محمد بن زايد ومودي في مقال مشترك: حريصون على بناء شراكة استراتيجية
الشيخ محمد بن زايد وناريندرا مودي أكدا في مقال مشترك حرص الإمارات والهند على بناء شراكة استراتيجية
أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند، حرص الإمارات والهند على بناء شراكة استراتيجية حديثة ومرنة وهي الشراكة التي تعززت بشكل كبير خلال العامين الماضيين عبر بناء أواصر صداقة أسهمت في تطوير مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وناريندرا مودي في مقال مشترك لهما بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها ولي عهد أبوظبي لجمهورية الهند للمشاركة كضيف رئيس في احتفالاتها بـ"يوم الجمهورية": "إننا على ثقة بأن انطلاق صداقتنا توفر لشراكتنا رؤية جديدة وجريئة تتجاوز العلاقات الثنائية لتسهم في بلورة رؤية إقليمية تجسد مصلحتنا المشتركة في تحقيق الاستقرار والازدهار والتسامح وهذا هو العهد الذي قطعناه على أنفسنا".
وأضافا في المقال الذي حمل عنوان "الإمارات والهند": "تصور شراكة من أجل المستقبل": "إننا ملتزمون بتحقيق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بيننا لنبني وفق الرؤية الثاقبة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تحولت اليوم إلى حقيقة وتجسدت في عمل هادف".
وأكدا أن هذه الشراكة تستند إلى المناقشات المستفيضة التي قمنا بها في أبوظبي خلال شهر أغسطس عام 2015 وفي نيودلهي في فبراير عام 2016، والتي تعد بمثابة خارطة طريق واضحة لنا لاستعادة وتعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا إضافة إلى البحث عن مجالات تعاون جديدة.
وفيما يلي نص المقال
تحرص الإمارات والهند على بناء شراكة استراتيجية حديثة ومرنة والتي تعززت بشكل كبير خلال العامين الماضيين وقد قمنا في هذا الوقت ببناء أواصر صداقة أسهمت في تطوير مستوى العلاقات بين البلدين.
إننا على ثقة بأن انطلاق صداقتنا توفر لشراكتنا رؤية جديدة وجريئة تتجاوز العلاقات الثنائية، لتسهم في بلورة رؤية إقليمية تجسد مصلحتنا المشتركة في تحقيق الاستقرار والازدهار والتسامح، وهذا هو العهد الذي قطعناه على أنفسنا.
وفي هذا السياق نحن محظوظون لأننا نبني ذلك مستندين إلى قرون من النوايا الحسنة والتفاهم بين بلدينا وهنا نستطيع القول بأن الرؤية الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة تحولت اليوم إلى حقيقة وتجسدت في عمل هادف، حيث قال في العام 1970 قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة: "علاقاتنا تعود إلى 4000 عام عندما كان لدينا تجارة مزدهرة وتبادل تجاري مع الهند والآن ونحن على وشك أن نكون دولة اتحادية نود أن نستعيد هذه العلاقات ونعززها بشتى الطرق فهناك إمكانات غير محدودة لا على صعيد التجارة وحسب بل على صعيد المشروعات المشتركة أيضاً".
إننا ملتزمون بتحقيق الشراكة الاستراتيجية الشاملة لنبني على رؤية القائد المؤسس كما أن هذه الشراكة تستند إلى المناقشات المستفيضة التي قمنا بها في أبوظبي خلال شهر أغسطس عام 2015 وفي نيودلهي في فبراير عام 2016، والتي تعد بمثابة خارطة طريق واضحة لنا لاستعادة وتعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا إضافة إلى البحث عن مجالات تعاون جديدة.
لقد تطورت علاقات الاحترام بين الإمارات العربية المتحدة والهند استناداً إلى القيم المشتركة فيما بينهما والمتمثلة في التسامح الديني وأهمية بناء مجتمعات منفتحة ومتعددة الثقافات تحترم الاختلافات التي تتعلق بالإيمان أو العرق أو اللغة، ولقد رفضنا بوضوح التطرف الديني والكراهية والإرهاب الذي نتج عنهما كما قمنا بإدانة الإرهاب بجميع أشكاله ورفض قبول تبريرات كاذبة للإرهاب باسم أهداف دينية أو سياسية كما استنكرنا سوياً وعارضنا الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أينما ارتكب وأياً كان مرتكبوه.. داعين جميع الدول إلى الرفض والتخلي عن استخدام الإرهاب ضد الدول الأخرى وتفكيك البنى التحتية للإرهاب حيثما وجد وتقديم مرتكبي الإرهاب إلى العدالة، ونحن نعتقد أن هذا النهج هو أمر حاسم لتهيئة بيئة من السلام والاستقرار والازدهار في منطقتنا.
