بين الطموح والتحفّظ.. فانس يترك باب البيت الأبيض «مواربًا»

في مقابلة تلفزيونية مع برنامج "ماي فيو"، على شبكة فوكس نيوز، الذي تقدمه لارا ترامب فتح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الباب أمام إمكانية خوض سباق البيت الأبيض في عام 2028.
ومن دون أن يعلن ذلك بشكل مباشر، أوضح فانس أنه يفضّل التركيز على مهامه الحالية، مشيرا إلى أن النجاح في السنوات الأولى في منصبه كنائب للرئيس سيكون كفيلا برسم ملامح مستقبله السياسي.
وقال فانس: "إذا قمنا بعمل جيد في 2025 و2026، عندها يمكننا الحديث عن المستقبل في 2027"، مشددا على أن الأمريكيين سئموا من السياسيين الذين يبدأون السباق نحو المنصب التالي فور وصولهم إلى السلطة.
حسابات مبكرة وواقعية سياسية
لم يكن فانس في حديثه من أولئك الساسة الذين يطلقون وعودًا أو يعلنون نواياهم مبكرًا. بل على العكس، أراد أن يبعث برسالة مفادها أن الطريق إلى الرئاسة ليس مضمونًا ولا "يُمنح على طبق من ذهب".
وأكد أن هناك أسماء جمهورية بارزة ستخوض السباق، وأن ترشحه سيعتمد على عمله الجاد في منصبه الحالي، لا على شعبيته أو قربه من الرئيس دونالد ترامب وحده.
وأضاف أنه: "قد يكون هذا أهم عمل أتولاه في حياتي، باستثناء كوني أبا لثلاثة أطفال رائعين.. لذلك سأبذل قصارى جهدي، وأعتقد أن السياسة ستسلك مسارها الطبيعي".
موقفه من الديمقراطيين
ورغم امتناعه عن تحديد أسماء بعينها، لم يتردد فانس في انتقاد المرشحين الديمقراطيين المحتملين لانتخابات 2028، قائلا إن "معظمهم لديهم سجلات سيئة".
هذا الهجوم المبكر على المعسكر الديمقراطي يعكس إدراكه أن المنافسة المستقبلية، أياً كان شكلها، ستدور حول ماضي المرشحين بقدر ما ستدور حول برامجهم الانتخابية.
صورة ترامب وتأثيرها على فانس
إلى جانب الحديث عن طموحاته المحتملة، ركّز فانس بشكل لافت على تجربته اليومية في العمل مع الرئيس ترامب، مشيرًا إلى أسلوبه القيادي الذي يعتمد على التفويض والثقة.
ووصف فانس ترامب بأنه "لا يعرف التوقف"، مشيرًا إلى اتصالاته المتكررة في ساعات متأخرة من الليل وأخرى مبكرة من الصباح، في دلالة على طاقته المستمرة وانشغاله الدائم.
وأضاف: "أحيانًا يتصل بك الرئيس عند الساعة 12:30 أو الثانية فجرا، ثم يعاود الاتصال بك عند السادسة صباحا في موضوع مختلف تماما. فتسأله: هل نمت الليلة الماضية؟".
ورأى نائب الرئيس أن أبرز ما يميز هذه التجربة هو تفويض الرئيس له لمهام حساسة ومنحه مساحة للتحرك المستقل، سواء في التواصل مع القادة الأجانب أو في إدارة الملفات الداخلية. وهو أمر قد يمنحه خبرة سياسية ودبلوماسية سيكون في أمسّ الحاجة إليها إذا ما قرر الترشح لاحقا.
ويدرك جي دي فانس، رغم إنكاره التفكير الجاد في انتخابات 2028 في الوقت الحالي، أن الأنظار بدأت تتركز عليه باعتباره واحدا من أبرز الوجوه الجمهورية الصاعدة. وأن نجاحه في ترسيخ صورة القائد المسؤول القادر على الإنجاز من داخل البيت الأبيض قد يكون جسرا إلى ترشحه المستقبلي. أما فشله أو تورطه في أزمات سياسية، فسيجعل الطريق إلى الرئاسة أكثر وعورة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTMxIA==
جزيرة ام اند امز