نائبا رئيس الإمارات.. صداقة وخبرات أعمدة الوطن تعزز مسيرة التنمية
علاقات أخوة وصداقة تجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، اللذين يعدان من أعمدة الإمارات.
تلك العلاقة تعززت بقرار أصدره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات -بموافقة المجلس الأعلى للاتحاد- بتعيين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، نائباً لرئيس الدولة، إلى جانب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
قرار سيتولى بموجبه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مسؤولية جديدة كنائب لرئيس الدولة يقف خلالها عضدا وسندا للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى جانب أخيه وصديقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
نائبان لرئيس دولة الإمارات يملك كل منهما سيرة حافلة بالإنجازات والخبرات، وعامرة بحب الوطن، وزاخرة بالحب والاحترام المتبادل لبعضهما البعض، الأمر الذي سينعكس على مسيرة تنمية ونهضة دولة الإمارات.
تقدير متبادل
يأتي تعيين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في هذا المنصب، بعد شهرين فقط من منح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وشاح محمد بن راشد آل مكتوم، تقديراً لجهوده المتواصلة وإنجازاته في خدمة الوطن، وذلك بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
مناسبة أثنى فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالشيخ منصور بن زايد آل نهيان، واصفا إياه بأنه "أخ وصديق وعضيد.. عضيد لرئيس الدولة.. وعضيد لي في الحكومة الاتحادية.. وعضيد وسند لإخوانه المواطنين".
بدوره، سبق أن وصف الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأنه "قائد ملهم لا يعرف المستحيل.. صانع المعجزات وفخر الإمارات".
تقدير متبادل بين اثنين من أعمدة الإمارات، يبرز علاقات المحبة والصداقة والاحترام.
إشادة متواصلة
وقبيل ساعات من تعيين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائبا لرئيس دولة الإمارات، حضر إلى جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جانباً من تكريم الفائزين بجائزة "نافس" في دورتها الأولى 2022-2023 التي نظمها مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية (الذي يترأسه منصور بن زايد آل نهيان ) في مجمع قصر الوطن في أبوظبي.
وأثنى خلالها أيضا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على جهود الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حيث أكد أن ملف التوطين تحت متابعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وأشار إلى أن مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية "نافس" أسهم خلال المرحلة الماضية في إطلاق حزمة متكاملة من البرامج والفرص المخصصة لتعزيز تواجد أبناء الإمارات في القطاع الخاص والاستفادة من الفرص التي يقدمها.
وفي 11 يناير/كانون الثاني الماضي، وبحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان منح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وشاح محمد بن راشد آل مكتوم، تقديراً لجهوده المتواصلة وإنجازاته في خدمة الوطن.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان يقود مجموعة من الملفات الحيوية التي تمس مباشرة شؤون الوطن واستراتيجياته بهدف تحقيق مصلحة الوطن والمواطن.
وبين أن "الشيخ منصور أخ وصديق وعضيد.. عضيد لرئيس الدولة.. وعضيد لي في الحكومة الاتحادية.. وعضيد وسند لإخوانه المواطنين".
وعدد مهام ومسؤوليات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، قائلا: "يشرف على المصرف المركزي الذي ينظم أكبر قطاع مصرفي في المنطقة.. ويتابع سياسات الحكومة عبر المجلس الوزاري للتنمية.. ويدير جهاز الإمارات للاستثمار بأصول تتجاوز 300 مليار درهم.. ويتابع ملفات الرئاسة السيادية كافة التي تكلفه بها القيادة.. منصور رجل دولة.. ورجل اقتصاد من الطراز الأول".
وتابع: "آخر الملفات التي تولاها أخي الشيخ منصور.. ملف توظيف المواطنين.. والذي استطاع توظيف 28 ألف مواطن في عام واحد فقط.. ورفع نسبتهم في القطاع الخاص 70٪ خلال أشهر.. منصور أحد امتدادات زايد العظيمة.. وأحد أعمدة الوطن الكبيرة".
مسيرة حافلة
ويملك الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مسيرة حافلة بالإنجازات تحققت تحت إشرافه وقيادته لعدد من الملفات والقطاعات التنموية في دولة الإمارات، حيث يشرف على الملفات التنفيذية والتنموية والسياسات الجديدة في الحكومة الاتحادية من عام 2009 عبر منصبه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الوزاري للتنمية.
كما يشرف على مصرف الإمارات المركزي وخططه التطويرية والتنظيمية كافة بالقطاع البنكي في دولة الإمارات، والذي يعد أكبر قطاع بنكي في منطقة الشرق الأوسط بأصول نقدية تتجاوز 3.5 تريليون درهم.
وأسهم في تأسيس وإدارة جهاز الإمارات للاستثمار والذي يشرف على إدارة واستثمار أصول الحكومة الاتحادية كافة، ويأتي في المركز السابع في الصناديق السيادية العربية بأصول مدارة تبلغ قيمتها 322 مليار درهم.
وحقق خلال رئاسة مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية إنجازاً، حيث جرى رفع نسبة المواطنين في القطاع الخاص إلى 70% خلال عام واحد وتوطين 28 ألف مواطن في السنة الأولى للبرنامج.
كما يشرف الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على العديد من الملفات الوطنية السيادية عبر منصبه وزيراً لديوان الرئاسة، خاصة المتعلقة بخدمة المواطنين ومتابعة تنفيذ المبادرات الرئاسية كافة في الدولة.
قائد ملهم
في المقابل يحمل الشيخ منصور بن زايد آل نهيان حبا وتقديرا كبيرا للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسبق أن قال عنه إنه "قائد ملهم لا يعرف المستحيل تعلمنا منه أن المستحيل.. هو أكبر سجن صنعه الإنسان لنفسه"، وأن علينا جميعا أن نسعى لقهر المستحيل في خدمة هذا الوطن العزيز ليظل في الطليعة والمقدمة وفي المركز الأول بالتحديد.
