القارة البكر وأزمات الطاقة.. قائمة أكبر منتجي الغاز في أفريقيا
قبل عقدين، لم يكن الغاز الطبيعي في أفريفيا مصدرا رئيسا للدول المنتجة له بسبب الكميات الشحيحة، والتي لا تستحق عناء الاستثمار فيها.
اليوم، تعيش القارة السمراء واقعا مغايرا تماما عما كانت عليه، بل إنها أصبحت قبلة أوروبا لسد حاجتها من الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة الأخرى، في وقت تعاني القارة العجوز من ضعف وفرة الغاز بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
يبلغ متوسط الطلب السنوي لقارة أوروبا من الغاز (باستثناء روسيا)، نحو 470 مليار متر مكعب سنويا، من إجمالي الطلب العالمي البالغ نحو 3.85 مليارات متر مكعب سنويا.
واليوم، بدأت عديد دول أوروبا تحج إلى أفريقيا بحثا عن الغاز الطبيعي والمعادن، في محاولة للانفكاك عن مصادر الطاقة والثروات المعدنية الأخرى القادمة من روسيا.
إنتاج الغاز في أفريقيا
وخلال العام الماضي، بلغ إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في القارة الأفريقية حوالي 270 مليار متر مكعب، وهو حجم زاد بأكثر من 80% في العقدين الماضيين.
وسجلت الجزائر أكبر إنتاج للغاز الطبيعي في إفريقيا خلال العام الماضي، حيث بلغ إنتاجها حوالي 131 مليار متر مكعب قياسي بزيادة نحو 20% عن أرقام عام 2020 بحسب بيانات وزارة الطاقة الجزائرية.
والجزائر، التي حققت أكثر من 4 اكتشافات لمصادر الطاقة التقليدية على أراضيها خلال العام الجاري، تتجه لتكون مصدرا رئيسا لعديد دول أوروبا، فهي اليوم مصدر رئيس لفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبدرجة أقل البرتغال.
في المرتبة الثانية بعد الجزائر، تأتي مصر التي عادت بقوة إلى سوق الغاز الطبيعي بفعل اكتشافات في البحر المتوسط، إذ بلغ إنتاج الغاز في 2021 نحو 62.5 مليار متر مكعب، يفوق قليلا حاجتها السنوية.
في المرتبة الثالثة، تأتي نيجيريا التي أنتجت خلال العام الماضي قرابة 52 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ولديها خطط طموحة لزيادة الإنتاج لأكثر من 70 مليار متر مكعب سنويا.
مشاريع جديدة
ليس هذا فحسب، بل إنها دخلت في مباحثات متقدمة لمد خط أنبوب غاز يصل الجزائر ومن الجزائر إلى أوروبا لتسوق غازها الفائض للقارة العجوز.
بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية و "STATISTA"، تضم إفريقيا ما يقرب من 8% من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في العالم.
بشكل عام، يركز منتجو الغاز الأفريقيون الرئيسيون أيضا على أكبر الاحتياطيات في القارة؛ نيجيريا على سبيل المثال، سجلت حوالي 200 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي في عام 2021.
ومع ذلك، بصرف النظر عن الدول المنتجة الرئيسية في القائمة، كانت دول أفريقية أخرى تتقدم كلاعب محتمل في صناعة الغاز الطبيعي، وهي موزمبيق، التي صعدت، بسبب الاكتشافات الحديثة، كثالث أكبر مالك لاحتياطيات الغاز الطبيعي في إفريقيا.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف المشاريع القادمة في دول مثل السنغال وإثيوبيا إلى زيادة إنتاج القارة وتصدير الغاز.
وبسبب وفرة احتياطيات الغاز الطبيعي، من المتوقع أن تزيد إفريقيا من مكانتها في السوق العالمية في السنوات القادمة؛ وبحلول عام 2050، قد يرتفع حجم الغاز المُصدَّر من القارة بمقدار ثلاثة أضعاف.