الاحتلال يقمع مسيرات العودة في غزة والاحتجاجات في الضفة
الفلسطينيون يواصلون مظاهرات العودة في غزة بالجمعة التي حملت اسم "المسيرة مستمرة"، فيما أصيب العشرات بينهم أطفال ونساء بالضفة
أصيب 27 فلسطينيا بجروح، في قمع الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في الجمعة الـ83 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرقي قطاع غزة، التي تجددت بعد توقف 3 أسابيع، على خلفية التصعيد في القطاع بعد اغتيال الاحتلال قياديا في حركة الجهاد أوائل الشهر الماضي.
- للمرة الثالثة على التوالي.. تأجيل مسيرات العودة بغزة
- إسرائيل تتوعد "مسيرات العودة" بغزة مع استئنافها بعد توقف 3 أسابيع
وقالت وزارة الصحة، في بيان لها، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن طواقمها تعاملت مع 27 إصابة مختلفة منها 4 بالرصاص الحي من قوات الاحتلال الاسرائيلي شرق قطاع غزة، مشيرة إلى أنه من بين المصابين مسعف متطوع وعدد من الأطفال والنساء.
وتوافد الآلاف، عصر الجمعة، إلى مخيمات العودة الخمسة المقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، استجابة لدعوة الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة في الجمعة التي حملت اسم "المسيرة مستمرة" لتأكيد استمرار مظاهرات العودة.
واقترب المئات من المتظاهرين من السياج الحدودي، وحاول بعضهم رشق قوات الاحتلال بالحجارة، والزجاجات الحارقة فيما بادرت تلك القوات باستهداف المتظاهرين بالرصاص وقنابل الغاز، ما أدى لوقوع الإصابات.
واستبق الاحتلال الإسرائيلي المظاهرات بالتوعد باستهداف المشاركين في المسيرات، وقد وصف الكولونيل إياد سرحان، قائد مديرية التنسيق والارتباط الإسرائيلي، في كلمة بثها عبر صفحتها على "فيسبوك"، المسيرة بأنها "فوضى وأعمال عنف"، وهدد المشاركين فيها بالاستهداف.
وتوجه لأهالي غزة بقوله: "أدعوكم لعدم العودة لطريق العنف وعدم المشاركة في أعمال الشغب والمظاهرات قرب السياج".
كما هدد بأن "كل من سيقترب من السياج يعرض نفسه للإصابة، وسيدفع ثمنا باهظا نتيجة قراراته الخاطئة".
وأضاف "لا تقتربوا من السياج وابقوا في أماكن آمنة بعيدة عنه"، معتبرا أن الوجود في المنطقة الحدودية خطر.
وفي بيانها الختامي، دعت الهيئة الوطنية الفلسطينيين للاحتشاد في الجمعة المقبلة، الرابعة والثمانين، تحت عنوان "فلسطين توحدنا والقدس عاصمتنا".
ويواصل الفلسطينيون، منذ 30 مارس/آذار 2018، التظاهر قرب السياج على حدود القطاع، للمطالبة بحقهم في العودة إلى منازلهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار المفروض على غزة، ويعتبرون اجتياز السياج الفاصل نصرا معنويا في معركتهم ضد الاحتلال.
ومنذ انطلاق المسيرات، استشهد 362 فلسطينيا (15 منهم جثامينهم محتجزة من الاحتلال) وأصيب أكثر من 31 ألفا، في قمع الاحتلال الإسرائيلي للمشاركين في تلك المظاهرات التي تنادي بحق العودة وكسر حصار غزة، إلى جانب اعتداءات إسرائيلية أخرى على قطاع غزة.
إصابات في مواجهات بالضفة الغربية
وفي الضفة الغربية أصيب عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، بالاختناق خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاما والتي خرجت في إطار فعاليات التنديد بقرارات الإدارة الأمريكية المتعلقة بشرعنة الاستيطان.
وقالت مصادر محلية إن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال هاجموا المشاركين في المسيرة بإطلاق الرصاص الحي بكثافة وقنابل الغاز التي استهدفت منازل الفلسطينيين، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بالاختناق بينهم أطفال ونساء عولجوا جميعهم ميدانيا في مركز إسعاف القرية، وفقا لما ذكرته وكالة "معا" الفلسطينية.
وكفر قدوم هي قرية فلسطينية تتبع محافظة قلقيلية شمال غربي للضفة الغربية المحتلة، وتقع على بعد 18 كيلومترا شرق مدينة قلقيلية باتجاه مدينة نابلس.
وأكدت المصادر أن مواجهات عنيفة اندلعت في القرية بعد اقتحامها من قبل جنود الاحتلال تصدى خلالها الشبان لهم بالحجارة رغم تمركزهم فوق جبل مطل على منازل المواطنين.
وانطلقت المسيرة بمشاركة المئات من أبناء البلدة الذين رددوا الشعارات الوطنية المطالبة بتصعيد المقاومة الشعبية ضد جيش الاحتلال والمستوطنين في كل مكان.