أخطر مما يُعتقد.. أسرار جديدة عن العواصف المغناطيسية
تم تسجيل حوادث محدودة بالماضي عن تأثيرات العواصف المغناطيسية، ولكن دراسة جديدة أثبتت أن الأخطار باتت أكبر مما كان يعتقد
قالت دراسة أمريكية جديدة، إن خطر العواصف المغناطيسية التي تأتي من الشمس وتصل الأرض أكبر مما كان يعتقد.
ويشار إلى العواصف المغناطيسية دائما على أنها ذات تأثير محدود على الأرض، إلا أن الدراسة المنشورة، الإثنين الماضي، في دورية "Nature Physics" كشفت أن تلك العواصف الشمسية يمكن أن تنشأ أقرب إلى الأرض أكثر مما كان يعتقد سابقًا، متداخلة مع مدارات الطقس الحرج، والاتصالات و الأقمار الصناعية وأجهزة إشارات التموضع والتوجيه GPS.
وتنشأ تلك العواصف المغناطيسية بسبب "الأيونات والإلكترونات" التي تطلقها الشمس نتيجة تفاعلها النووي وتُعرف باسم "الرياح الشمسية"، تجاه الأرض المحمية بالغلاف الجوي المشحون بالغيوم، ويحدث تداخل بين الرياح الشمسية والمجال المغناطيسي للأرض، مما يتسبب في ظاهرة "الشفق القطبي" الشهيرة.
وفي بعض الأوقات تكون تلك الرياح أو العواصف الشمسية شديدة لدرجة اختراق الغلاف المغناطيسي المحيط بالأرض، مما يتسبب في توليد عواصف مغناطيسية ذات تيارات كهربائية قوية يمكن أن تؤثر على حياتنا على كوكب الأرض.
وكان يعتقد أن تأثير هذه العواصف المغناطيسية يقتصر على أنوار الشفق القطبي المبهرة وأن تأثيرها نادر على المركبات الفضائية والشبكات الكهربائية والاتصالات اللاسلكية، حيث تم تسجيل حوادث محدودة في هذا الإطار، ولكن الدراسة الجديدة أثبتت أن الأخطار باتت أكبر مما كان يعتقد.
وأظهرت الملاحظات الحديثة التي أجرتها عدة أقمار صناعية أن العواصف المغناطيسية يمكن أن تبدأ في مكان أقرب بكثير إلى الأرض مما كان يعتقد سابقًا، ولاحظت أقمار ناسا الثلاثة (ثيميس) موقع إعادة التوصيل المغناطيسي على بعد حوالي ثلاثة إلى أربعة أقطار أرضية، وهو الموقع الذي لم يتوقعه الباحثون حيث يوجد المجال المغناطيسي المستقر نسبيًا بالقرب من الأرض.
وفي وقت لاحق، اكتشف قمر صناعي للطقس، كان أكثر قربا من الأرض، جزيئات نشطة مرتبطة بالعواصف المغناطيسية في مداره. وأثبت القمر الصناعي أن عملية إعادة الاتصال القريبة من الأرض حفزت تسارع الأيونات والإلكترونات في الطاقات العالية، مما يشكل خطراً على مئات الأقمار الصناعية العاملة في هذا المدار المشترك.
ويمكن لتلك الجزيئات النشطة أن تلحق الضرر بالإلكترونيات والحمض النووي البشري، مما يزيد من خطر التسمم الإشعاعي والسرطان لرواد الفضاء، ويمكن لبعض الجزيئات أن تدخل الغلاف الجوي وتؤثر على ركاب الخطوط الجوية.
ويقول د. أنجلو بولوس، من معهد الجيوفيزياء والفيزياء الفضائية بجامعة كاليفورنيا الأمريكية والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن هذه النتائج ستساعد العلماء في نهاية المطاف على تحسين النماذج التنبؤية لكيفية استجابة الغلاف المغناطيسي للرياح الشمسية، مما يوفر ساعات إضافية ثمينة أو حتى أيام لإعداد الأقمار الصناعية ورائد الفضاء.