أحدها عربي.. أفلام بلغات أصلية تسطع في سماء البندقية
الأعمال المصوّرة باللغة الأصلية باتت تلقى رواجاً متزايداً، كما الحال مثلاً في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
تشترط أوساط السينما في الغالب إنتاج أفلام باللغة الإنجليزية لزيادة حظوظ نجاحها، لكن هذا الزمن يبدو أنَّه قد ولّى، إذ اختار سينمائيون عدة تُعرض أفلامهم في مهرجان البندقية إنجاز أعمالهم بلغة قصتها الأصلية.
وباتت الأعمال المصوّرة باللغة الأصلية تلقى رواجاً متزايداً، كما الحال مثلاً في مهرجان البندقية، إذ عُرِض على سبيل المثال "جاكوز" لرومان بولانسكي حول قضية الضابط ألفريد دريفوس، وهو فرنسي من منطقة الألزاس اتّهم بالخيانة وتمّت تبرئته في نهاية المطاف.
وأعلن بداية أن هذا المشروع الذي أرجئ سنوات عدّة سيكون بالإنجليزية، لكن في نهاية المطاف صوّر الفيلم الذي يتمحور على قضية هزّت المجتمع الفرنسي وشارك البريطاني روبرت هاريس في تكييف نصّ أحداثه، بالفرنسية مع الممثلين الفرنسيين جان دوجاردان ولوي جاريل.
وعلَّق منتج العمل الفرنسي آلان جولدمان، خلال مؤتمر صحفي: "أظنّ أن الانتقال من الإنجليزية إلى الفرنسية كان أحد عناصر نجاح المشروع".
وأضاف: "شهدنا خلال السنوات الأخيرة أنَّ اللغة أصبحت أحد عناصر الأصالة في السينما العالمية والمسلسلات، علماً بأنَّه قبل بضعة عقود كنّا نظنّ أن الإنجليزية وحدها هي مفتاح الشهرة في العالم".
والأمر نفسه بالنسبة إلى المخرج الفرنسي اليوناني كوستا-جافراس، الذي عرض آخر أعماله "أدالتس إن ذي روم" باللغة اليونانية في البندقية خارج إطار المسابقة الرسمية.
هذا العمل السينمائي مقتبس من كتاب "محادثات بين بالغين في كواليس أوروبا" لوزير المال اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، وهو يتتبّع مسار رجل السياسة هذا (الذي يؤدّي دوره خريستوس لوليس) في خضمّ أزمة عام 2015.
وقال المخرج: "فكّرت في بادئ الأمر في اختيار نجوم من الطراز الرفيع وفاتحتهم بالأمر، لكن قالوا لي إنه سيتعذّر عليهم خلال وجودهم في اليونان التكلّم بلغة البلد".
وتابع: "كان من الغريب فعلاً أن نجعل نجماً أمريكياً يتكلّم بالإنجليزية مع يونانيين، لذا قررنا الاستعانة بممثلين من اليونان لتأدية الأدوار اليونانية وإيطاليين للأدوار الإيطالية".
وعرض المخرج الأمريكي ماثيو مايكل كرناهان خارج إطار المسابقة الرسمية فيلم "الموصل" عن وحدة نخبة في القوات العراقية حاربت تنظيم "داعش" الإرهابي بين 2016 و2017 لاستعادة ثاني كبرى المدن العراقية.
وهذا العمل الذي أنتجه الشقيقان أنتوني وجو روسو المعروفان بتعاونهما على عدّة أجزاء من سلسلة "أفنجرز"، صوّر بالكامل بالعربية، في سابقة لفيلم تشويق هوليوودي.
وقال المخرج خلال مؤتمر صحفي: "كان من البديهي في نظري أن ننجز العمل بالعربية وأقرب ما يكون إلى اللهجة العامية".
وأشار جو روسو إلى أنَّه لم يتردد أبداً في تصوير الفيلم باللغة العربية: "فنحن أردنا أن نضفي طابعاً حقيقياً على القصة".
وأشاد المخرج العراقي محمد الدراجي، الذي عيّن منتجاً تنفيذياً لهذا الفيلم بهذه الخطوة، وقال: "لم يتسنّ يوماً عرض قصة عربية تكتسي طابعاً إيجابياً لهذه الدرجة"، معرباً عن أمله في أن "تمهّد هذه الخطوة الطريق لأفلام هوليوودية أخرى".
لكن التصوير بلغة أجنبية ليس دوماً بالمهمة السهلة، فالمخرج الياباني هيروكازو كوري-إيدا قدّم فيلم "الحقيقة" في افتتاح مهرجان البندقية، الذي صوّر في باريس بالفرنسية ومن بطولة كاترين دونوف وجولييت بينوش.
وتطرّقت دونوف إلى صعوبات التعاون مع مخرج يتعذّر التواصل معه مباشرة، وهي قالت: "كان أمراً غريباً بالفعل، لأنه لا يتكلّم لا الفرنسية ولا الإنجليزية، واضطررنا إلى الاستعانة بمترجم طوال الوقت".
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز