«الفيتو الأمريكي على دولة فلسطين».. مواجهة ساخنة بالأمم المتحدة
تحولت جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إلى مواجهة ساخنة بشأن الفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين.
وناقشت جلسة للأمم المتحدة استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدم، مؤخرا، إلى مجلس الأمن الدولي، يدعو لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، التي تتمتع بصفة دولة مراقب في الوقت الحالي.
وقال نائب المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة روبرت وود، الذي مثل بلاده في الجلسة، إن واشنطن تؤمن أن حل الدولتين المسار الأفضل لتحقيق السلام في المنطقة.
إلا أنه اعتبر أن "الطريق الأسرع" نحو الاعتراف بدولة فلسطينية والانضمام عضواً دائماً بالأمم المتحدة، مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية أمريكية مع شركاء آخرين.
وأعرب عن قناعته أن اجتماع اليوم لمناقشة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) مخالف للقرارات الأممية، ويمثل "إهدارا لوقت الجمعية العامة ومواردها"، على حد قوله.
ويتمّ قبول دولة ما عضوا في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي، ما لم يحدث بسبب الفيتو الأمريكي الشهر الماضي.
دعم واسع لعضوية فلسطين
أما ممثل فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة السفير رياض منصور، فقال إن هناك دعما واسعا لقبول عضوية بلاده في الأمم المتحدة، مضيفا أن إسرائيل لا تزال تحاول "الدفع بشعبه خارج التاريخ والأراضي الجغرافية".
وشدد على أن وقف إطلاق النار لا غنى عنه ولا يمكن تأجيله أكثر، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "يتصرف كل يوم بناء على التزامه بعرقلة السلام"، حسب قوله.
وأكد أن قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يمثل دليلا على أن حق تقرير المصير "لا يخضع لأهواء المتطرفين"، مشددا على أن الفلسطينيين لن يقبلوا أن يكون تقرير مصيرهم والانضمام للأمم المتحدة خاضعا بأي شكل لحق النقض الإسرائيلي.
وتصدر التوصية عن مجلس الأمن بموجب قرار لا بدّ أن يوافق عليه 9 على الأقلّ من أعضاء المجلس الـ15، وبشرط أن لا تستخدم أيّ دولة دائمة العضوية حقّ النقض (الفيتو) لوأده.
هجوم إسرائيلي
في المقابل، اتهم جلعاد أردان ممثل إسرائيل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنظمة الأممية بأنها "تمثل عائقا أمام السلام"، كما اتهم الفلسطينيين، كذلك، بأنهم يرفضون كل عروض السلام.
واعتبر ممثل إسرائيل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن وجود دولة فلسطينية سيعني زوال دولة إسرائيل، وأضاف أن من وصفهم بـ"المتظاهرين الداعمين لفلسطين حول العالم"، يريدون تدمير إسرائيل وحماس تدعمهم، على حد قوله.
وزعم أردان أن الفلسطينيين "يريدون دولة واحدة من النهر إلى البحر، خالية من اليهود"، متهما الأمم المتحدة بأنها "تتعاون معهم وتشجعهم"، واصفا ذلك بـ"النازية"، وقال إنه يشعر "بالاشمئزاز من أفعال الأمم المتحدة بعد عدم إدانتها لأفعال حماس".
موقف إماراتي واضح
بدوره، أكد السفير محمد أبو شهاب مندوب دولة الإمارات الدائم لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة حق فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وقال إن حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة "حق لا جدل فيه"، لافتا إلى أن المجموعة العربية تأسف لاستخدام واشنطن الفيتو ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني محروم من حق تقرير مصيره.
وأكد السفير محمد أبو شهاب أن استيفاء فلسطين معايير العضوية في الأمم المتحدة "راسخ".
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا شاملة على قطاع غزة، ردا على هجوم مسلح غير مسبوق لحركة حماس على مستوطنات غلاف غزة خلف نحو 1200 قتيل.