ترامب يهزم ستارمر.. «أجندة» خارجية في قلب بريطانيا
يبدو أن "أجندة" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحظى بتأييد كبير خارج حدود الولايات المتحدة.
وبصيغة عامة سأل استطلاع البريطانيين عن رأيهم في مجموعة من السياسات حول الهجرة والتنوع والبيئة دون إخبارهم أنها أجندة دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن الناخبين البريطانيين لم يتخلصوا بعد من الحبر الذي جاء برئيس الوزراء العمالي كير ستارمر إلى 10 داونينغ ستريت، فإن سياسات ترامب وجدت رواجا بينهم.
وكشفت نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركة "أوبينيوم" عن تأييد كبير بين الناخبين البريطانيين للعديد من سياسات ترامب، وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وفي الاستطلاع، سُئل 2000 ناخب عن رأيهم في أجندة الرئيس الأمريكي بشأن الحد من الهجرة والبيئة والتنوع، لكن لم يتم إخبارهم بأنها سياسات ترامب.
وبعدما أعلن ترامب في خطاب تنصيبه الأسبوع الماضي عن "حالة طوارئ حدودية" على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، سأل الاستطلاع الناخبين البريطانيين عمّا إذا كان ينبغي إعلان "حالة طوارئ حدودية" مماثلة في البلاد، ليجيب أكثر من نصف المشاركين بـ"نعم".
كما أيد البريطانيون عناصر رئيسية أخرى في خطاب ترامب، مثل ضرورة أن تكون بريطانيا "مجتمعا قائما على الجدارة وأعمى الألوان"، أي يضم جنسين فقط.
بالإضافة إلى ذلك، أيد الناخبون البريطانيون أيضا المحاولة البريطانية "لملء احتياطيات البلاد الاستراتيجية من الغاز مرة أخرى حتى القمة" وتصديرها في جميع أنحاء العالم، وهو ما مثّل ضربة لأجندة صفر انبعاثات.
وحظيت سياسة فرض التعريفات الجمركية على دول أخرى بالتأييد، لحماية العمال في المملكة المتحدة.
من جانبها، قالت شركة "أوبينيوم" إن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن الساسة البريطانيين يجب أن ينظروا في "أخذ صفحة من كتاب ترامب".
وقال جيمس كراوتش، رئيس قسم السياسات في الشركة "في حين تخضع سياسات ترامب للتدقيق بشكل صحيح فإن إتقانه السرد والقصص هو ما يتضح"، معتبرا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن "السياسيين البريطانيين قد يستفيدون من أخذ صفحة من كتابه عند تعزيز أجندتهم السياسية الخاصة".
وبعد خطاب تنصيب حافل وسلسلة من الأوامر التنفيذية لتغيير الولايات المتحدة خلال ولايته الثانية، سعى الباحثون لمعرفة مدى ابتعاد المواقف الثقافية والسياسية في المملكة المتحدة عن تلك الموجودة في الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار، سأل الباحثون البريطانيين عن رأيهم في 16 من التعليقات التي وردت في خطاب التنصيب عندما تم وضعها في سياق بريطاني وبعيدا عن ترامب.
وأظهر الاستطلاع أن 58% من الناخبين يؤيدون "إعلان حالة الطوارئ الوطنية في القناة وبدء عملية إعادة الآلاف والآلاف من المهاجرين المجرمين إلى الأماكن التي أتوا منها"، بينما اعترض 25% فقط.
وحظيت هذه السياسة بدعم الأغلبية من الناخبين من كل حزب، بلغت 76% بين أنصار المحافظين والإصلاح مقابل 50% لأنصار العمال الحاكم.
وفي جميع الأحزاب أيد 55% "ملء احتياطياتنا من الغاز وتصدير الطاقة البريطانية إلى جميع أنحاء العالم"، بينما أيد 53% "تشكيل مجتمع قائم على الجدارة وأعمى اللون".
وأيد نحو 56% فكرة "إصلاح النظام التجاري لحماية العمال في المملكة المتحدة"، وذلك "بدلاً من فرض الضرائب على المواطنين لإثراء دول أخرى"، وبدلا من ذلك كان الاتجاه نحو فرض تعريفات جمركية وضرائب على الدول الأجنبية لإثراء المواطنين.
في المقابل، أيد 51% سياسة الحكومة البريطانية القائلة بأن "هناك جنسين فقط هما الذكر والأنثى". وعارض أقل من الثلث هذا الرأي. ورغم تأييد عدد كبير من الناس "لإنهاء الصفر الصافي"، إلا أن هذه السياسة لم تحصل على دعم الأغلبية.
وفي شركة "نيبين"، التي أجرت تحليلًا لخطاب ترامب وصياغة الأسئلة المتعلقة بالجمهور البريطاني، قال جافين ديفيس، الشريك الإداري: "سواء كنت تحب ترامب أم لا، فإن هذا البحث يظهر خطورة رفض العديد من سياساته ببساطة".
وأضاف: "يحتاج الساسة والشركات إلى التعمق أكثر فيما يحدث بالفعل خلال هذه اللحظة من التغيير، قد نكون أقرب إلى الولايات المتحدة مما نعتقد أو نود أن نصدق".