تشديد الأمن ودعوات للتوقيف.. روسيا تتعامل مع "تمرد" قائد "فاغنر"
قنبلة ألقاها قائد مجموعة "فاغنر" في وجه القيادة العسكرية الروسية، باتهامات لوزير الدفاع، وبدعوات للجيش بالانضمام إلى قواته.
إلا أن روسيا حاولت كبح جماح "تمرد" قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين، على أصعدة عدة؛ فوكالة "تاس" للأنباء نقلت عن جهاز أمني، قوله إنه تم تشديد إجراءات الأمن مساء الجمعة في المقرات الحكومية ومنشآت النقل وغيرها من الأماكن المهمة في العاصمة الروسية موسكو.
ونقلت "تاس" عن مسؤول أمني لم تسمّه قوله إنّه "تمّ تشديد الإجراءات الأمنية في موسكو. المواقع الأكثر أهمية تخضع لإجراءات أمنية مشدّدة"، وكذلك "أجهزة الدولة ومنشآت النقل".
واتهمت السلطات الروسية قبل ساعات قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين بتنظيم تمرد مسلح بعد تعهده بالانتقام لما قال إنه قتل الجيش الروسي لألفين من مقاتليه، على الرغم من أنه لم يقدم أدلة على ذلك.
تحييد التهديدات
وفي محاولة ثانية من روسيا لتحييد تهديدات، قائد "فاغنر"، دعا الأمن الفيدرالي الروسي، مقاتلي شركة "فاغنر" على عصيان أوامر بريغوجين واتخاذ كافة التدابير والإجراءات لتوقيفه.
وقالت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، في بيان صادر عنها: "ندعو مقاتلي شركة فاغنر إلى عدم ارتكاب الأخطاء التي لا يمكن الرجوع عنها، ووقف أي أعمال عنيفة ضد الشعب الروسي، وعدم الانصياع لأوامر بريغوجين الإجرامية والغادرة، واتخاذ إجراءات لاعتقاله".
وحاولت هيئة الأمن الفيدرالية، التبرؤ من تصريحات بريغوجين، لمنع أي تأييد له، قائلة إن تصريحات وسلوك مؤسس شركة "فاغنر" تمثل دعوة لنزاع أهلي مسلح وطعنة في ظهر الجنود الروس، مشيرة إلى أن التصريحات المنتشرة حول حصول ضربات شنّتها وزارة الدفاع الروسية على جنود شركة "فاغنر" العسكرية لا تمت للواقع بصلة وتعتبر بمثابة الاستفزاز.
وأضاف البيان: "كافة المعلومات التي تم نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي باسم بريغوجين حول حصول هجمات صاروخية من قبل وزارة الدفاع الروسية على الوحدات الخلفية لقوات فاغنر ليست واقعية وهي استفزاز إعلامي".
وبحسب البيان، فإن الجيش الروسي يواصل تنفيذ المهام القتالية على خطوط التماس مع القوات الأوكرانية في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
يأتي ذلك، فيما دعا الجنرال الروسي النافذ سيرغي سوروفكين الجمعة مقاتلي فاغنر إلى "التوقّف" والعودة إلى ثكناتهم "قبل فوات الأوان".
وقال سوروفكين في تسجيل فيديو بثّه على تطبيق "التلغرام": "أخاطب مقاتلي مجموعة فاغنر وقادتها (...) نحن من الدم نفسه، نحن محاربون. أطلب (منكم) أن تتوقفوا (...) قبل فوات الأوان، يجب الانصياع لإرادة وأوامر الرئيس الروسي" المنتخب من الشعب.
اتهام أوكرانيا
ولم تكتف روسيا بذلك، بل إنها اتهمت القوات الأوكرانية باستغلال "استفزاز" فاغنر لشنّ هجوم على مدينة باخموت، التي سيطرت عليها موسكو في وقت سابق.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّ "نظام كييف يستغلّ استفزازات بريغوجين الرامية لزعزعة استقرار الوضع من أجل إعادة تجميع وحدات من لواءي مشاة البحرية 35 و36 لشنّ أعمال هجومية" في منطقة باخموت، مشيرة إلى أنّ قواتها استهدفت القوات الأوكرانية بقصف جوي ومدفعي.
وكان الجيش الأوكراني أعلن الجمعة أنّه "يراقب" الخلاف الناشئ بين "فاغنر" والقيادة العسكرية الروسية بعدما اتّهم قائد المجموعة الروسية، الجيش بقتل عدد كبير من عناصره في قصف استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في تغريدة على تويتر: "نحن نراقب" الوضع، في حين أعلن قائد الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو لودانوف أنّ فاغنر والجيش الروسي بدآ "يفترسان بعضهما للحصول على السلطة والمال".
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA= جزيرة ام اند امز