"الضرائب القاتلة" تحرق كولومبيا.. حكاية إصلاحات مثيرة للشغب
جاء رد الشعب الكولومبي عنيفا، عقب رفض الحكومة صرف حزمة تحفيز اقتصادي جديدة وفرض إصلاحات ضريبية، مما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى.
وسرعان ما وجدت قوات الشرطة أمس الأربعاء، نفسها محاصرة بنحو 50 ألفا من المحتجين على خفض البدلات الضريبية وزيادة ضريبة الدخل لبعض الفئات وإلغاء إعفاءات ضريبة القيمة المضافة لعدد من السلع والخدمات، بالإضافة إلى أمور أخرى.
ومع اشتعال الاحتجاجات أصيب عشرات الأشخاص عندما اشتبك متظاهرون كانوا يحتجون ضد خطط الإصلاح الضريبي، مع الشرطة في مدن عدة بجميع أنحاء البلاد.
وقال وزير الداخلية دانييل بالاسيوس يوم الأربعاء إن إجمالي 42 شرطيا أصيبوا في أعمال العنف، وألقي القبض على 40 مشتبها بهم.
كما هوجمت العديد من السيارات والحافلات وتعرضت عدة محطات للحافلات للتخريب في العاصمة بوجوتا وفي مدينة كالي.
وفي تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أدان رئيس كولومبيا إيفان دوكي ما أسماه "أعمال التخريب".
وذكرت صحيفة "إيل تيمبو " أن نحو 50 ألفا من مواطني كولومبيا خرجوا إلى الشوارع في مدن مختلفة في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية .
ولم يردع الحظر القضائي وجائحة فيروس كورونا المتظاهرين عن الاحتجاج على الإصلاحات المثيرة للجدل.
وتهدف الإصلاحات إلى المساعدة في التعويض عن العجز في ميزانية الدولة الناجم عن أزمة الفيروس.
وتشهد كولومبيا حاليا واحدة من أصعب المراحل منذ بداية الجائحة.
وتم تسجيل ما إجماليه 19745 حالة إصابة بالفيروس أمس الأربعاء . وبالإضافة إلى ذلك، أبلغت السلطات الصحية عن 490 حالة وفاة على مدى الـ24 ساعة الماضية بكوفيد-19 وهو أعلى رقم تم تسجيله منذ بداية الجائحة في مارس/آذار 2020.
فائدة ثابتة وتحفيز مرفوض
كانت الحكومة الكولومبية تأمل في نجاح خطة الإصلاح الاقتصادي لتخطي أزمة فيروس كورونا، ولكن الشعب رفض الإصلاحات الضريبية، خاصة بعدما صوت البنك المركزي الكولومبي بالإجماع على رفض دعوات تطالب بمزيد من حزم التحفيز، منهيا حالة الانقسام بين أعضاء مجلسه في اجتماعي السياسة النقدية السابقين.
ووفقا لوكالة بلومبرج للأنباء، أبقى البنك يوم الجمعة 26 مارس/آذار الماضي سعر فائدته الرئيسية عند 1.75%، وهو مستوى متدن بشكل قياسي، للشهر السادس على التوالي، بما يتماشى وتوقعات المحللين.
وخلال اجتماعي ديسمبر/كانون الأول، ويناير/كانون الثاني، دللت أقلية تمثلت في اثنين من صانعي السياسة على الحاجة إلى تحفيز إضافي لتعزيز التعافي الاقتصادي الضعيف.
وتوقف التعافي مطلع العام، بينما ظل التضخم قرب أدنى مستوياته منذ الخمسينيات.
كما تعتزم كولومبيا بدء تطبيق خطة للإصلاح الهيكلي للاقتصاد، في حين من المتوقع نمو الاقتصاد بمعدل 5% خلال العام الجاري.
استثمارات من "أي مكان"
قال الرئيس الكولومبي إيفان دوك خلال مؤتمر اقتصادي مطلع مارس/آذار الماضي إن بلاده تعتبر الولايات المتحدة شريكها التجاري الأساسي لكنها تحتاج إلى توسيع علاقاتها التجارية مع دول أخرى مثل الصين وروسيا والهند.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن الرئيس الكولومبي القول إن بلاده تحتاج إلى زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر "من أي مكان" لتوفير الوظائف في البلاد.
وأضاف دوك أن كولومبيا تتحرك بسرعة هائلة نحو توليد الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة، حيث تستهدف البلاد تقليل انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 51% بحلول 2030.
في الوقت نفسه تعتزم كولومبيا تنفيذ مشروعات تجريبية لاستخراج النفط الصخري بنظام التكسير الهيدروليكي خلال العام الجاري.