رحلة عمرها 2343 يوما.. فينيسيوس جونيور من السخرية إلى المجد في ريال مدريد
يجني البرازيلي فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد الإسباني، في الفترة الأخيرة ثمار رحلة من النضال والعمل داخل ملعب سانتياغو برنابيو.
وحصل فينيسيوس جونيور الأسبوع الماضي، على جائزة أفضل لاعبي العالم "ذا بيست" من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
تلى ذلك اختيار فينيسيوس جونيور كأفضل لاعبي كأس القارات للأندية 2024، واللاعب الأفضل في المباراة النهائية ضد باتشوكا المكسيكي.
من جانبها، سلطت صحيفة "ماركا" الإسبانية الضوء على رحلة فينيسيوس مع ريال مدريد والتي اتسمت بمراحل صعود وهبوط عديدة على مدار 2343 يوماً منذ انتقاله في صيف 2018 من فلامنغو البرازيلي إلى بطل أوروبا.
وعانى الجناح البرازيلي كثيراً في بداياته وسنواته الأولى، سواء بسبب الهتافات العنصرية أو إهدار الفرص، ما جعله في أوقات عديدة مثار للسخرية من جماهير فريقه أنفسهم.
إلا أن أفضل لاعب في العالم أوفى بوعده الأول لجماهير ريال مدريد وإدارته عند تقديمه قبل أكثر من 6 سنوات حين قال "لن أخذلكم".
بداية، فإن صاحب الرهان الأول على فينيسيوس كان فلورنتينو بيريز رئيس النادي، الذي قال عنه وهو في الـ16 من عمره: "إنه مقدر له أن يكون أحد عظماء العصر الجديد".
ويقول فينيسيوس جونيور: "جئت إلى ريال مدريد أفضل ناد في العالم، وهناك من نظر لي بازدراء لفترة طويلة، لكني لم أستسلم أبداً".
الموسم الأول
بدأ فينيسيوس جونيور مسيرته مع ريال مدريد بين الفريقين الأول والرديف، ومع الأخير سجل 4 أهداف في 5 مباريات.
لكن الأرجنتيني سانتياغو سولاري مدرب الفريق الأول آنذاك، راهن عليه بشدة وأصر على وجوده في الفريق الأول، لكن إصابته في مارس/ أذار عطلته قليلا.
فينيسيوس في عصر زيدان
لعب فينيسيوس جونيور موسميه الثاني والثالث من 2019 إلى 2021 تحت الإمرة الفنية لأسطورة الريال، الفرنسي زين الدين زيدان.
وزادت حدة الانتقادات في الموسم الثاني 2019-2020 على اللاعب الذي ينظر إليه على أنه بديل هداف النادي التاريخي، البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ولم يكن فينيسيوس أساسياً بصورة منتظمة، وأدى الضغط الكبير على اللاعب في انخراطه في البكاء بعدما سجل هدفا ضد أوساسونا في 25 سبتمبر/ أيلول 2019.
وقتها سخر منه خواكين لاعب ريال بيتيس، وكان البرازيلي معرضاً للخروج من العاصمة في سوق الانتقالات الصيفية أو حتى الشتوية.
وقتها بدأ ارتباط فينيسيوس بالانتقال إلى باريس سان جيرمان الفرنسي الذي قيل أنه يتابعه لاستعارته في يناير/ كانون الأول.
لكن في الموسم الثاني منح زيدان ثقة أكبر للبرازيلي، إلا أنه بقي يعاني وانتشرت وقتها محادثة الفرنسي كريم بنزيما الشهيرة مع فيرلان ميندي في نفق غرف الملابس خلال فترة ما بين شوطي مباراة الريال ضد بروسيا مونشنغلادباخ الألماني في دوري أبطال أوروبا.
وقتها قال بنزيما: "إنه يفعل ما يريد يا أخي - يحدث ميندي - لا تلعب له، إنه يلعب ضدنا".
ومع ذلك، بدد فينيسيوس الشكوك حوله في ربع نهائي الكأس ذات الأذنين حين سجل هدفين في فوز 3-1 على ليفربول، وتلقى الثناء من الألماني يورغن كلوب مدرب الريدز حينها.
فينيسيوس في عصر أنشيلوتي
حدث أكبر تطور لفينيسيوس جونيور مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدرب الحالي الذي تولى المهمة في صيف 2021 خلفاً لزيدان.
واعتمد أنشيلوتي في مستهل رحلته مع الريال على الثلاثي، الويلزي غاريث بيل والبلجيكي إيدين هازارد وكريم بنزيما.
لكن تسجيل فينيسيوس لهدفين في أول 3 جولات، حوله للاعب أساسي في وقت كانت تتراجع فيه أسهم بيل وهازارد.
وبمرور الوقت انفجر فينيسيوس مع أنشيلوتي، فقدم 20 تمريرة حاسمة وسجل 22 هدفاً، أبرزها هدف التتويج بدوري أبطال أوروبا ضد ليفربول في النهائي الباريسي.
وفي موسم 2022-2023، أدى عدم قدوم الفرنسي كيليان مبابي إلى الريال وخداعه لإدارة بيريز في تقوية موقف فينيسيوس كنجم ريال مدريد الأول، وهو ما تُرجم في مطلع موسم 2023-2024، من خلال عقد جديد يستمر حتى 2027، يتضمن راتبا مرتفعا قيمته 20.83 مليون يورو، وشرطا جزائيا بقيمة مليار يورو.
وزادت الأرقام التهديفية لفينيسيوس جونيور، حيث سجل 23 هدفاً وصنع 21 أخرى، لكن الأمر السلبي الذي صاحب ذلك، هو زيادة عصبيته ودخوله في مشاحنات مع الجماهير، ما أدى إلى إشهار 16 بطاقة صفراء في وجهه.
وفي الموسم الماضي، تولى فينيسيوس دفة هجوم ريال مدريد بدون شريكه الفرنسي السابق بنزيما، وبالفعل نجح البرازيلي في تسجيل 24 هدفاً، وزاد تأثيره وبريقه وسماته القيادية داخل الفريق.
رغم ذلك، فإن التوتر لم يتوقف ومشاحناته الجماهيرية بقيت مستمرة، لكنه في المقابل أصبح رئيساً للجنة محاربة العنصرية في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
ومن جديد، أثبت فينيسيوس عشقه للمباريات الكبرى حين سجل هدفا في نهائي التشامبيونز ليغ ضد بروسيا دورتموند الألماني، ليقود فريقه للقب الكأس ذات الأذنين للمرة الثانية في 3 سنوات.
وفي الموسم الحالي ورغم قدوم كيليان مبابي، فإن البرازيلي يبقى هداف الفريق الأول بـ14 هدفاً، إلى جانب تحقيقه جائزة "ذا بيست" بعد خيبة أمله في التتويج بالكرة الذهبية من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية.