النفط وسلاسل الإمدادات.. أسطول الظل الروسي يعاني "شيخوخة مزمنة"
تعطيل أسطول الظل، يعني أن إمدادات الطاقة العالمية ستواجه صدمة غير مسبوقة.
في وقت تحول أسطول الظل الناقل للنفط الخام الروسي الهارب من العقوبات الغربية، إلى مصدر رئيس لتصريف الخام في أسواق عدة حول العالم، فإن هذا الأسطول يواجه اليوم أزمة مزمنة.
تتمثل الأزمة في أن غالبية أسطول الظل الذي ينقل النفط الروسي، مصاب بالشيخوخة، وأن المكان الطبيعي الحالي لهذه السفن هو مصانع الخردة، وليس في أعالي البحار، كما تقول وكالة بلومبرغ.
أسطول الظل
أسطول الظل الذي تملكه دول مثل إيران وروسيا وسفن أخرى مملوكة لفنزويلا، بحسب بلومبرغ، لم تخضع إلى الفحص منذ انتهاء عمرها الافتراضي في عام 2017، بينما ما تزال حتى اليوم تعمل في نقل الخام من موانئ روسية إلى مناطق متعددة حول العالم.
إن تداعيات عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، تعني أن أسطول الظل يعمل بكامل طاقته لحمل نفط موسكو إلى جميع أنحاء العالم؛ وإن استمرار عمل الأسطول هو تذكير صارخ بأن عقوبات مجموعة الدول السبع على موسكو تنطوي على مخاطر بيئية.
مصدر القلق الكبير هو أن بعض السفن القديمة، قد لا يتم فحصها وصيانتها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى وقوع حادث كارثي في البحر في أي وقت.
قال لارس بارستاد، الرئيس التنفيذي لوحدة إدارة شركة Frontline Plc، أحد أكبر مالكي الناقلات العملاقة: "إنها كارثة بيئية تنتظر الحدوث".
في الأوقات العادية، يبدأ المالكون في التفكير في هدم ناقلات النفط عندما تبلغ من العمر 15 عاما تقريبا وليس أكثر من 20 عاما، بعدها تباع خردة للمصانع.
أسعار الشحن
وتجبر العقوبات التي فُرضت في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول، على روسيا، السفن على الإبحار لآلاف الأميال، مما يعزز الطلب وأسعار الشحن.
بحسب بلومبرغ، هناك ما لا يقل عن 40 سفينة تنقل النفط الروسي إلى الصين والهند بين أوائل ديسمبر/كانون أول وأوائل فبراير/شباط الماضي، تفتقر إلى التأمين من أعضاء المجموعة الدولية لنوادي الحماية والتعويض أو شهادات إدارة السلامة الروتينية.
إلا أن تعطيل أسطول الظل، يعني أن إمدادات الطاقة العالمية ستواجه صدمة غير مسبوقة، خاصة وأن معظم صادرات النفط الروسي والمشتقات، البالغ قرابة 6 ملايين برميل يوميا، قد لا تجد طريق النقل إلى الأسواق المستهدفة.
وتشير تقديرات سابقة لوكالة الطاقة الدولية، أن فقدان إمدادات النفط العالمية بمقدار مليون برميل يوميا، يزيد سعر خام برنت بمقدار 15 دولارا على الأقل، إذ يستهلك العالم اليوم قرابة 100.5 مليون برميل خام يوميا.
إمدادات النفط الروسي
وتعني فرضية خفض إمدادات النفط الروسي بمقدار مليوني برميل يوميا، أن أسعار النفط ستصعد على الأقل بمقدار 30 دولارا للبرميل الواحد، وهنا تكون الأزمة العالمية بتراجع الإمدادات والتوريد، وارتفاع الأسعار.
وهناك أسباب وجيهة لانتهاء عمر ناقلات النفط، بحلول الوقت الذي تبلغ فيه العشرين من العمر؛ فغالبا ما يتعلق الأمر بتكلفة محاولة إبقائها في الخدمة، حيث تصبح متطلبات السلامة والصيانة أكثر صعوبة.
ولكن هناك أيضا تأثير سنوات من الأمواج العاتية، وتآكل المياه المالحة والاستخدام شبه المستمر الذي يضع ضغطا على سلامة الهيكل وأنظمة الدفع.
وفي واحدة من أسوأ تسربات النفط عالميا من ناقلة نفط في التاريخ الأوروبي؛ انقسمت الناقلة Prestige إلى نصفين وسربت آلاف الأطنان من زيت الوقود الثقيل إلى ساحل إسبانيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2002.
وحظر الاتحاد الأوروبي، وهو أكبر مشترٍ للنفط الروسي لسنوات، جميع الصادرات المنقولة بحراً تقريبا من شريكه التجاري وانضم إلى مجموعة السبع في تحديد سعر خام موسكو عند 60 دولارا للبرميل.
شهد العام الماضي ارتفاعا في المبيعات لمشترين غير معروفين للنفط الخام، حيث تقوم بعض السفن المتقادمة بنقل حمولتها الخطرة في أعالي البحار، غالبا في المياه الدولية قبالة اليونان أو معبر سبتة الإسباني في شمال أفريقيا.