هل تعد «الفياجرا» أملا جديدا في الوقاية من مرض ألزهايمر؟
مرض ألزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شيوعًا، حيث يُقدّر عدد المصابين به في الولايات المتحدة الأمريكية فقط بحوالي 6.7 مليون شخص.
و يُعدّ "الزهايمر" السبب الخامس من مسببات الوفاة في البلاد. ومع زيادة أعداد المصابين، يبدو أن انتشار هذا المرض سيستمر في التصاعد، حيث تشير الدراسات إلى أن معدلات الوفيات نتيجة لألزهايمر قد ارتفعت بنسبة 145% بين عامي 2000 و2019، في وقت تناقصت فيه معدلات الوفيات بسبب الأمراض الأخرى مثل النوبات القلبية والإيدز.
هل السيلدينافيل علاج جديد ؟
تكشف دراسة جديدة عن إمكانية استخدام السيلدينافيل، المركب الدوائي المعروف في علاج ضعف الانتصاب وأمراض أخرى مثل انخفاض ضغط الدم، في الوقاية من مرض ألزهايمر. السيلدينافيل هو المادة الفعالة في دواء "الڤياغرا"، وقد لاحظ الباحثون أن تناول هذا الدواء قد يقلل من خطر الإصابة بالمرض بنسبة تتراوح بين 30% و54% بين الأشخاص الذين يتناولونه لمعالجة ضعف الانتصاب أو ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
وقد أُجريت هذه الدراسة باستخدام نماذج حسابية لتحليل بيانات مرضى من قاعدتي بيانات طبيتين، حيث سجلت إحداهما انخفاضًا بنسبة 54% في معدل الإصابة بألزهايمر، في حين كانت النسبة في الأخرى 30%. كما لاحظ الباحثون في تجاربهم على خلايا دماغية لمرضى ألزهايمر أن السيلدينافيل ساهم في تقليل مستويات بروتين "تاو" السام الذي يراكم في الدماغ ويُعتبر من العوامل الرئيسية في تطور مرض ألزهايمر. كما تبين أن السيلدينافيل عزز من وظائف الخلايا العصبية، وساهم في تقليل الالتهابات وتحسين استقلاب الدماغ.
مزيد من الأبحاث لتأكيد الفائدة
تجدر الإشارة إلى أن دراسة واحدة لا تكفي لتأكيد فعالية السيلدينافيل في الوقاية من ألزهايمر، حيث أكد العلماء على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث والتجارب السريرية لفهم تأثيرات الدواء بشكل كامل. الدكتور أسامة إسماعيل، مدير البرامج العلمية لجمعية ألزهايمر، أشار إلى أن هذه الدراسات لا يمكنها تحديد العلاقة الدقيقة بين تناول الدواء وانخفاض معدلات الإصابة دون إجراء تجارب أكبر وأشمل.
وأضاف الدكتور إسماعيل: "من الضروري إجراء تجارب سريرية تشمل مجموعات متنوعة من المشاركين، بما في ذلك النساء، قبل النظر في استخدام مثبطات إنزيم الفوسفوديستراز من النوع 5، مثل السيلدينافيل، كعلاج لألزهايمر".
إعادة استخدام الأدوية
تسلط هذه الدراسة الضوء على إمكانات إعادة استخدام الأدوية المعتمدة لعلاج حالات أخرى لأغراض جديدة، وهي طريقة تُعدّ ذات قيمة كبيرة في تطوير الأدوية، إذ تكون هذه الأدوية قد خضعت لاختبارات أمان شاملة. ومن الأمثلة على ذلك عقار "جيمفيبروزيل" الذي يُستخدم لخفض الكوليسترول، و"مينوسيكلين" لعلاج الالتهابات البكتيرية.
وأكّد الدكتور إسماعيل على أن مرض ألزهايمر يُعد من الأمراض المعقدة والمتعددة الأبعاد، مما يعني أن العلاجات المستقبلية قد تحتاج إلى دمج عدة استراتيجيات تستهدف آليات متعددة في الدماغ. كما أشار إلى أهمية إجراء دراسات طويلة الأمد تشمل كبار السن والمجموعات المختلفة من المرضى.
لا تزال الأبحاث حول علاج مرض ألزهايمر في مراحلها المبكرة، لكن المبادرات مثل "بارت ذا كلاود" التي أطلقتها جمعية ألزهايمر، والتي استثمرت أكثر من 68 مليون دولار لدعم 65 تجربة سريرية، تبقى الأمل الكبير في فتح آفاق جديدة لفهم المرض والعثور على علاجات فعّالة.
aXA6IDMuMTMzLjE0OS4yNDQg جزيرة ام اند امز