«فاغنر» وطائرات عسكرية.. ما حقيقة الوجود الروسي بتونس؟
«طائرات حربية روسية في تونس.. موسكو تتوسع».. عنوان تقرير لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، زعم وجود طائرات عسكرية روسية في مطار جزيرة جربة التونسي، على بعد 150 كيلومترًا من الحدود مع ليبيـا.
لم يمر هذا التقرير مرور الكرام، فقد استدعى، قلقا أمريكيا إيطاليا، وردا تونسيا روسيا، لتتكشف معه التفاصيل بشأن هذا الاتهام، وحقيقة الوجود العسكري الروسي على الأراضي التونسية.
- ازدواجية معايير ومساعٍ لضرب تونس.. رسائل رئاسية تفضح أهداف الإخوان
- تونس «تخنق» رؤوس الإخوان.. العكرمي واللوز أمام القضاء
وفي هذا الإطار تتبعت «العين الإخبارية» خيوط القصة لتكشف عن تفاصيلها عبر مختلف الأطراف.
بداية القصة
بدأت القصة قبل نحو 6 أيام مع نشر وسائل إعلام غربية وفي مقدمتها الصحيفة الإيطالية، وقناة "إل سي إي" الإخبارية الفرنسية، ما وصفته بطبيعة النشاط الذي تقوم به الطائرات الروسية في تونس، زاعمة "رصد طائرات عسكرية روسية وهي تهبط في مطار جربة خلال الأيام الماضية".
وتعليقا على التقارير، عبّر المتحدث باسم الخارجية الإيطالية عن قلق بلاده إزاء ما وصفه بـ«أنشطة مجموعة فاغنر الروسية في القارة الأفريقية».
وأضاف أنها «تؤجج الصراعات وتشجع الهجرة غير الشرعية إلى دول عدة، بما فيها تونس»، موضحا أن «الحكومة الإيطالية قد تناقش هذا الأمر مع السلطات التونسية».
تونس تعلق
ومن جانبها، نفت تونس عبر سفارتها في فرنسا ما بثته قناة "أل سي إي" الإخبارية الفرنسية، عن وجود عناصر من مجموعة "فاغنر" الروسية بجزيرة جربة جنوب تونس.
وأوضحت السفارة، في بيان، أن "القناة الفرنسية تواصل عملها في التضليل الإعلامي من خلال ترويج معلومات لا أساس لها من الصحة عن تونس من دون التحقق من هذه المعلومات مسبقاً من المصادر الرسمية".
وأضافت السفارة التونسية: "التضليل الإعلامي رياضة يبرع فيها البعض، والقناة لا تحترم أخلاقيات المهنة التي تحكم العمل الإعلامي بشكل عام».
وأشارت إلى أن "تونس ذات سيادة وستتمكن بمفردها من السيطرة على كامل أراضيها وحمايتها"، حسب بيان السفارة.
روسيا ترد
بدورها، فندت روسيا الأنباء المتداولة في التقارير الأوروبية والأمريكية بشأن تنامي وجود قوات "فاغنر" في ليبيا وعدد من الدول المجاورة لها.
الرد الروسي جاء عبر بيان نشر على صفحة سفارتها في ليبيا، على "فيسبوك"، أكد أن "الدول الغربية تسوق عبر إعلامها لأفكار غير حقيقية، الغرض منها بث الذعر ومحاولة التأثير على الأوساط الاجتماعية، عبر الترويج لأخبار مزيفة".
ونفى البيان وجود أي طائرات حربية تابعة لقوات "فاغنر" داخل جزيرة جربة التونسية، المجاورة لليبيا، كما تزعم الدول الغربية، في إشارة لتقرير الصحيفة الإيطالية.
وذكرت السفارة الروسية أنه "في الآونة الأخيرة بدأت وسائل إعلام غربية نشر مقتطفات عن فاغنر، مستخدمة مصطلح تقرير مبني على تلفيق مزيج سميك من أنصاف الحقائق والأكاذيب تحت ستار تحقيق مستقل".
وأضافت: "الآن بعد أن قررت الصحيفة الإيطالية، مواكبة مهمة إنشاء وتكرار قصص رعب عن فاغنر، لتخويف القارئ عديم الخبرة بفكرة وجود طائرات مقاتلة روسية في مطار جزيرة جربة في تونس المجاورة لليبيا. لا يسع المرء إلا أن يحسدهم على مثل هذا الخيال".
وتابعت: "علينا أن نقول إن هذا كذب وتزييف. وعدم احترام كامل للقارئ سواء كان في إيطاليا أو خارجها".
وكان السفير الروسي في طرابلس حيدر آغانين، كان قد نفى مؤخرا صحة التقارير الإعلامية الغربية بشأن نية موسكو إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا.
مخاوف أمريكية
وفي سياق متصل، حذر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية من أن أحد المخاوف الرئيسية للحكومة الإيطالية هو وجود اختراق عسكري روسي لتونس.
وأوضحت صحيفة "لاريبوبليكا" أنها طلبت من الخارجية الأمريكية بيانا بشأن موقفها بخصوص الرحلات الجوية الروسية إلى تونس ومدى اطلاعها عليها.
ولفتت إلى أن الخارجية الأمريكية ردت بقول: "لا زلنا نشعر بالقلق بشأن أنشطة مجموعة فاغنر، وتلك التي تدعمها روسيا في القارة الأفريقية، والتي تؤجج الصراعات وتشجع الهجرة غير النظامية، بما في ذلك إلى تونس".
وبحسب الصحيفة، فقد أعربت الخارجية الأمريكية من جديد عن قلقها من أنشطة فاغنر السابقة التي استؤنفت بعد وفاة مؤسسها يفغيني بريغوجين.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTUxIA== جزيرة ام اند امز