5 ملفات شائكة في أرشيف وائل الإبراشي الباحث عن "الحقيقة"
59 عاما عاشها الإعلامي المصري الراحل وائل الإبراشي، قضى 30 سنة منها متنقلاً بين الصحف والبرامج التلفزيونية باحثاً عن "الحقيقة".
وكانت أبرز محطات وائل الإبراشي في مشواره برنامج "الحقيقة"، الذي قدمه يوميا على شاشة "قناة دريم" المصرية لفترة طويلة، قبل أن يداهمه الموت، الأحد، بعد صراع طويل استمر أكثر من عام مع فيروس كورونا وآثاره، ليتوفى داخل أحد مستشفيات القاهرة، على أن يدفن في مسقط رأسه بمدينة شربين في محافظة الدقهلية (دلتا مصر).
الجدل كان رفيق "الإبراشي" في حياته، إذ كان حريصاً على فتح الملفات الشائكة، فحصد لقب "أكثر إعلامي أقيمت ضده دعاوى قضائية".
5 ملفات ساخنة
ومن أبرز الملفات التي ناقشها "غرق عبّارة السلام في 2006، ومعاناة مرضى الإيدز في مصر، وأسباب اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، وسلسلة الهاربين في لندن، وتفجير كنيسة القديسين".
ولم ينته الجدل بعد وفاة الرجل، إذ شنت الكتائب الإخوانية الإلكترونية هجمة شرسة شامتة، لتواجهها رسائل رثاء الآلاف من متابعيه وأصدقائه وتلاميذه معددين مناقبه الحسنة.
كان الراحل يرى أن الصحافة هي الحل لانتشال المجتمع من الفساد كما أنها مرآة تكشف عورته، لذلك من أجلها رفض منصب وزير الإعلام، يقول: "المناصب قد تجعلك تخفي جزءا من الحقيقة، ولذلك أرفض أي منصب إداري أو سياسي".
حب الإعلام كان شغفه وشغله حتى وهو على فراش الموت يقول في آخر مداخلة له على التلفزيون المصري: “إن شاء الله نعدي المحنة دي، ونستعيد الشغل مرة تانية بإذن الله”، وكذلك كانت وصيته، تروي الإعلامية المصرية لبنى عسل تفاصيل آخر زيارة له: "قولتله تحب أقول للناس أي حاجة؟ قالي لأ مش عايز حد يقول أو ينقل أخبار غلط عني".
يقول عنه أستاذه الكاتب الصحفي عادل حمودة في مذكراته "50 سنة في أفران الصحافة الساخنة": "ظهر اسم وائل الإبراشي، لأول مرة على صفحات المجلة [روز اليوسف] في فبراير 1992.. ولقد تأملت موهبة كل محرر منفردًا ودفعت به إلى الطريق الذي يناسبه دون أن يضطر إلى منافسة أو مزاحمة غيره في مكانه ورأيت في وائل الإبراشي المحقق".
ونعاه زميله الإعلامي شريف عامر، قائلا عبر "تويتر": عرفته ضمن كتيبة صحفيين موهوبين من ربع قرن في الغرفة المجاورة لرئيس تحرير روز اليوسف، يتحدث قليلا، ويعمل كثيرا، هادئ على السطح، نشط الذهن دائما".
بدأ وائل الإبراشي حياته المهنية بجريدة "روز اليوسف" 1992، وتركها، وانطلق بعدها ليترأس التحرير في جريدة "صوت الأمة"، ثم رئيسا لتحرير "الصباح" لفترة قصيرة في 2012، ولكنه لم يُكمل في هذه التجربة نظرًا لانشغاله بالعمل التليفزيوني الذي بدأه بتقديم برنامج "الحقيقة" على شاشة قناة "دريم" الفضائية لسنوات، قبل أن ينتقل إلى برنامج "العاشرة مساءً"، ثم قدم برنامج "التاسعة"، على شاشة التلفزيون المصري.