أصوات مرعبة من الماضي.. فيديو للانقلاب المغناطيسي للأرض قبل 41 ألف عام
أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية، مقطع فيديو يوضح الانهيار شبه الكامل للمجال المغناطيسي للأرض أثناء حدث الانعكاس القطبي الذي حدث منذ حوالي 41 ألف عام.
ويُظهر هذا التمثيل المرئي المذهل، الذي تم إنشاؤه باستخدام بيانات من مهمة "سوارم" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، كيف اختفى الدرع المغناطيسي للأرض، المعروف باسم الغلاف المغناطيسي، أثناء الحدث المعروف باسم "حدث لاشامب".
ويعمل الغلاف المغناطيسي، الذي حمى الحياة على الأرض لمدة تصل إلى 3.7 مليار عام، كفقاعة من الطاقة المغناطيسية التي تحمي الكوكب من الإشعاع الشمسي الضار والأشعة الكونية عالية الطاقة. ومع ذلك، يضعف هذا الدرع الحيوي بين الحين والآخر، مما يسمح لأقطاب الأرض المغناطيسية بالانقلاب.
وقد شهد حدث "لاشامب" انخفاض قوة المجال المغناطيسي إلى 5% فقط من سعته الحالية، مما عرض الكوكب لقصف مستمر من الإشعاع والأشعة الكونية، وهو ما لا يزال دليلا واضحا حتى اليوم في تدفقات الحمم البركانية القديمة وحلقات الأشجار المتحجرة.
ويغطي الفيديو الذي تم إصداره حديثا، والذي يستند إلى بيانات قمر "سوارم" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، جدولا زمنيا يمتد لـ 3000 عام، ويكشف عن الانحناء والضعف الدرامي لخطوط المجال المغناطيسي أثناء هذا الحدث.
ولمرافقة الرسوم المتحركة، أنشأ الباحثون أيضًا "مشهدًا صوتيا" مخيفا من الأصوات الشبيهة بالكائنات الفضائية، والتي تعكس الضغط الهائل الواقع على المجال المغناطيسي، وتم إنشاء هذه الأصوات المخيفة باستخدام تسجيلات للضوضاء الطبيعية مثل صرير الخشب والصخور المتساقطة، مما يؤكد ضعف الدرع المغناطيسي للأرض.
وأوضح الباحثون أن "عملية تحويل البيانات العلمية إلى صوت تشبه إلى حد كبير تأليف الموسيقى، ولكن بدلاً من الآلات الموسيقية، نستخدم أصوات العالم الحقيقي للتعبير عن الضغط الذي تعرض له المجال المغناطيسي أثناء الحدث".
وعلى الرغم من التقلبات الأخيرة في الأقطاب المغناطيسية للأرض، فإن أحداث الانعكاس القطبي نادرة، وتحدث عادة كل 300 ألف عام.
وتؤكد وكالة ناسا أن الكوكب ليس على وشك حدوث انعكاس آخر حاليا، على الرغم من أن الدراسات الجارية لتقلبات الغلاف المغناطيسي تساعد العلماء على فهم ديناميكياته بشكل أفضل.