رحلة بصرية عبر الكون في عام 2024.. 8 صور أسطورية تكشف أسرار الفضاء
في كل عام، تسطع السماء بأسرار جديدة تلهم العلماء والهواة على حد سواء، وكان عام 2024 عامًا استثنائيًا.
في كل عام، تسطع السماء بأسرار جديدة تلهم العلماء والهواة على حد سواء، وكان عام 2024 عامًا استثنائيًا، حيث التقطت أعظم التلسكوبات الأرضية والفضائية صورا مذهلة كشفت عن جوانب ساحرة من الكون.
ومن أعماق السحب المظلمة إلى قلب المجرات البعيدة، تحمل هذه الصور حكايات عن ميلاد النجوم، وانصهار المجرات، وتفاصيل دقيقة لتضاريس الكواكب.
و في هذا التقرير، نقدم 8 من أكثر الصور الفلكية تأثيرا وإبهارا لهذا العام، فاستعدوا لرحلة بصرية مذهلة تكشف عظمة الكون وسحره.
أولا: المجرة القزمة " NGC 4449"
في مايو/ أيار 2024، عرض تلسكوب جيمس ويب صورة للمجرة القزمة NGC 4449، والمعروفة أيضا باسم كالدويل 21. تقع هذه المجرة على بعد حوالي 12.5 مليون سنة ضوئية في كوكبة " Canes Venatici"، وتخضع لتكوين نجمي مكثف، مع مناطق من الانفجارات النجمية النشطة المرئية في جميع الأنحاء.
ثانيا: اندماج البطريق والبيضة
في يوليو/ تموز 2024، أصدرت وكالة ناسا صورا مذهلة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، تظهر مجرتين، يُطلق عليهما اسم البطريق والبيضة، تندمجان في حدث كوني.
وتقع هاتان المجرتان، اللتان أُطلق عليهما رسميا اسم NGC 2936 وNGC 2937، على بعد 326 مليون سنة ضوئية في كوكبة الهيدرا.
وتم التقاط الاندماج، الذي بدأ منذ 25-75 مليون سنة، في ضباب من النجوم والغاز، مما يوفر رؤى حول ديناميكيات التفاعلات المجرية.
ثالثا: ثقب أسود فائق الكتلة في مجرة M87
في سبتمبر/ أيلول 2024، أصدر العلماء باستخدام تلسكوب أفق الحدث (EHT) أعلى صور بدقة حتى الآن للثقب الأسود الهائل الواقع على بعد 55 مليون سنة ضوئية من الأرض في مجرة "M87".
وتوفر هذه الصور، المعروضة بألوان متعددة، وضوحا غير مسبوق، مما يعزز فهمنا لهياكل الثقوب السوداء والبيئات المحيطة بها.
رابعا: صورة مركبة لكسوف الشمس الحلقي
التقط المصور رايان إمبيريو صورة ساحرة لكسوف الشمس الحلقي، والتي أكسبته الجائزة الكبرى في مسابقة مصور علم الفلك لعام 2024.
وتتكون الصورة المركبة من أكثر من 30 صورة منفصلة للشمس، تم التقاطها في تكساس أثناء كسوف الشمس الحلقي في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وترسم الصورة بشكل مبتكر تضاريس القمر عند نقطة الاتصال الثالثة أثناء الكسوف، مما يعرض اللحظات العابرة لـ "خرز بيلي" بوضوح استثنائي.
خامسا: الكون البانورامي لتلسكوب إقليدس الفضائي
في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، كشفت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن صور مذهلة من تلسكوب إقليدس الفضائي، لتكشف بذلك عن أول جزء مفصل من خريطة بانورامية للكون.
وتسلط هذه الصور الضوء على أكثر من مليون مصدر للنجوم والمجرات، وتوفر تفاصيل غير مسبوقة عن الفضاء العميق ومجرة درب التبانة.
وتُظهر الفسيفساء البانورامية، المكبرة 600 مرة، بنية مجرة حلزونية و260 مشاهدة قام بها إقليدس بين مارس وأبريل، وتغطي 132 درجة مربعة - وهي مساحة تزيد على 500 مرة مساحة القمر. يمثل هذا الإصدار 1% فقط من الخريطة ثلاثية الأبعاد التي تهدف مركبة إقليدس الفضائية إلى إكمالها على مدى ست سنوات.
سادسا: سحابة جزيئية مظلمة من نوع (Chameleon I)
التقطت هذه الصورة بواسطة تلسكوب جيمس ويب ونشرت في 13 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وتكشف عن المنطقة المركزية لسحابة الجزيئات المظلمة ( Chameleon I)، والتي تقع على بعد حوالي 630 سنة ضوئية. تُظهر الصورة سحبا زرقاء باردة وخفيفة مضاءة بتوهج الأشعة تحت الحمراء للنجم الأولي الشاب Ced 110 IRS 4، والذي يمكن رؤيته كبقعة برتقالية في الزاوية اليسرى العليا.
وتظهر العديد من النجوم الخلفية كنقط برتقالية خلف السحابة، ويساعد ضوؤها، الذي يمتصه الجليد داخل السحابة، في اكتشاف هذا الجليد.
سابعا: المجرة الحلزونية NGC 628 (مسييه 74)
في 16 ديسمبر/ كانون الأول 2024، كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) عن صورة مفصلة للمجرة الحلزونية NGC 628، والمعروفة أيضا باسم "مسييه 74".
وتقع هذه المجرة على بعد حوالي 32 مليون سنة ضوئية، وقد تم اكتشافها لأول مرة في عام 1780.
والصورة جزء من برنامج " PHANGS"، والذي يتضمن ملاحظات من تلسكوبات فضائية وأرضية مختلفة لدراسة جميع مراحل دورة تكوين النجوم في العديد من المجرات.
وكشفت ملاحظات ويب، التي تجمع بين الضوء القريب والمتوسط تحت الأحمر، عن تفاصيل معقدة لم يسبق رؤيتها في خيوط المجرة وأذرعها ومراكزها.
ثامنا: المجرات الحلزونية بدقة عالية
طوال عام 2024، قدم تلسكوب جيمس ويب صورا مفصلة لـ19 مجرة حلزونية قريبة، وعرض هياكلها المذهلة في كل من أطوال الموجات القريبة والمتوسطة للأشعة تحت الحمراء، وقدمت هذه الملاحظات رؤى حول تكوين وتطور المجرات الحلزونية، وكشفت عن تفاصيل معقدة لمناطق تكوين النجوم والانتفاخات المركزية.