"الحملات التطوعية".. مبادرات فردية تخفف معاناة الفلسطينيين في غزة
حملة "فك الغارمين" تنجح في إطلاق سراح حوالي 1500 غارم، منهم 100 سيدة، أطلق سراحهن بعد إسقاط الذمم المالية عنهن.
حققت حملات تطوعية قادها مجموعة من الشباب نتائج أكبر مما توقعوها، في محاولة منهم لإعانة المتعسرين من المواطنين الذين قهرتهم ظروف قطاع غزة الاقتصادية المتردية.
وأطلقت تلك النجاحات العنان لدى مجموعات أخرى من الشباب، تبنوا مبادرات تطوعية لخدمة مجتمعهم المحلي، خصوصاً من ذوي الدخل المحدود أو المعدوم.
واحدة من أبرز الحملات الفاعلة أطلقها الكاتب السياسي فهمي شراب، ترتب عليها إطلاق سراح مئات المعتقلين على ذمم مالية بغزة، قبل أن ينطلق في حملة ثانية لدفع ديون مالية مترصدة على مواطنين متعسرين لدى صيدليات منتشرة في قطاع غزة.
وقال "شراب" إن حملة "فك الغارمين" نجحت في إطلاق سراح حوالي 1500 غارم، منهم 100 سيدة أطلق سراحهن بعد إسقاط الذمم المالية عنهن، مشيراً إلى أنها استهدفت فئات معينة من الغارمين الذين ضاقت بهم السبل مع التدهور الاقتصادي في قطاع غزة.
وبرزت أزمة الاعتقال على خلفية الذمم المالية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث ارتفعت البطالة إلى نحو 53%، والفقر إلى 67% في قطاع غزة، وفق معطيات رسمية.
وأوضح "شراب" أن الحملة أظهرت حجم التضامن والتكاتف الاجتماعي؛ إذ سارعت فئات عديدة إلى المساهمة والتبرع بمبالغ متفاوتة، وكلما توفر مبلغ وُظف لإطلاق سراح مجموعة جديدة من الغارمين.
وأضاف أن نجاح حملة الغارمين شجع على إطلاق مبادرة تسديد ديون الصيدليات، مؤكداً أن الحملة شملت نحو 200 صيدلية أغلقت فيها الديون بمساهمة من متبرعين، إلى جانب الإعفاء بنسب متفاوتة من أصحاب الصيدليات.
وبيّن أن الحملة جاءت بعد استشعار حجم المأساة، وأن عائلات تراكمت عليها ديون الدواء، وبالتالي كان لا بد من الوقوف إلى جانبها.
ولم تقف الحملات عند الغارمين والصيدليات، فخلال الأيام الأخيرة تبلورت فكرة عند مجموعات شبابية بإطلاق حملة كبيرة لتقديم العلاج الطبي لآلاف المرضى في خان يونس، بالتعاون مع عشرات المؤسسات الصحية والأطباء.
وقال صلاح أبوصلاح، المتحدث الإعلامي باسم مبادرة "رحماء بينهم" لـ"العين الإخبارية": "هذه المبادرة حملت طابعاً وطنياً واجتماعياً وإنسانياً، وأشرف عليها مجلس عائلات في خان يونس، لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة خان يونس، والعمل على تقوية النسيج الاجتماعي بين المواطنين.
وأكد "أبوصلاح" أن نسبة الاستجابة من المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات الخاصة بمحافظة خان يونس بلغت 99%، مما يؤكد روح العطاء والتكافل لدى الفلسطينيين، مبيناً أن نحو 200 مستشفى، ومركز صحي، وعيادة، وصيدلية، ومختبر، ومركز أشعة، شاركت في الحملة.
وذكر "أبوصلاح" أن مبادرة "رحماء بينهم" شملت جميع المنظومة الصحية، بحيث يتوجه المواطن للطبيب للكشف الطبي مجاناً دون أي شروط، ومن ثم يجري الفحوصات اللازمة، وإجراء الأشعة اللازمة بسعر التكلفة، ثم يتوجه للصيدلية لشراء الدواء بسعر التكلفة، أو إلى مركز البصريات لشراء النظارات والعدسات بسعر التكلفة.
وفي رفح، جنوب القطاع، تعمل منذ أكثر من عامين حملة "سامح تؤجر" عبر مجموعة شبابية نجحت في تسديد ديون العديد من الشهداء، وقدمت حملات تبرع واسعة للأسر المتعففة.
وفي مخيم المغازي، وسط القطاع، كانت حملة شبابية بادر فيها الحلاقون لتحديد يوم من الأسبوع لقص شعر أطفال المخيم مجاناً.
وأكد القائمون على هذه الحملات أنها تأتي في ظل استشعار ضعف الأداء الحكومي، وتعاظم تداعيات الحصار الذي طال بعد 13 عاماً من فرضه كل مرافق الحياة في قطاع غزة.
aXA6IDMuMTM2LjI1LjI0OSA=
جزيرة ام اند امز