خبراء: زيارة حفتر وصالح للقاهرة مفصلية في لحظة دقيقة
قال خبراء في الشأن الليبي إن زيارة قائد الجيش المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح للقاهرة، مفصلية وتأتي في لحظة دقيقة.
واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، لبحث التطورات السياسية في البلد الجار.
وتستمر جهود القيادة السياسية المصرية في دعم الحل السياسي للأزمة الليبية وصولا إلى تنظيم الانتخابات الوطنية أواخر العام الجاري.
ويرى خبراء سياسيون ليبيون ومصريون أن زيارة المسؤولين الليبيين رفيعي المستوى إلى القاهرة في هذا الوقت الحساس أثناء الإعداد للانتخابات الوطنية هو تأكيد على أهمية الدور المصري للسلام في ليبيا.
وتابع الخبراء أن الرؤية المصرية التي تتطابق مع رؤية المستشار صالح والمشير حفتر تؤكد على أن إخراج المرتزقة وحل المليشيات ونزع سلاحها، وهي إجراءات تعتبر مفتاح الحل للأزمة الليبية الممتدة منذ أكثر من عقد.
اجتماع رباعي مرتقب
ومن جانبه، قال رمزي الرميح مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي إن الزيارة مهمة وفي وقت حساس وقد جاء بيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي جامعا مانعا ولم يترك للمحللين والخبراء ما يقولونه بالخصوص.
وتابع الرميح في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة تؤكد الرؤية المصرية الثابتة والحازمة والحاسمة إزاء الأزمة الليبية وموقف مصر الثابت للحل في هذه العشرية السوداء للأزمة الليبية.
وأردف أن الزيارة تؤكد تطابق، وليس مجرد توافق، الرؤية المصرية مع رؤية المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر في وجوب إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وحل المليشيات ونزع سلاحها والتي صرحا بها سابقا كثيرا، وأنه لا مجال للمماطلة في إقامة الانتخابات الوطنية 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكشف الرميح أن الزيارة تتضمن التجهيز لاجتماع مرتقب في مصر نهاية هذا الأسبوع بين المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة والذي سيحضر اجتماع اللجنة الليبية المصرية العليا، للتأكيد على ضرورة التنسيق الكامل بين الأطراف الليبية.
وتابع الرميح أن وجوب التنسيق بين المجلس الرئاسي والحكومة والقيادة العامة والذي تسعى له مصر سبق وشدد عليه المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيتش أمام مجلس الأمن والذي حصر التنسيق بينهم ولم يذكر أي أطراف أخرى مثل المليشيات في المنطقة الغربية أو غيرها.
القاهرة وتوحيد المؤسسات
ومن جانبه أكد الخبير السياسي الليبي عبدالله الخفيفي أن هذه الزيارة كسابقاتها من الزيارات تأتي دائماً في إطار التشاور والتباحث المستمر مع الشقيقة مصر حول القضية الليبية لكونها دولة جارة وداعمة لاستقرار ليبيا وهو ما أكدته الرئاسة المصرية.
وشدد على أن مصر هي أكثر الدول وعيا بحقيقة الوضع في ليبيا وتملك أفضل الحلول، لافتا إلى أن اجتماعاتها السابق بمسؤولين ليبيين توجت بالنجاح حيث رعت اجتماعات اللجنة العسكرية في الغردقة والتي أسهمت في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، كما رعت اجتماعات توحيد مجلس النواب وها نحن نراه اليوم ملتئما.
وتابع الخفيفي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن مصر داعم أساسي لاستقرار ليبيا لكون استقرارها مقوم رئيسي لاستقرار مصر وهذا أيضاً ما أكد عليه الرئيس السيسي اليوم بعد استقباله للمشير حفتر والمستشار صالح.
وأردف أن مصر تواصل جهودها للتنسيق مع أشقائها في ليبيا لضمان وحدة وتماسك ووحدة المؤسسات الليبية وصولاً إلى الانتخابات في نهاية العام ومنع التدخلات الخارجية التي تريد تنفيذ أجندتها وكذلك إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة.
القاهرة مفتاح استقرار ليبيا
ويقول الدكتور حامد فارس الخبير في الشؤون العربية إن زيارة المستشار صالح والمشير حفتر اليوم إلى القاهرة مهمة في توقيت دقيق يجري فيه الاستعداد للانتخابات ديسمبر القادم.
وتابع فارس في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة لها دلالة واضحة كونها تأتي في إطار الدور المصري المحوري لدعم الحل السياسي في ليبيا والعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية واستمرار دعم عملية السلام.
وأردف أن هذه الزيارة سبقتها أخرى في أغسطس/آب الماضي للمشير حفتر والمستشار صالح والمبعوث الخاص للولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند في إطار الحرص اللامحدود الذي توليه القيادة السياسية المصرية للوصول إلى تسوية سياسية من خلال عملية ديمقراطية حرة تؤدي إلى نظام سياسي منتخب يعبر عن كل الليبيين ويحقق الاستقرار المنشود.
وشدد فارس وهو مستشار سابق بجامعة الدول العربية على أن الدور المصري لا يمكن اختزاله في هذه المرحلة فقط فالدولة المصرية هي من وضعت اللبنة الرئيسية في حل الأزمة الليبية من خلال إعلان القاهرة على لسان الرئيس السيسي والذى ركز على إنهاء حالة الانسداد السياسي والعمل على إيجاد حل سياسي ليبي ليبي وتوحيد المؤسسات خاصة المؤسسة العسكرية والتوزيع العادل للثروه ووقف إطلاق النار.
مبادرة القاهرة
ويرى فارس أن مبادرة القاهرة تتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين في جوليته وقد لاقت دعما وقبولا من كافه الأطراف اللاعبة في المشهد الليبي سواء داخليا وخارجيا وكانت سببا رئيسيا لإحداث انفراجه في الأزمة على كافه المستويات والأصعدة سواء سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا.
ونوه فارس إلى أن السلطة التنفيذية الجديدة من حكومة ومجلس رئاسي هي بشكل أو بآخر نتيجة للجهود المصرية ومبادرة القاهرة ولذلك تدعمها مصر دعما كاملا من أجل وحده ليبيا واستقرارها وتحقيق ما يربوا إليه الشعب الليبي الشقيق.
وأشاد بالدور المصري في الوقوف أمام التدخلات الأجنبية في ليبيا والتي كان لها دور حاسم في وضع خط سرت الجفرة خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وبالتالي عادت مرة أخرى كل الأطراف إلى مائدة المفاوضات للبحث عن حلول سياسية للأزمة الليبية بعيدا عن الحلول العسكرية.
واختتم أن الدولة المصرية لم تدخر جهدا في سبيل الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا وهذه الزيارة خير دليل على ذلك لأن القاهره تنظر إلى المشير خليفه حفتر والمستشار عقيلة صالح بصفتهما جزء مهما من صناعة السلام في ليبيا.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز