطن ضربات خلال الأسبوع المقبل.
وقال إنها قد تكون مجرد خطوة أولى في حال لم تجبر كبار الشخصيات على الانقلاب على مادورو. وأضاف "أعتقد أن هناك خيارين بعد ذلك.. إما أن تضغط على الزناد، أو تنسحب".
وأوضح أن الضغط على الزناد يعني السعي لتدمير أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-300 في فنزويلا، ومراكز القيادة والتحكم التابعة لها، وطائرات سوخوي 30 المقاتلة، مما يُمهد الطريق أمام عشر إلى عشرين عملية للقوات الخاصة على مدار يومين إلى ثلاثة أيام.
وقال "لن تشهدوا غزوًا أو احتلالًا أمريكيًا، ولكن يمكنهم ببساطة التدخل واختطاف من يريدون، وفتح المجال للحكومة الشرعية".
وأضاف "لكن إذا كان التخطيط للقيام بدورات سريعة وطلعات جوية متواصلة ضد أهداف أرضية منبثقة بعد إطلاق وابل الصواريخ الأولي.. فهذا هو الوقت الذي تظهر فيه الحاجة إلى حاملة الطائرات".