منشورات فوق كاراكاس.. «هدية» ترامب لمادورو في عيد ميلاده
تدرس إدارة ترامب تنفيذ عملية نفسية تهدف إلى تقويض معنويات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وتشجيعه على مغادرة البلاد، وفق مصادر مطلعة على التخطيط، تحدثت إليها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأوضحت المصادر أن الاقتراح يقضي بأن تقوم طائرات عسكرية أمريكية بإسقاط منشورات فوق العاصمة كاراكاس، في عملية تهدف إلى زيادة الضغط على مادورو، وربما تتم الأحد، تزامنًا مع عيد ميلاده الـ63.
وأكدت المصادر أن هذه العملية لم تحصل بعد على موافقة رسمية، وستشكل تصعيدًا في حملة الضغط الأمريكية لإجبار مادوروه على ترك السلطة، والتي كانت محور اهتمام منذ ولاية الرئيس ترامب الأولى وأولوية بين مستشاريه المقربين.
في إطار هذه الحملة، نشر ترامب أسطولًا من السفن الحربية في البحر الكاريبي، وأرسل آلاف الجنود الأمريكيين إلى المنطقة في عملية أسفرت عن مقتل أكثر من 80 من المهربين المزعومين منذ أوائل سبتمبر/أيلول الماضي. وتجاوزت الإدارة الأمريكية المخاوف القانونية التي أثارها بعض المحامين الحكوميين بشأن شرعية قتل أشخاص مزعومين ليسوا مقاتلين أعداء.
وأوضحت الإدارة في إخطار للكونغرس، ورأي موازٍ لمكتب المستشار القانوني، أن الولايات المتحدة تخوض “صراعًا مسلحًا غير دولي” مع “منظمات إرهابية محددة”، وهو ما أثار اعتراض بعض النواب الديمقراطيين والجمهوريين الذين اعتبروا أن الإدارة لم تقدم مبررًا كافيًا لتبرير قتل هؤلاء الأشخاص في المياه الدولية بدلًا من القبض عليهم.
وفي تصريحات سابقة، قال ترامب إنه “اتخذ قرارًا شبه نهائي” بشأن كيفية المضي قدمًا في احتمال اتخاذ إجراء عسكري في فنزويلا، وقد سبق له التهديد بتوسيع العمليات الحالية لتشمل أهدافًا برية.
وأشارت المصادر إلى أن المنشورات التي تخطط واشنطن لإسقاطها ستتضمن معلومات عن مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو ومحاكمته، بعد أن رفعت الحكومة الأمريكية المكافأة من 25 مليون دولار في أغسطس/آب الماضي، على خلفية اتهامه في 2020 بالفساد والإرهاب المرتبط بالمخدرات وتهريبها.
وتزعم الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة أن مادورو خسر الانتخابات الرئاسية الفنزويلية في 2024 ولا تعترف به كزعيم شرعي للبلاد. ويبدو أن اختيار موعد إسقاط المنشورات تزامنًا مع عيد ميلاده كان مقصودًا لتكثيف الضغط النفسي عليه.
ويهدف هذا التحرك إلى دفع مادورو للتنحي أو تشجيع المعارضة على تحدي حكمه بطريقة لا تشمل هجومًا مباشرًا على فنزويلا. وقد أشرف ترامب، الذي تعهد بتجنب مغامرات عسكرية جديدة، على حملات جوية متعددة في إيران واليمن والآن في البحر الكاريبي خلال السنة الأولى من ولايته الثانية.
ولم يعلق البيت الأبيض على الأمر، كما لم ترد وزارة الدفاع على طلب للتعليق.
ويعد إسقاط المنشورات قبل عمليات عسكرية محتملة من أساليب الحرب النفسية التقليدية، ويهدف إلى إحباط معنويات الخصم وإرباكه. فقد أسقطت القوات الأمريكية منشورات فوق العراق قبل غزو 2003 لتحذير الجنود العراقيين بعدم إطلاق النار على الطائرات الأمريكية، ونصحت المواطنين بالاستماع إلى الإذاعات الأمريكية.
كما استخدمت العمليات النفسية خلال غزو بنما عام 1989 للإطاحة بالديكتاتور مانويل أنطونيو نورييغا، حيث بثت القوات الأمريكية موسيقى صاخبة مثل أغنية "لا مكان للهرب" لمارثا وفانديلاس لإرباك نورييغا المعروف بحبه للأوبرا، أثناء لجوئه إلى بعثة الفاتيكان الدبلوماسية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTYg
جزيرة ام اند امز