"ميركاتو الحرب".. هل ينقذ "تاجر الموت" الروسي معتقليْن أمريكييْن؟
مصير أمريكييْن محتجزين بروسيا قد يتوقف على قرار واشنطن بشأن تاجر سلاح روسي، في "ميركاتو" يمضي على هامش التوتر شرقي أوروبا.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ذكرت أن فيكتور بوت (55 عاما)، هو مترجم عسكري سابق بالاتحاد السوفيتي، وقد أصبح شخصية دولية في النقل الجوي بعد انهيار الشيوعية.
وحاليا يقضي حكما بالسجن لمدة 25 عاما بسجن متوسط الحراسة في ولاية إلينوي بتهمة قتل أمريكيين وبيع أسلحة إلى "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك/ متمردون).
ولطالما دفع الكرملين من أجل إطلاق سراح بوت الملقب بـ"تاجر الموت"، واصفا إدانته بـ"الظلم الكبير". وخلال الأسابيع الأخيرة، أشارت تقارير إعلامية في روسيا إلى أنه قد يتم تبادله مع لاعبة السلة بريتني غرينر والجندي السابق بالبحرية الأمريكية بول ويلان.
والجمعة، مثلت غرينر أمام محكمة روسية في اتهامات تتعلق بالمخدرات، أما ويلان، فقد ألقي القبض عليه ووجهت له تهمة التجسس عام 2018 ووصف المحاكمة بـ"المدفوعة سياسيا"، وفق الصحيفة.
ورفض المسؤولون الأمريكيون الإفصاح عما إذا كانت إدارة جو بايدن تسعى لإجراء تبادل للسجناء يتضمن غرينر وويلان.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أطلق سراح سجين أمريكي آخر محتجز في موسكو – الجندي السابق بالبحرية تريفور ريد – عندما تمت مبادلته مع روسي مدان في الولايات المتحدة.
اعتقال بوت
واعتقل بوت في تايلاند عام 2008 بعدما أمضى سنوات في التهرب من مذكرات الاعتقال الدولية وتجميد الأصول.
وقال المدعي العام إريك هولدر عندما أدين بوت بنيويورك في عام 2011: "اليوم، يحاسب أحد أبرز تجار السلاح في العالم على ماضيه القذر".
وركزت المحاكمة في مانهاتن على دور بوت في تزويد "فارك" بالأسلحة، وهي جماعة تتبع الأيديولوجية الماركسية اللينينية وشنت تمردا طويل الأمد في كولومبيا.
وقالت الولايات المتحدة، التي عملت مع السلطات التايلاندية للقبض على بوت، إن تلك الأسلحة استهدفت قتل الأمريكيين.
ويتمتع بوت بتاريخ أطول بتجارة الأسلحة في بعض أخطر وأفقر الأماكن في العالم، وربطته علاقة مع حركة طالبان في التسعينيات، والتي بسببها وصفته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عام 2002 بـ"دونالد ترامب أو بيل جيتس" تجارة الأسلحة.
ويعرف أيضا أن له علاقة برئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور والليبي الراحل معمر القذافي.
لماذا تهتم به موسكو؟
نفى بوت نفسه الاتهامات الموجهة ضده، حيث قال لـ"واشنطن بوست" في 2002، إنه ببساطة رجل يعمل "بمجال النقل الجوي"، وأن الاتهامات الموجهة ضده بدت كـ"فيلم حركة في هوليوود".
وعلانية على الأقل، أكد المسؤولون الروس أن بوت كان رجل أعمال استهدف ظلما لأسباب سياسية، وأصبح كما المشاهير في روسيا، حيث عرضت المباني الحكومية أعماله الفنية التي أنتجها بالسجن العام الماضي.
ولطالما رجحت مصادر خارجية أن بوت ربطته علاقات بالحكومة الروسية مكنته من وضع قدمه بعالم تهريب الأسلحة الدولي.
علاقة الأمريكييْن؟
نظريًا، لا توجد صلة بينهم. وفي الواقع، هناك وجه مقارنة بسيط بين الاتهامات الهائلة ضد بوت والاتهامات البسيطة ضد غرينر.
وألقي القبض على اللاعبة الأوليمبية الحائزة على الميدالية الذهبية مرتين منذ أربعة أشهر، بتهمة حيازة زيت القنب لدى عودتها للعب لفريق روسي، وبدأت محاكمتها الجمعة.
وفي حين اعتقل ويلان قبل ثلاثة أعوام بتهمة التجسس، قالت عائلته وأصدقاؤه إنه من غير المعقول أن تكون الاتهامات صحيحة. وفي 2020، قال المسؤولون الأمريكيون إن إدانته "استهزاء بالعدالة".
لكن قالت عائلة وأنصار غرينر وويلان إنهم يأملون بالتوصل لاتفاق مع موسكو يمكن بموجبه إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين مقابل بوت، ولديهم سبب وجيه للاعتقاد بأنه يمكن التوصل لاتفاق.
ففي أبريل/نيسان الماضي، وافقت الحكومة الأمريكية على تبادل للأسرى شهد إعادة جندي البحرية السابق تريفور ريد من روسيا مقابل كونستانتين ياروشينكو، الطيار الروسي الذي كان يقضي عقوبة بالسجن 20 عاما بولاية كونيتيكت بتهمة تهريب المخدرات.
وبالرغم من أن عمليات تبادل الأسرى هذه بين واشنطن وموسكو غير معتادة، فهي ليست غير مسبوقة، إلا أنه تمت في 1986 مبادلة الصحفي الأمريكي المسجون نيكولاس دانيلوف مع عالم الفيزيا السوفيتي جينادي زاخاروف.
وقال دايفيد ويلان إن عائلته ليست على دراية بأي مناقشات عن تبادل، لكنهم لم يتوقعوا أن يتلقوا معلومات على أية حال.