كما أدانا بشدة الهجمات الإرهابية في كابول وقندهار يوم 10 يناير 2017 والخسارة الفادحة في الأرواح من دولة الإمارات العربية المتحدة والمواطنين الأفغان في هذه الهجمات.
وقد قرر بلدانا تكثيف التعاون في مجال الدفاع وتوسيع نطاق برامجنا التدريبية وزيادة التدريبات المشتركة بيننا واستكشاف فرص للمشاركة في إنتاج المواد الدفاعية كما أن وجود كتيبة من القوات الجوية الإماراتية في نيودلهي يسيرون مع نظرائهم من الهند كجزء من موكب عيد الجمهورية إنما يعد رمزاً قوياً يجسد التعاون بين البلدين.
لقد أحرزنا تقدماً في علاقاتنا الاقتصادية حيث إن الهند هي أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات العربية المتحدة وفيما يتعلق بالهند فتحتل دولة الإمارات المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والصين كما إن ريادة مجتمع الأعمال الهندي في دولة الإمارات تبدو جلية وواضحة وعلى نطاق واسع وهناك ظاهرة جديدة نسبياً وهي الاستثمارات الإماراتية المتزايدة في الاقتصاد الهندي في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية وتجارة التجزئة والضيافة والعقارات.. ومن المتوقع أن تزيد هذه التدفقات المتبادلة وتشكل دعامة دينامية لشراكتنا.
وتدرك الهند أن التطور السريع في البنية التحتية هو مفتاح تلبية التطلعات التنموية في البلد.. وهنا نوضح أن الإمارات تمتلك أكبر الشركات في العالم في هذا المجال، ولذا نأمل تعزيز مشاركتها في خطط الهند الطموحة لتطوير الطرق السريعة والموانئ والمطارات والمراكز اللوجستية.. كما أننا نستكشف مناهج مبتكرة في المنطقة لا تقل أهمية عن الأمن الغذائي.
وباعتبارها مصدراً رئيسياً للنفط الخام تعد الإمارات شريكاً موثوقاً به في سعي الهند لأمن الطاقة ولكننا نبحث أيضاً فيما بعد الوقود الأحفوري في العالم الذي نريد أن نتركه للأجيال القادمة.. ولذا فقد كان قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بتأسيس شركة/مصدر/ وهي مصدر إلهام للعالم، وفي هذا الشأن قامت الهند بوضع أهداف طموحة للغاية بالنسبة لحصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الخاص بها.. وتعتزم الإمارات الانضمام إلى المبادرة الهندية الفرنسية لإنشاء تحالف للطاقة الشمسية الدولية، وتعد الهند من بين المناصرين المتحمسين وشريكاً في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة /آيرينا/ ومقرها أبوظبي.
كما أن كلا البلدين يعتبران أن دور الجالية الهندية في الإمارات والتي يبلغ عددها 2.6 مليون هو محل تقدير فبالنسبة للهند يعد ذلك شهادة حية لقوة ونجاح الهنود في الخارج وبالنسبة للإمارات فهو مساهمة قيمة في التنمية والحياة الوطنية كما تمثل أواصر التجارة والاستثمار والصداقة والعلاقات الشخصية التي ترسخت بين دولة الإمارات العربية المتحدة والهند جسراً قوياً بين بلدينا.
وهناك دليل آخر على تعاوننا المستقبلي يتجلى في حوارنا بشأن التعاون بين منظمة البحوث الفضائية الهندية ووكالة الإمارات للفضاء، حيث تعد الهند واحدة من أربع دول، فقط استطاعت أن ترسل مهمة إلى المريخ وفي ذات الوقت تمتلك الإمارات أيضاً برنامجاً طموحاً في هذا المجال.. ومن خلال العمل سوياً نحن عازمون على إثبات أن السماء هي حد تعاوننا.
اليوم نحن نتحرك نحو تعميق الروابط بين بلدينا لتصبح أكثر قوة وكثافة، وهذا يرتكز على رؤيتنا الاستراتيجية المشتركة وعلى شبكة واسعة من التواصل بين الأفراد والشعوب.
نحن واثقون من أننا قمنا بوضع وتأسيس الآليات القوية والمتينة للارتقاء بعلاقتنا إلى آفاق جديدة.. كما أن بلدينا قد عقدا العزم على الوفاء بالوعد من أجل تعزيز شراكتنا لمصلحة شعبينا ومنطقتنا.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA=
جزيرة ام اند امز