والتر كرايسلر.. من حراسة العقارات إلى نجم سيارات في صدر غلاف "تايم"
في نجاح وكفاح متواصلين، عاش والتر كرايسلر مؤسس ماركة كرايسلر العريقة للسيارات حياته، مقدما مثالا يحتذى به للأجيال المقبلة.
وكغيره من الغالبية العظمى من الأطفال الذي يسعون لتفكيك ألعابهم بدافع الفضول، كانت أبرز هوايات والتر كرايسلر، منذ طفولته التطلع على مابداخل ألعابه من المحركات والقطارات والآلات ليتفقد ما بداخلها من المحركات.
- مؤسس باينانس.. كيف جنى "طاهي برجر" 65 مليار دولار من العملات المشفرة؟
- مؤسس سامسونج.. قصة "بائع أسماك" بنى إمبراطورية تكنولوجية
بوادر الموهبة
وسبق أن دفع الشغف والتر، لأن يقوم بشراء سيارة بخارية لتفكيكها وإعادة تركيبها وتكرار الأمر، رغبة منه في التعلم والمطالعة.
كانت هذه البوادر من الشغف والموهبة هي ما أوصلت والتر إلى إنشاء مصنع خاص به يقوم بإنتاج سيارات بخارية.
نشأته
وولد والتر كرايسلر في عام 1875، وهو من ومواليد ولاية كانساس الأمريكية، وفي بداية حياته لم تساعده الظروف الصعبة على الالتحاق بالمدرسة وخوض الرحلة التعليمية، حيث اضطر في سن صغيرة للعمل لكسب العيش، وعمل كحارس عقار بأجر 10 سنت لفترة من الزمن.
عند بلوغه الـ 17 من عمره، اتخذ والتر كرايسلر قرارا بأن يعوض ما فاته من التعليم الأكاديمي، والتحق بأحد المدارس للحصول على شهادة وتحسين مهاراته التي اكتسبها بالفطرة.
واجه والتر أيضا في هذه الخطوة من سنوات حياته المكبرة صعوبات مادية، وليقوم بجمع تكاليف التعليم ظل في نفس عمله كحارس عقار، واختار لنفسه مجال تعليم في صيانة الآلات.
كفاحه
بدأ والتر رحلته في صناعة المركبات، بالتحاقه بالمهنة التي ظهرت حديثا في وقتها، وهي مهنة صيانة عربات القطارات ذات المصدات ضد الصدمات المصنوعة من مادة المطاط.
وحاول والتر أن يتوصل إلى فنون هذه الصناعة والعمل بها، وانتهى الأمر به بأن استقر في شركة السيارات الأمريكية بويك Buick عام 1912 ومن هنا كانت بداية وصوله إلى فكرة تأسيس شركة خاصه به لصناعة المركبات.
وتعرض والتر لمعاناة في سنواته الأولى من العمل بشركة بويك التي كانت مديونة بأموال طائلة، حيث تقبل العمل بالشركة مع تلقيه لنصف راتبه الذي كان يحصل عليه في أي مكان آخر.
خطوات على طريق الحلم
بعد سنوات من الادخار، حقق والتر مسعاه بتجميع الاأموال التي تمكنه من بداية مشروع خاص به.
وكانت الخطوة الاولى بشراء والتر لسيارة بخارية فخمة بتكلفة 5000 دولار عام 1908، بدلا من ان يبدأ مشروع تجاري على عكس العرف السائد.
وفاجأ والتر جميع المقربين منه بقيامه بتفكيك السيارة تماما وبعد ان أتم ذلك، قام والتر بتجميع السيارة مرة أخرى وإعادتها إلى حالتها السابقة.
وكرر والتر هذا العمل لأكثر من مرة وذلك ليتعلم طريقة تصنيع السيارات من هذا النوع ومحركاتها، ووصل والتر كرايسلر لدرجة التمكن من تركيب السيارات والتعرف على عيوب كل سيارة ومعالجتها.
وفي عام 1919 غادر والتر كرايسلر عمله بشركة بويك، وكان قد جمع ثروة طائلة من راتبه جعلته من أغنى الرجال في الولايات المتحدة.
تدشين شركته الخاصة
وفي يونيو من عام 1925، نجح والتر كرايسلر في تأسيس شركته الخاصة لصناعة السيارات، وقام بتأسيس كل من ماركة Plymouth و DeSoto.
وأصبحت شركة كرايسلر للسيارات ثالث أكبر ماركة مصنعة للسيارة في الولايات المتحدة، وفي الفترة بين عام 1920 و 1928، استحوذت شركة كرايسلر على حقوق شركة دودج، وقامت بتشييد مبنى شركة كرايسلر التاريخي في مدينة نيويورك، والذي أصبح في ذلك الوقت أطول مبنى في العالم.
وبلغ نجاح كرايسلر بأن اسمته مجلة تايم بأنه رجل العام على مستوى العالم في عددها لعام 1928.
تقاعده ووفاته
في عام 1935 تقاعد والتر كرايسلر مع ابقائه على منصبة كمدير تنفيذي لشركته حتى وفاته في اغسطس عام 1940.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg
جزيرة ام اند امز