اليوم الـ85 للحرب.. القصف لا يتوقف في «غزة المنهكة»
حرب غزة تدخل يومها الـ85 وسط استمرار الغارات ودعوات أممية لتسهيل وصول المساعدات للقطاع المنهك.
وواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المركّز على جنوب غزة حيث الوضع الإنساني كارثي حسب الأمم المتحدة التي طلبت من "جميع الأطراف" تسهيل وصول المساعدات.
- الإمارات تدعو لـ«خطوات جريئة» بشأن غزة وتحذر من "نقطة اللاعودة" بالضفة
- 7 ألوية في خان يونس والحرب تتوسع.. إسرائيل تضبط إحداثياتها بغزة
ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها الثالث، وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة للبحث في مقترح لوقف النار طرحته مصر.
وبعد ليلة أخرى من القصف المدمر الذي تركز في وسط القطاع وجنوبه، هرع فلسطينيون الجمعة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط) للتعرف إلى جثث ذويهم.
وحمل مسعفون رجالا ونساء وأطفالا جرحى، وملابسهم ملطخة بالدماء، فيما قُدّمت الرعاية لبعضهم على الأرض، وفي الخارج، بكت سهير ناصر وهي تحمل جثتي توأميها اللذين قُتلا في اليوم السابق في غارة إسرائيلية.
السكان "منهكون"
ويسود وضع كارثي قطاع غزة الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة اضطر 85% منهم إلى الفرار من منازلهم وفق الأمم المتحدة.
وقال رئيس العمليات الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث إن "السكان المصابين بصدمة والمنهكين" يتكدّسون على "قطعة أرض تزداد صغرا".
وتفرض إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة منذ بداية الحرب ولا تسمح سوى بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية بعد تفتيشها، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وفي مواجهة النقص الصارخ في المساعدات، يواجه سكان غزة "خطرا جسيما"، وفق منظمة الصحة العالمية.
وندّد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في بيان بأن "كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجستية عدة"، مذكراً بأنه يجب على "جميع الأطراف" تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأوضح "لا يزال إيصال المساعدات العاجلة والملحة محدودا من حيث الكميات ومليئا بالعقبات اللوجستية"، ووصف "حال اليأس" في غزة، حيث يتوجه الفلسطينيون إلى مستودعات الوكالة "لأخذ الإمدادات أو اعتراض شاحنات المساعدات لالتقاط الطعام لتناوله على الفور".
"غالية جدا"
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة الجمعة أيضا إن إحدى قوافل المساعدات التابعة لها تعرضت لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي، دون وقوع إصابات. ولدى سؤاله، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه "يتحقق" من المعلومات.
وفي سوق الشابورة في رفح، يقول منتصر الشاعر (30 عاما)، وهو صاحب بسطة "هذه أول مرة يتم إدخال البيض وبعض أنواع الفواكه إلى غزة من مصر". ويشير إلى أن "كل أنواع الفواكه مفقودة في الأسواق، توجد بعض أنواع الخضار لكنها غالية جدا".
بينما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية دون هوادة، وصل وفد من حماس إلى القاهرة للبحث في مقترح مصري بشأن وقف النار، وفق ما أفاد مصدر مطلع على المباحثات.
والمقترح المصري يشمل ثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.
وسينقل وفد حماس إلى المصريين "ردّ الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم"، وفق المصدر نفسه.
وأوضح المصدر أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصا بـ"طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء الخميس في تل أبيب مع عائلات رهائن: "نحن على اتصال (مع الوسطاء) في هذه اللحظة. لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل. نحن نعمل على إعادتهم جميعا. هذا هدفنا".
وكانت الحرب بين إسرائيل وحماس اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع شن الحركة هجوما غير مسبوق أوقع نحو 1140 قتيلا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الإسرائيلية الرسمية، واقتيد خلال الهجوم نحو 250 رهينة إلى قطاع غزة لا يزال 129 منهم محتجزين وفق إسرائيل.
ورداً على ذلك، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس وتشن قصفا على القطاع الفلسطيني الذي تحكمه الحركة منذ 2007، وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 168 من عناصره منذ بدء الغزو البري في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي في غزة منذ بداية الحرب إلى21507، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس نُشرت الجمعة. وتشمل الحصيلة، وفق المصدر ذاته، 187 شخصاً قتلوا خلال الساعات الماضية.