الانتخابات الرئاسية تقسم فنزويلا.. ومادورو: لا غفران
ما زالت الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، تلقي بظلالها على الأوضاع السياسية في البلاد لتزيدها توترا.
فالاقتراع الذي أعلنت لجنة الانتخابات الوطنية فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثالثة فيه، تسبب في اندلاع مظاهرات عارمة احتجاجا على تلك النتيجة.
وتظاهر آلاف الفنزويليين في أنحاء البلاد احتجاجا على الانتخابات المثيرة للجدل، فيما قال الرئيس مادورو لأنصاره إن نحو ألفي شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات على النتائج.
وأعلنت لجنة الانتخابات في فنزويلا، التي هاجمها منتقدون واتهموها بأنها مؤيدة للاشتراكيين الذين يحكمون البلاد، فوز مادورو في الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي، وقالت إنه حصل على 51 % من الأصوات بينما حصل مرشح المعارضة إدموندو جونزاليس على 46 %.
وأثارت نتائج الانتخابات المنشورة اتهامات واسعة النطاق بالتزوير واحتجاجات، بينما وفي وقت لاحق، شنت قوات الأمن حملة صارمة على الاحتجاجات التي وصفتها حكومة مادورو بأنها جزء من محاولة انقلاب مدعومة من الولايات المتحدة.
وقال مادورو لأنصاره في تجمع حاشد في كراكاس "هذه المرة لن يكون هناك غفران" وتعهد بتطبيق أقصى عقوبة ضد المحتجين.
وفي أماكن أخرى، خرج أنصار المعارضة في مسيرات للمطالبة بالعدالة، مدعومين بحضور زعيمتها ماريا كورينا ماتشادو، التي خرجت من مخبئها أمس السبت للانضمام إلى الاحتجاجات في شوارع كراكاس.
وكان أنصار ماتشادو سعداء برؤيتها في الشوارع بعد أن قالت في مقال رأي نشر يوم الخميس في صحيفة "وول ستريت جورنال" إنها مختبئة وتخشى على حياتها.
وبالإضافة إلى كراكاس، نُظمت احتجاجات في مدن أخرى، بما في ذلك فالنسيا وماراكايبو وسان كريستوبال.
وعيد
وقبل الانتخابات، توعّد مادورو، وريث الرئيس السابق هوغو تشافيز الذي حكم من العام 1999 وحتى وفاته في 2013، بأنه لن يتنازل عن السلطة، بالفوضى من دونه، وقال إن "مستقبل فنزويلا للسنوات الخمسين المقبلة يتقرر (..) ما بين فنزويلا السلام أو العنف. السلام أو الحرب"، بعدما حذر من احتمال "حمام دم في حرب أهلية بين الأشقاء يثيرها الفاشيون".
وحتى الآن، قُتل ما لا يقل عن 20 شخصا في الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات، وفقا لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا. كما تم اعتقال حوالي 1200 شخص آخرين فيما يتعلق بالاحتجاجات، وفقا للحكومة.
واعترفت دول منها الولايات المتحدة والأرجنتين بالفعل بفوز غونزاليس في الانتخابات، إذ استشهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس "بأدلة دامغة".
كما خلصت كوستاريكا والإكوادور وبنما وأوروغواي يوم الجمعة إلى أن جونزاليس حصل على العدد الأكبر من الأصوات.
وعلى الجانب الآخر هنأت دول، منها روسيا والصين وكوبا، مادورو.