بالصور.. رحلة فرار عائلة من جحيم "انقلاب ميانمار"
سردت عائلة من ميانمار لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، معاناتها أثناء الهروب من جحيم الانقلاب العسكري إلى ولاية هندية على حدود البلاد.
وهربت الزوجة من منزلها في ميانمار في إحدى الليالي أول مارس/آذار الجاري مع زوجها وابنتها ذات الخمسة أعوام، ولم يحملوا معهم سوى بضع قطع من الملابس وبعض المال للطوارئ.
كانت تلك العائلة تتحرك بسرعة ولكن بحرص عبر جبال المنطقة الغربية للبلاد، خاصة أن الأم حامل في شهرها السادس، وزوجها ضابط شرطة ترك عمله بسبب الحملة القمعية العسكرية العنيفة.
وسافرت العائلة خلال الليل للتخفي بعيدًا عن أنظار الدوريات العسكرية، واعتمدوا طرقًا غير مأهولة خلال ساعات النهار. وقد تمكنوا من عدم كشف أمرهم طوال مسافة 177 كيلومترًا تقريبًا حتى اليوم الثالث لرحلتهم الشاقة، بينما كانوا يقتربون من حدود ميانمار الهند.
وقالت السيدة (36 عامًا) لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بدون ذكر اسمها حرصًا على سلامتها، إنهم "كانوا يبحثون عنا في بلدتنا.. وعندما كدنا نعبر الحدود، طاردنا رجال شرطة ميانمار".
ركضت العائلة، وتمكنت من العبور إلى ولاية ميزورام الواقعة شمالي الهند، والوصول إلى بر الأمان.
فالسيدة وزوجها وابنتهما هم ثلاثة من بين 400 مواطن من ميانمار على الأقل، بينهم ضباط شرطة، ومسؤولون حكوميون، ومدنيون، هربوا إلى الولاية الهندية منذ الانقلاب العسكري في ميانمار الشهر الماضي، بحسب كبير وزراء ميزورام، بو زورامثانجا.
ومنذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة في الأول من فبراير/شباط، شن حملات قمعية ضد الأصوات المعارضة بوحشية متزايدة.
وقتل 275 محتجًا على الأقل، بينهم العشرات من المراهقين والشباب، بحسب "جمعية مساعدة السجناء السياسيين". كما سجن ما يصل لـ2400 شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وطبقًا لـ"سي إن إن" الأمريكية، يصعب التنقل في تلك التضاريس الوعرة بين ميانمار وميزورام، لكن الفارين من ميانمار على النشطاء للعبور بسلام إلى الهند.
والآن، يجرى إيواء الكثيرين من قبل الأقارب والسكان المحليين في ميزورام، الذين يتشاركون معهم صلات ثقافية وثيقة.
وقال زورامثانج، أحد المسؤولين المحليين في ميزورام، إن "حكومة الولاية لن تعيدهم من وجهة نظر إنسانية.. عندما يدخل شخص ما الأرض، حدود البلاد، خوفًا على حياتهم، لا يمكننا ببساطة إعادتهم. إنهم ليسوا مجرمين".
ولم تعلن الحكومة الفيدرالية الهندية ما ستفعله مع الوافدين الجدد، وما إن كانت ستمتثل لطلبات السلطات البورمية لترحيل الضباط الهاربين.
وقالت السيدة التي فرت مع زوجها وابنتها، إنه "لا يمكننا أن نقول أو نفعل أي شيء بحرية، سنعيش في خطر.. إن كانت بلادنا سلمية، نحن مستعدون للعودة.. وإن لم تكن كذلك، لا طريق للعودة".
وتعيش الأسرة الآن -بحسب "سي إن إن"- في غرفة واحدة بملجأ مؤقت، ولا يوجد فراش، لكن العائلة تفترش قطع ملابس تضعها على مشمع على الأرض، مع عدد قليل من الوسائد والبطاطين يتشاركونها معًا".
وتضيف الشبكة الأمريكية راصدة معاناة تلك الأسرة :" لا يوجد بالغرفة أثاث.. إلا طاولة صغيرة تغطيها مقتنياتهم المحدودة، وهي عبارة عن: حقيبة ظهر، زجاجات مياه، وخوذة دراجة بخارية".
وأوضح العديد من ضباط الشرطة الذين هربوا إلى ميزورام الهندية إنهم لم يتمكنوا من الامتثال للأوامر الوحشية بالقتل.
وقال ضابط سابق، لشبكة "سي إن إن"، إنه "عندما يتجمع أكثر من خمسة محتجين ولا يمكننا فض التجمع، لدينا أوامر بإطلاق النار.. لا أريد الخدمة تحت سيطرة ديكتاتوريين عسكريين، لذا هربت من قوة الشرطة.. لا أريد سفك دماء المدنيين".
وأضاف عريف الشرطة أنه "عمل بالقوة لمدة 28 عامًا، بما في ذلك الفترة تحت الحكومة العسكرية السابقة، قبل إصلاحات عام 2011".
وتابع: "بعدما خدمت في حكومة ديمقراطية، لم أتمكن من إقناع نفسي لخدمة ديكتاتور مجددًا.. لقد تلقيت أوامر من رؤسائي بقتل المحتجين.. لا يمكنني قتل أبناء البلد الأبرياء.. حتى إن لوائح الشرطة تحظر ذلك، لذا عصيت الأوامر، وانضممت للاحتجاجات، وهربت أخيرًا إلى ميزورام".
ولم تتمكن "سي إن إن" من التحقق بصورة مستقلة من المزاعم التي أدلى بها الضباط السابقون أو السيدة.
وتواصلت الشبكة مع سفارة ميانمار من أجل التعليق، لكن لم تتلق أي ردود.
وتساعد شبكة من النشطاء والأقارب من جانبي الحدود في تسهيل هروب أبناء ميانمار.
وقال أحد النشطاء إنهم ساعدوا حوالي 270 شخصًا في الدخول إلى الولاية الهندية منذ الانقلاب.
وعادة ما تستغرق الرحلة أيام، لكن الفترة تعتمد على المكان الذي ينطلق منه الهاربون، كما أنهم يحتاجون وقتًا إضافيًا لتفادي الدوريات العسكرية، وأحيانا يتم ذلك باتخاذ طرق ملتوية، بحسب ما قاله الناشط.
وأضاف: "أخطر شيء هو أن ترصدهم دوريات الشرطة أو الجيش.. ننقلهم خلال الليل، ونختبئ متى ما تطلب الأمر".
وبحسب "سي إن إن" فإنها أخفت أسماء الناشط والضباط السابقين حرصًا على سلامتهم.
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg جزيرة ام اند امز