"العين الإخبارية" داخل مهرجان فيينا للفيلم.. ليالي أٌنس في حضرة الفن
كل عام، لأكثر من ٣ عقود، حول مهرجان الفيلم باحة مبنى بلدية فيينا إلى مدرج يعج بالحب والبهجة في تفاعل فريد بين الثقافة والمطبخ.
ومع انطلاق عطلة الصيف، يبدأ مهرجان فيينا للفيلم في باحة مبنى البلدية التاريخي، بعرض أفلام وتسجيلات للحفلات الموسيقية من أوبرا المدينة صاحبة الشهرة العالمية، وموسيقى البوب والجاز.
ولا يقدم المهرجان المتعة السمعية والبصرية، بمقابل مادي، إذ أن الدخول المجاني واحد من أبرز نقاط قوته.
وعلى مدار الفترة بين أول يوليو/تموز، وأول سبتمبر/أيلول، يستمتع الزوار ببرنامج فني وموسيقي فريد. لكن مهرجان هذا العام ركز على أهم وجوه الموسيقى في النمسا والعالم؛ قديما وحديثا، وخاصة رولينج ستونز، وفالكو، وكوين، وتينا تورنر، وإيمي واينهاوس، وكاتي بيري، وويلي ريسيتاريتس.
كما يمنح المشاهد فرصة مشاهدة عروض مسجلة من أوبرا فيينا مثل "دون جيوفاني" أو "كارمن" أو "لا ترافياتا"، عبر شاشة عملاقة يتقدمها مدرج خشبي كبير يشبه مدرجات صلات الألعاب الرياضية وملاعب كرة القدم.
لكن هناك الكثير من الأحداث بعيدا عن الشاشة العملاقة، إذ تستأنف مهرجان أوبرا الأطفال عروضه في حديقة راثاوس بارك الملاصقة لمبنى البلدية، بعد استراحة لمدة عامين. فيما تصدح موسيقى هادئة كل يوم أحد في المكان.
وتجري فعاليات الدورة الـ32 لمهرجان فيينا للفيلم، وهو أكبر مهرجان ثقافي في أوروبا، في الفترة بين 2 يوليو/تموز و4 سبتمبر/أيلول 2022.
وبالتوازي مع إثارة الأفلام، ومتعة الموسيقى، يقدم مهرجان فيينا أيضا أكبر تجمع للأطعمة من حول العالم، إذ تتواجد أكشاك تبيع أطعمة تمثل دولا من القارات المختلفة.
وإن كنت تفضل الأكلات المحلية مثل النقانق أو ترغب في رحلة طعام حول العالم مع البرغر والكاري والسلطانيات والكالاماري، فإن مهرجان فيينا يعج بها جميعا.
وتعد الفطائر اليونانية جزءا من تجمع الأطعمة العالمية المعروضة مثل شرائح اللحم الأمريكية والتيبانياكي من اليابان. وهناك أيضا مجموعة واسعة من الأطباق النباتية والنباتية.
ومساء السبت، زارت "العين الإخبارية" مهرجان الفيلم في فيينا، في ظل توجد مئات الزوار من دول عدة، وازدحام المقاهي وكراسي أكشاك الطعام المحتلفة بالرواد.
وأمام مبنى البلدية، كانت الشاشة العملاقة تعرض حفلة مسجلة لفريق غنائي ألماني شهير يدعى "Die Toten Hosen"، وتأسس في عام 1982، كما يحظى بشعبية جارفة في الدول الناطقة بالألمانية.
وظهرت شعبية الفريق في تفاعل زوار مهرجان الفيلم في فيينا مع الأغاني، والترديد الصاخب لكلماتها، والتمايل على وقع أنغام موسيقاها.
وقال توماس شنايدر، مواطن أربعيني نمساوي، "أحرص على القدوم إلى هنا أسبوعيا.. الأجواء جميلة وصاخبة.. أشهر أن المدينة تتجمع هنا في المساء".
وتابع لـ"العين الإخبارية"، "اختيار الموسيقى والعروض الفنية أكثر من رائع، كما أن أكشاك الطعام تقدم تشكيلة واسعة من الأطعمة الجديدة التي يود المرء تجربتها جميعا".