خفض إنتاج النفط طوعيا.. ما وراء قرار 9 دول في أوبك+ وقف ضخ 1.6 مليون برميل
قررت 9 دول من أعضاء تحالف أوبك+ خفض إنتاجها من النفط "طوعيا" على نحو متزامن وبشكل منسق يستبق نتائج الاجتماع الرسمي للتحالف غدا.
7 قرارات من 7 دول، بالإضافة إلى قراراين آخرين وفق مصادر رويترز، تصب في المجمل إلى وقف ضخ أكثر من 1.6 مليون برميل نفط يوميا، بقيادة السعودية وروسيا خلال الفترة من مايو/أيار القادم وحتى نهاية 2023.
أوبك+.. تحالف قوي ومتماسك
وكان تحالف أوبك+ قد أعلن بالفعل سابقا عن تخفيض في إنتاجه النفطي بمقدار مليوني برميل يوميًا خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى ديسمبر/كانون الأول 2023.
وكان من المتوقع أن يتم الإعلان غدا عن تمديد هذه الخفض.
وقد لاقى إعلان الخفض آنذاك انتقادات أمريكية قبل أن تثبت صحته، إذ نجح بالفعل في الحفاظ على استقرار أسعار النفط عالميا رغم التقلبات الكبيرة في الطلب.
ولاحقا، أعلنت روسيا بمفردها عن خفض طوعي في إنتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يوميا خلال الفترة من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران 2023.
وقد تم تفسير هذا الخفض الطوعي المنفرد من قبل مراقبين أمريكيين على أنه بداية تفكك في تحالف أوبك+ لكن التحالف أظهر أنه أكثر قوة وتماسك.
واليوم أعلنت كل من السعودية والإمارات والعراق والكويت والجزائر وعمان عن خفض طوعي في إنتاجها النفطي بمقادير متفاوتة من مايو/أيار حتى نهاية 2023.
فيما قالت رويترز إن قرارات مماثلة ستصدر عن كازاخستان والغابون.
فيما أعلنت روسيا تمديد الخفض الذي دخل بالفعل حيز التنفيذ في مارس/آذار الماضي، حتى نهاية العام بدلا من يونيو/حزيران فقط.
لماذا الخفض "طوعي"؟
يمنح الخفض الطوعي لإنتاج النفط المرونة لأعضاء منظمة أوبك وحلفائها من الدول الأخرى في المشاركة في عملية الخفض أو عدم المشاركة وفقا لظروفها.
وعادة ما تتصدى الدول الأغنى والأقوى والأكثر إنتاجا لتحمل مسؤولية خفض الإنتاج، في سبيل الحفاظ على استقرار سوق النفط وبما يحقق المصلحة لجميع الدول الأعضاء وللمنتجين والمستهلكين.
كما أن بعض الدول في أوبك+ تضخ بالفعل أقل بكثير من المستويات المتفق عليها بسبب نقص الطاقة الإنتاجية لديها.
تضم منظمة أوبك مثلا 13 دولة، لكن لأن الخفض طوعي بموجب إرادة فردية من الدول الأعضاء وليس قرارا جماعيا ملزما، فإن 6 دول فقط من الأعضاء شاركت فيه.
في حين يضم تحالف أوبك+ 11دولة إلى جانب الدول الـ13 الأعضاء في أوبك، لكن 3 دول فقط من هذا التحالف شاركت في الخفض وهي روسيا وعمان وكازاخستان.
ما حجم الخفض الطوعي؟ وما الدول المشاركة؟
شاركت 7 دول في الخفض بإجمالي 1.571 مليون برميل/يوميا، على رأسها روسيا بتمديد قرارها خفض إنتاج 500 ألف برميل يوميا من يونيو/حزيران حتى نهاية 2023.
كما تشارك السعودية بخفض 500 ألف برميل يوميا، ثم العراق بخفض 211 ألف برميل يوميا ثم دولة الإمارات بخفض 144 ألف برميل يوميا.
كما تشارك الكويت بخفض الإنتاج 128 ألف برميل يوميا والجزائر بمقدار 48 ألف برميل يوميا وأخيرا عمان بمقدار 40 ألف برميل يوميا.
وتشارك كازاخستان بخفض مقداره 78 ألف برميل يوميًا، والغابون بـ 8 آلاف برميل.
لماذا القرار في هذا التوقيت؟
يبدو التوقيت مفاجئا نوعا ما، لأنه يأتي قبل يوم واحد فقط من اجتماع أوبك+، والذي عادة ما ينتج عنه القرارات الخاصة بخفض الإنتاج أو تثبيته أو رفعه.
لكن يبدو أن تقديرات أوبك+ ذهبت إلى أن السوق يتجه إلى حالة من عدم الاستقرار في ظل اضطراب إمدادات النفط أو تراجع متوقع للطلب، الأمر الذي استلزم قرار الخفض الإضافي.
لكن الخفض الإضافي جاء بشكل طوعي مراعاة لظروف الدول الأعضاء، وفي ظل الحاجة إلى ضمان سوق نفط مستقر عبر ادخار أي قرار جماعي حسب ظروف السوق حتى نهاية العام.
تأثير القرار على أسعار النفط
من المتوقع أن يؤدي القرار إلى ارتفاع في أسعار النفط بمجرد فتح الأسواق لتعاملات غدا الإثنين.
وذهبت التوقعات إلى حد التنبؤ بقفزة مقدارها 10 دولارات للبرميل وفقا لما نقلته رويترز عن محللين.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بأكثر من دولار للبرميل في ختام تعاملات آخر جلسة (الجمعة الماضي) مسجلة مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو/حزيران 1.29 دولار أو 1.6% إلى 79.89 دولار للبرميل عند التسوية.
وصعدت عقود برنت تسليم مايو/أيار، والتي انتهى أجلها عند التسوية، 50 سنتا أو 0.6% إلى 79.77 دولار للبرميل.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم مايو/أيار 1.30 دولار، أو 1.8% إلى 75.67 دولار.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز