فيتنام سحقت جائحة "كورونا" لكنها تواجه اختبارا اقتصاديا قاسيا
فيتنام نجحت في تسوية منحنى فيروس كورونا ولكنها تواجه اختبارا اقتصاديا صعبا مع تعليق السياحة والغموض الذي يكتنف مستقبل البلاد
يبدو أن فيتنام لم تنجح فقط في "تسوية منحنى" فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بل سحقته، ولكنها تواجه الآن اختبارا اقتصاديا قاسيا في ظل الغموض الذي يكتنف مستقبل البلاد مع تعليق السياحة.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الأربعاء، إن فيتنام لم تعلن عن حالات وفاة، وقد استقرت أعداد الحالات الرسمية عند 271 فقط، ولم يبلغ عن أي إصابات بالفيروس في الأسبوعين الماضيين.
وأشارت إلى أنه في 23 أبريل/نيسان الماضي خففت البلاد من الإغلاق في مدنها الرئيسية وعادت الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، في تناقض صارخ مع العديد من الدول الأخرى بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث تجاوزت أعداد الوفيات بالفيروس حصيلة القتلى الأمريكيين في حرب فيتنام.
كما أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية في فيتنام كيدونج بارك باستجابة البلاد للأزمة، بعد اتخاذ الحكومة إجراءات مبكرة حاسمة، على غرار استجابتها لفيروس "سارس" في عام 2003، أثبتت أنها أكثر فعالية.
وأوضحت الصحيفة أن عزل عشرات الآلاف في معسكرات ذات طابع عسكري وإجراءات تتبع المخالطين القوية ساعدت على تجنب الكوارث التي تتكشف في أوروبا والولايات المتحدة.
وبعد اختبار أكثر من 213 ألف شخص، تتمتع الدولة بأعلى نسبة اختبار لكل حالة مؤكدة في العالم، حيث ساعدت حملة إعلامية شعبية إبداعية تضم أغاني غسل أيدٍ وفن على غرار الدعاية.
وللتخفيف من خطر تفشي وباء جديد في فيتنام، لا يزال ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة إلزاميا ويحظر تجمع أكثر من 30 فردا، وكذلك المهرجانات والاحتفالات الدينية والأحداث الرياضية.
ورجحت الصحيفة أن العواقب الاقتصادية من المحتمل أن تؤثر على قرار الحكومة بإنهاء الإغلاق في 23 أبريل/نيسان، حيث لا تزال العديد من الخدمات غير الأساسية مثل المطاعم ونوادي الكاريوكي مغلقة والبعض لن يتعافى أبدا.
ولفتت إلى رفع القيود المفروضة على المتاجر والفنادق والمطاعم، ولكن في دولة تشكل السياحة فيها 6٪ من الناتج المحلي الإجمالي، يبدو المستقبل غامضا بشكل متزايد؛ لا سيما عندما لا يكون لدى أحد فكرة واضحة عن موعد إعادة فتح الحدود.
وأفاد تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية الشهر الماضي بأن ما لا يقل عن 10 ملايين فيتنامي ربما يفقدون وظائفهم أو يواجهون انخفاض الدخل في الربع الثاني من عام 2020.
ويتوقع صندوق النقد الدولي معدل نمو بنسبة 2.7٪ لفيتنام في عام 2020، بانخفاض نحو 7٪ عن العام الماضي.
وفي أوائل أبريل/نيسان، أعلنت الحكومة عن حزمة دعم 2.5 مليار دولار للفقراء في فيتنام، مع حصول الفئات الأكثر ضعفا على 76 دولارا في الأسبوع وهناك ماكينات آلية تصرف أرزا للفقراء.
وعن هذا يقول نجوين فان ترانج، وهو خبير اقتصادي في هانوي، إن الطريق أمامنا يبدو مشؤوما، و"هناك قرارات صعبة للغاية لا تزال تنتظر كيفية ووقت إعادة فتح البلاد".
وأضاف: "على الرغم من المخاطر الخارجية، بدأت فيتنام في استعادة قطاعات التصنيع والخدمات والبيع بالتجزئة. والمرونة الداخلية ضخمة. لقد نجا جزء كبير من السكان من المصاعب خلال الحرب، لذلك سيكونون قادرين على التعافي بسرعة كبيرة".
ومع ذلك، يبدو الوضع قاتما بالنسبة لبعض أكثر الفئات ضعفا في فيتنام، فمع تحول الانتباه نحو الوباء، تضررت المنظمات غير الحكومية بشدة.
وبغض النظر عما يخبئه المستقبل، يبدو أن فيتنام، التي يبلغ عدد سكانها 96 مليون نسمة، قد احتوت الفيروس، ولكن المعركة ضد (كوفيد-19) لا تزال مستمرة وموجة التفشي التالية ممكنة دائما.
ويكافح العالم في الوقت الراهن من أجل السيطرة على تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد الوفيات حول العالم، الأربعاء، إلى 259 ألفا و432، وبلوغ عدد المصابين نحو 3.8 مليون شخص، بينما تعافى 1.26 مليون شخص.
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny41OCA=
جزيرة ام اند امز