حديث عن «منفى» محتمل لرئيس فنزويلا.. فإلى أين؟
تتزايد التساؤلات حول المصير السياسي لنيكولاس مادورو، مع تزايد الضغوط الأمريكية وتواتر الحديث عن خيار المنفى كأحد السيناريوهات المطروحة.
هذا ما كشفت عنه صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها طالعته "العين الإخبارية".
ويقول خبراء، إنه ليس من المفاجئ أن ينظر مادورو، الذي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد إزاحته من منصبه "بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة"، إلى "تركيا كملاذ آمن محتمل إذا قرر الفرار من كاراكاس". بحسب الصحيفة.
الطريق الصعب، كما صرّح ترامب، ينطوي على استخدام القوات البحرية والجوية الأمريكية الضخمة التي حشدها في منطقة البحر الكاريبي قرب ساحل فنزويلا لمحاولة القبض عليه أو تدمير عزيمة جيشه على القتال.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مصدر مطلع لم تذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث باسم الإدارة الأمريكية، قوله إن "تركيا هي المكان الأمثل له". مضيفا "مادورو يثق (الرئيس التركي) بأردوغان... [و] يتمتع أردوغان بعلاقات جيدة مع ترامب".
وأضاف المصدر أن "صفقة منفى تركية محتملة لمادورو قد تأتي مع ضمانات، يفترض أنها تضمن عدم تسليمه إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه لائحة اتهام بتهريب المخدرات والفساد".
وعندما سُئلت عما إذا كان نفي مادورو إلى تركيا قيد البحث أو قد نوقش، أو ما إذا كان ترامب، كما قال يوم الثلاثاء، "قد يتحدث معه" مباشرة، أجابت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: "لا تعليق".
موقف مادورو من النفي
في المقابل، نفت الحكومة الفنزويلية التقارير المتكررة التي تفيد بأن مادورو يُفكر في المنفي.
وفي خطاب ألقاه أمام أنصاره يوم الثلاثاء في كاراكاس، قال مادورو إن على الفنزويليين أن يكونوا "قادرين على الدفاع عن كل شبر من هذه الأرض المباركة من أي نوع من التهديد أو العدوان الإمبريالي"، وتعهد "ببذل قصارى جهده" من أجل هذه القضية.
ماذا يقول الأمريكيون؟
وأشارت العديد من استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الأمريكيين لا يؤيدون التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا.
كما اعتبر جزء كبير من قاعدة ترامب المؤيدة لـ"لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" - بمن فيهم بعض أعضاء مجلس الوزراء - سرا، أن التوجه المتهور نحو الحرب قد يكون خيانة لوعده الانتخابي "لا مزيد من الحروب". وفق الصحيفة.
ويتبنى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وهو ابن مهاجرين كوبيين وعضو سابق في مجلس الشيوخ عن فلوريدا، موقفا متشددا تجاه مادورو.
لكن عدة أشخاص مطلعين على نقاشات البيت الأبيض — خلال الولاية الأولى لترامب والآن — أكدوا أن الخط المتشدد يأتي مباشرة من الرئيس نفسه.
هل مادورو بلا حلفاء؟
وبالرغم من ذلك، فإن مادورو ليس بلا حلفاء دوليين. فوفق تقارير، توفر كوبا الأمن الشخصي له ولأركان سلطته.
كما تعد روسيا حليفا وثيقا، إذ زودت الجيش الفنزويلي بالأسلحة وسدت بعض الثغرات الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأمريكية القاسية.
ومع تصاعد الضغوط الأمريكية، تواصل مادورو الشهر الماضي مع روسيا والصين وإيران لطلب تعزيز قدراته العسكرية المتآكلة وطلب العون، وفق ما ذكرت "واشنطن بوست".
كما أُفيد أن عدة طائرات شحن روسية كبيرة تحمل شحنات غير معروفة هبطت مؤخرا في فنزويلا.
غير أن خبراء استبعدوا روسيا أو إيران أو كوبا كوجهات محتملة لمادورو إذا قرر أن وقته قد انتهى.
وفي هذا الصدد، أوضح المصدر المطلع على تفكير الإدارة أنه "إذا كان قلقا بشأن الضمانات والوفاء بالاتفاق، فإن الهبوط في تركيا يوفر له مزيدا من الأمان".
وتقول سونر جاغابتاي، الباحثة الأمريكية التركية في معهد واشنطن: "فنزويلا قد تكون الصراع الرابع الذي يساعد أردوغان في إنهائه إلى جانب ترامب".