وول ستريت تتراجع مع انهيار بيتكوين وعوائد السندات المرتفعة تثقل الأسواق
تراجعت الأسهم الأمريكية الاثنين عن بعض مكاسب الأسبوع الماضي، بالتزامن مع تراجع عملة البيتكوين مجددا، وسط تباين ردود فعل الأسواق العالمية تجاه التطورات الاقتصادية الأخيرة.
انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%، وكان على وشك كسر سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام، فيما فقد مؤشر داو جونز الصناعي 225 نقطة، أي ما يعادل 0.4%، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4% حتى الساعة 11:30 صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة.
وفقا لوكالة أسوشيتد برس، يعزو المحللون ارتفاع الأسبوع الماضي جزئيًا إلى تزايد الآمال في أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل المتباطئ. ولا تزال هذه الآمال قائمة، حيث يراهن المتداولون على احتمالية تقارب 88% لخفض سعر الفائدة في الاجتماع القادم، وفق بيانات مجموعة CME.
مع ذلك، ارتفعت عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل، في خطوة تعكس ارتفاعًا عالميًا في العوائد بعد تلميحات من رئيس بنك اليابان بشأن احتمال رفع أسعار الفائدة هناك. وعندما تُدرّ السندات عوائد أعلى، فإنها تجذب المستثمرين بعيدًا عن الأسهم والعملات المشفرة، ما يضغط على أسعار هذه الأصول.
في هذا السياق، انخفضت بيتكوين من مستوياتها السابقة حول 125000 دولار أمريكي في أكتوبر/تشرين الأول إلى أقل من 86,000 دولار، مسجلة تراجعًا يقارب 7% عن اليوم السابق، ما أثر مباشرة على أسهم قطاع العملات المشفرة. على سبيل المثال، هبط سهم Coinbase Global بنسبة 5.8%، وتراجع سهم Robinhood Markets بنسبة 5.5%.
كما خسرت شركة Strategy، المعروفة سابقًا باسم MicroStrategy، نحو 10.9%، بعد جمعها 1.44 مليار دولار نقدًا بدلًا من بيتكوين عبر بيع الأسهم لسداد أرباح الأسهم الممتازة والفوائد على الديون المستحقة.
على الجانب الإيجابي، سجلت Synopsys ارتفاعًا بنسبة 3.5%، عقب إعلانها عن استثمار شركة Nvidia ملياري دولار في أسهمها ضمن شراكة موسعة. وقد تحوّل سهم Nvidia من خسارة مبكرة إلى مكاسب بنسبة 1.2%، مؤكدًا مكانته كسهم مؤثر في وول ستريت.
وفي قطاع التجزئة، تباينت ردود فعل السوق تجاه موسم تسوق العطلات. رغم توقعات بزيادة الإنفاق تباينت نتائج الأسهم: ارتفعت أسهم Ross Stores بنسبة 1%، وWilliams Sonoma بنسبة 1.4%، في حين انخفضت أسهم Best Buy بنسبة 1.4%.
على الصعيد العالمي، تباينت المؤشرات، حيث انخفض مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 0.2% متأثرًا بخسارة إيرباص 5.7%. وأعلنت الشركة الأوروبية العملاقة للطيران عن تحديث معظم أسطولها المكون من 6000 طائرة ركاب من طراز A320 بعد خلل برمجي كان قد أثر على أنظمة التحكم، ما تسبب باضطرابات طفيفة للركاب خلال عطلة نهاية الأسبوع.
في اليابان، انخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة 1.9% مع المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة. ظل سعر الفائدة القياسي قريبًا من الصفر لسنوات لإعادة إنعاش الاقتصاد، بينما يرتفع التضخم حاليًا فوق الهدف البالغ 2% لبنك اليابان.
في سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.09% مقابل 4.02% يوم الجمعة، قبل أن يتباطأ صعوده مؤقتًا بعد صدور تقرير عن انكماش نشاط الشركات المصنعة الأمريكية بنسبة أكبر من التوقعات، مما قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من المرونة لخفض الفائدة.
وتتعرض الوظائف في قطاع التصنيع لضغوط، إذ أشار معظم المشاركين في استطلاع معهد إدارة التوريدات إلى أن الأولوية الآن هي إدارة القوى العاملة بدل التوظيف، مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية على سلاسل التوريد. كما وصف أحد المصنعين الوضع بالقول: "الظروف أكثر صعوبة مما كانت عليه خلال جائحة كورونا من حيث عدم اليقين بسلسلة التوريد".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUzIA== جزيرة ام اند امز