الإعلام وخطر الفيروسات.. وعي مطلوب أم بحث عن ترند؟ (خاص)
يعيش العالم في السنوات الأخيرة ما بين فيروس يظهر وآخر يختفي، وما بين الظهور والاختفاء تنبري وسائل الإعلام للحديث عن هذه الفيروسات.
آخر هذه الفيروسات كان فيروس ماربورغ، الذي رغم انتشاره المحدود في غينيا الاستوائية، إلا أن وسائل الإعلام العالمية والمحلية في كثير من البلدان اهتمت به، بعد أن حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورته المميتة.
وبعيدًا عن مدى انتشار الفيروسات وخطورتها، طرحت "العين الإخبارية" سؤالا على مختصين في الإعلام وعلم النفس هو تأثير هذا الاهتمام الكبير بأخبار الفيروسات على نفسية البشر؟ وهل تزيد وعيهم أم تصيبهم باللامبالاة؟
لماذا اهتمت وسائل الإعلام؟
يقول الدكتور محمد وليد بركات، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن هناك نظرية إعلامية تسمى "بناء الأجندة"، وهي تقول إن الجمهور لديه أجندة اهتمامات، وكذلك وسائل الإعلام، وكل منهما تؤثر في الأخرى.
وأضاف بركات، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن جائحة كورونا حظيت باهتمام وسائل الإعلام في العالم كله؛ لأن أثرها كان كبيرا على العالم واقتصاده، وفي المقابل فإن وسائل الإعلام عندما تتبنى موضوعا معينا، فهي تخلق اهتماما لدى الجمهور بهذا الموضوع، على غرار الحملات الإعلانية والتسويقية.
وأوضح بركات أن هذ التأثير المتبادل طبيعي، ولكن هناك إشكالية حول عدم وجود أجندة لدى بعض وسائل الإعلام، فتذهب للبحث عن الترند يوم بعد يوم، ما يفقدها دورها المجتمعي والتوعوي، ويفقدها ميزة التأثير في الجمهور؛ لأنها أصبحت رد فعل لاهتمامات الجمهور وفقدت روح المبادرة.
وأشار بركات إلى أن وسائل الإعلام أحيانا تتبنى موضوعات ليس لها أهمية، مثل الأخبار الخاصة بنجوم المجتمع، مؤكدًا أن الإفراط في التركيز عليها رغم هامشيتها يعد خطأ، ويشوه قدرة الجمهور على ترتيب اهتماماته ومشاكله.
كشف الحقائق
من جانبه يرى الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، أهمية مسارعة وسائل الإعلام لكشف الحقائق فيما يخص الفيروسات الجديدة، وإعلانها على جميع منصات التواصل الاجتماعي.
وأضاف الباسوسي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن إعلان الحقائق يخفف كثيرا من حالات الحيرة والرعب التي تصيب الأفراد من جراء المبالغة التي تحدثها الشائعات، والتي تهدف إلى إرباك الجمهور وإحداث حالة من الرعب والهلع بينهم.
وأكد الباسوسي ضرورة قيام الوالدين والمسؤولين بالتواصل الجيد مع أطفالهم وتدقيق ومناقشة ما يتلقونه من معلومات تتعلق بالأمراض أو غيرها من الموضوعات الصحية على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بطريقة علمية هادئة وحميمية.
لعبة شركات
يخالفه في الرأي، الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في مصر، الذي يرى أن الحديث عن الفيروسات الجديدة لعبة من شركات الأدوية العالمية من أجل بيع اللقاحات والأدوية المخزنة.
وأضاف فرويز، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن ترويج هذه الأخبار يعمل على بث الرعب والتخويف، ومن ثم قيام الحكومات والأفراد بشراء الأدوية واللقاحات، وتحقيق مكاسب لشركات الأدوية.
واعتبر فرويز أن شركات الأدوية العالمية تسيطر على وسائل الإعلام لتحقيق مكاسبها، مثلما حدث في لقاحات كورونا، وأزمات أنفلونزا الخنازير والطيور.
بين القلق واللامبالاة
من جانبه يرى الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي في جامعة عين شمس المصرية، أن هناك حالة هلع متبادل بين الجماهير والإعلام، وفي بعض الأحيان ينتقل الهلع من الإعلام للجماهير أو العكس.
وتحدث حسين، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، عن تأثير هذه الأخبار على الجمهور موضحا أنها قد تسبب عزلة وضعفا في المناعة والمقاومة، أو تسبب تبلدا من خطورة الفيروسات، فإذا جاء فيروس يهدد صحته لا يلتزم بإجراءات الوقاية بسبب كثرة الأخبار التي قرأها عن وجود فيروسات تهدده.
ويطالب حسين وسائل الإعلام بعدم الحديث عن أي مرض أو فيروس يظهر في بلدان بعيدة وفي مناطق بعينها، طالما لا يمثل خطورة عالميًا، معتبرًا أن هناك حالة من غياب الإعلام الطبي في الإعلام العربي، بسبب عدم اللجوء إلى متخصصين يتحدثون عن الأمور الطبية، أو وجود متحدثين لا يوضحون الحقائق العلمية.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA= جزيرة ام اند امز