وأضاف: "تعلمنا من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حب التحدي وتحدي المستحيل ورفع سقف الطموح والتطلعات والإنجازات لدى أبناء وبنات دولة الإمارات الذي أصبح لا يرضى إلا بالمركز الأول في مختلف الميادين".
وأوضح أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نهل من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "قيم الحكمة والعطاء والانتماء ومن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم القيادة والبذل والنظرة الثاقبة حتى بات اليوم رمزا من رموز مسيرة نجاح دولة الإمارات.
عقود من الإنجازات
ويكمل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع نهاية عام 2023 نحو 55 عاما في خدمة الوطن منذ توليه أول مسؤولية قائدا لشرطة دبي بدءاً من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1968 حتى اليوم.
من بين تلك المدة، 17 عاما تولي فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي وقيادة الحكومة ومنصب نائب رئيس دولة الإمارات.
عقود من العمل والإنجاز نهل خلالها من حكمة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعمل برؤية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وعمل إلى جانب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات الراحل، ويكمل مسيرة التنمية جنبا إلى جنب مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ليقدم للعالم نموذجاً للقيادة الحكيمة التي تستشرف المستقبل في خدمة شعبه ونهضة وطنه.
وفي الرابع من يناير/كانون الثاني من عام 2006، تولى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولاية الحكم في إمارة دبي، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.
وفي اليوم التالي (5 يناير/كانون الثاني 2006)، انتخبه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات نائباً لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات الراحل، بتكليفه رئاسة مجلس الوزراء وتأليف حكومة جديدة تم الإعلان عن تشكيلها في التاسع من فبراير/شباط 2006.
ومع تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الإمارات 14 مايو/أيار الماضي، واصل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مسيرة العطاء والإنجازات في مستهل مرحلة جديدة في تاريخ البلاد.
نحو 17 عاما نائبا لرئيس دولة الإمارات ورئيسا لمجلس الوزراء، حقق خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إنجازات عظيمة، نقلت دولة الإمارات عموما إلى مستويات متقدمة، لتحتل المركز الأول عالمياً في الكثير من المؤشرات بشهادة المؤسسات الدولية والأممية.
ومع ختام 2022، تصدرت دولة الإمارات دول العالم في 16 مؤشراً فرعياً مرتبطاً بتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17، وفقاً لتقرير أرقام الإمارات 2022 الصادر من المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
أيضا كانت الإمارات خلال عام 2022 ضمن أفضل خمس دول عالمياً في 339 مؤشراً تنموياً واقتصادياً واجتماعياً بفضل جهود منظومة حكومية متكاملة وجهود منسقة وطاقات شابة واصلت ليلها بنهارها.
وخلال عام 2022، أصدر مجلس الوزراء أكثر من 900 قرار وقام بتطوير وإقرار 22 سياسة حكومية وتحديث وإصدار 68 قانوناً اتحادياً، وتوقيع واعتماد 71 اتفاقية دولية.
وتأتي التعيينات القيادية الجديدة في دولة الإمارات في وقت تتعاظم فيه مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة إقليميا ودوليا وتتزايد الثقة الدولية في سياساتها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية وإعلامها وثقافتها وتراثها وقيمها ومبادئها.
فنهاية العام الجاري تستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، الذي يستهدف مواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكب الأرض، وهو تغير المناخ.
يأتي هذا فيما تواصل الإمارات جهودها البارزة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، من خلال عضويتها بمجلس الأمن الدولي على مدار عامي 2022 و2023.
جهود يتوقع أن تتعزز وتتزايد خلال الفترة القادمة، حيث تترأس الإمارات مجلس الأمن الدولي لشهر يونيو/حزيران المقبل، بعد أن ترأسته مارس/آذار الماضي.
ويتزامن ذلك مع قيادة الإمارات جهودا إنسانية متواصلة لتعزيز حقوق الإنسان إما عبر عضويتها في مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، وإما من خلال دبلوماسيتها الإنسانية النشطة.
أيضا على صعيد الريادة، ينتظر وصول المستكشف راشد إلى سطح القمر أبريل/نيسان المقبل، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
ويواصل حاليا رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي خوض أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب تمتد لستة أشهر، بدأها بوصوله في الثالث من مارس/آذار الجاري رفقة فريق مهمة crew-6 إلى محطة الفضاء الدولية.
على الصعيد الاقتصادي، تواصل دولة الإمارات بخطى متسارعة تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع العالم، وسط توقعات بتحقيق تجارتها الخارجية رقما قياسيا جديدا بـ2023.
ووقعت الإمارات اتفاقيات شراكة اقتصادية مع 4 دول (إسرائيل وتركيا والهند وإندونيسيا) من بين 8 دول تستهدف توقيع اتفاقات معها كمرحلة أولى، تشكل ربع سكان الأرض، فيما تواصل مباحثاتها لتوسيع تلك الشراكات.
وتمثل حجم التجارة الخارجية مجتمعة للدول والتكتلات التي تستهدف دولة الإمارات إبرام اتفاقيات معها نحو 95% من التجارة العالمية.
شراكات اقتصادية واتفاقيات تجارية متتالية يتوقع أن تسهم في تحقيق الإمارات رقما قياسيا جديدا في تجارتها الخارجية للعام الثاني على التوالي.
وحققت التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات العربية المتحدة معدلات نمو قياسية في عام 2022، حيث بلغت 2 ترليون و233 مليار درهم بنمو نسبته 17% مقارنة مع 2021، وبذلك تخطت حاجز التريليوني درهم للمرة الأولى في التاريخ.